اخر الاخبار

غوتيريش: الأونروا قوة للاستقرار “في أكثر مناطق العالم اضطرابا” ويجب دعمها


جاء ذلك خلال اجتماع وزاري عُقد على هامش الأسبوع رفيع المستوى للجمعية العامة يهدف إلى إعادة تأكيد دعم المجتمع الدولي القوي لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل لاجئي فلسطين (الأونروا) والاعتراف بدورها الذي لا غنى عنه.

أخبر السيد غوتيريش المشاركين أنه في ظل غياب حل سياسي لمحنتهم، اعتمدت أجيال من لاجئي فلسطين على الأونروا في التعليم والرعاية الصحية وغيرها من الخدمات الأساسية في كل من لبنان وسوريا والأردن والأرض الفلسطينية المحتلة. 

وأكد أنها قدمت مساهمات قيّمة في التنمية وحقوق الإنسان والعمل الإنساني والسلام والأمن، بما في ذلك لإسرائيل، إلا أن القيود الشديدة التي تواجهها تجعل الوضع الراهن “غير قابل للاستمرار”.

وحثّ الأمين العام الدول الأعضاء على دعم عمل الأونروا سياسيا ومواجهة “التشويه الذي تهدد أحد شرايين الحياة القليلة المتبقية للعديد من لاجئي فلسطين”. كما دعا الدول الأعضاء إلى ضمان تمويل الوكالة “بشكل عاجل وكامل وعلى نحو متوقع” لتتمكن من تنفيذ ولايتها.

“بطولات لن تنسى”

وأعرب عن إعجابه العميق واحترامه وامتنانه لموظفي الأونروا في غزة، الذين قُتل أكثر من 370 منهم خلال الأحداث المأساوية الجارية، وقال: “لقد تكبد كل فرد منهم خسائر لا يمكن تصورها. دُمرت منازل ومجتمعات. مُحيت عائلات بأكملها من الوجود. ومع ذلك، وبطريقة ما، وفي مواجهة هذا الرعب المستمر، فإنهم صامدون”.

وأكد أن خدمة موظفي الأونروا الشجاعة والمخلصة لشعب غزة “تُلهم العالم، ولن ننسى بطولتهم أبدا”.

سؤال يجب طرحه

من جانبه، قال المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني إن العالم يشهد منذ ما يقرب من عامين “استهتارا مروعا بالحياة والقانون الدولي” في الأرض الفلسطينية المحتلة. وأضاف أن المجاعة في غزة “نتيجة صارخة للتقاعس والإفلات من العقاب المطولين”، ونتيجة استبدال “عملية إنسانية مبدئية بمرتزقة استخدموا المساعدات الغذائية كسلاح”.

اقراء ايضا  القيادة تعزي بوتين في ضحايا حادث تحطم طائرة ركاب روسية

وأكد السيد لازاريني أن التاريخ سيسأل إلى الأبد “لماذا فشلوا في منع الإبادة الجماعية التي ارتُكبت تحت أنظارهم؟”، وهذا السؤال “يجب أن يُطرح علينا الآن”.

وقال إن الهجمات المتواصلة على الأونروا تسعى إلى تفكيك الوكالة، وإنهاء وضع اللاجئين الفلسطينيين، وتقويض آفاق حل الدولتين بشكل أكبر، وقد كانت لها نتائج مدمرة في غزة حيث قتل موظفوها ودمرت معظم منشآتها.

بالإضافة إلى ذلك، قال إن الوكالة تواجه “حملة تضليل شرسة وممولة جيدا بقيادة حكومة إسرائيل”، استهدفت المشرعين في الدول المانحة لتشويه سمعتها “وخنق الدعم السياسي والتمويل لعملها الحيوي”.

وأضاف: “يتم الآن نشر حملات مماثلة لإسكات كيانات الأمم المتحدة الأخرى والمنظمات غير الحكومية الدولية والمسؤولين الحكوميين، لتبرير اغتيال الصحفيين وإنكار حقيقة المجاعة والجرائم الدولية الأخرى”.

وأفاد السيد لازاريني إن العجز في تمويل الوكالة، بين الربع الأخير من هذا العام والربع الأول من العام المقبل، يتجاوز 200 مليون دولار، وفي غياب تدفق كبير للتمويل الجديد، “سيتم المساس بتقديم الخدمات الأساسية لملايين اللاجئين الفلسطينيين في جميع أنحاء المنطقة قبل نهاية العام”.

تدقيق مكثف

قبل أكتوبر/تشرين الأول 2023، وفرت الأونروا التعليم لنصف مليون فتاة وفتى في جميع أنحاء المنطقة، واليوم تقدم مساعدات غذائية ونقدية طارئة لـ 2.6 مليون شخص، وتستقبل عياداتها الأساسية 10.5 مليون زيارة سنويا. 

لكن الظروف التي تعمل فيها الوكالة تتدهور كل يوم. وعلى مدى 76 عاما، كانت الوكالة شريان حياة لملايين اللاجئين الفلسطينيين.

وكما أشارت رئيسة الجمعية العامة، أنالينا بيربوك، “لم تخضع سوى قلة من الوكالات للتدقيق المكثف مثل الأونروا”. 

وذكرت أن الوكالة خضعت لتحقيقات من قبل مكتب خدمات الرقابة الداخلية التابع للأمم المتحدة ومراجعة مستقلة برئاسة وزيرة الخارجية الفرنسية السابقة كاترين كولونا، ومؤخرا إلى تقييم استراتيجي من قبل الأمين العام بموجب مبادرة الأمم المتحدة 80. وقالت إن القدرة على أخذ الانتقادات في الاعتبار والتدقيق في نفسها دليل على “قوة المنظمة”.

اقراء ايضا  «صحة عسير» تستضيف ملتقى عن الاستثمار الصحي - أخبار السعودية

وأشارت السيدة بيربوك إلى أنه كان من المفترض أن تعمل الأونروا مؤقتا فقط، إلا أنها تقوم اليوم بتنفيذ “الالتزامات الشبيهة بالدولة منذ عقود”. وأضافت أن إيقاف الوكالة عن العمل الآن سيُقلل من احتمالية بناء المؤسسات الفلسطينية المستقبلية.

وقالت: “من الواضح جدا أنه إذا انهارت الأونروا، ستنهار الآمال الهشة أيضا. وسيقوض ذلك السعي إلى حل شامل وعادل ودائم للصراع الإسرائيلي الفلسطيني”.

الدولة هي بديل الأونروا

قال وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس بوينو: “إذا كنا لا نريد الأونروا، فما علينا فعله هو إنشاء دولة فلسطينية تهتم بتعليم وإطعام شعبها”. وأكد أنه في حين أن هذا غير ممكن، “لأن البعض يحاول منعه”، يجب على المجتمع الدولي مواصلة دعم الوكالة.

وقال إن إسبانيا تزيد من تمويلها لكل من السلطة الوطنية الفلسطينية والأونروا، وشجع جميع الدول التي تؤمن بحل الدولتين والسلام بين فلسطين وإسرائيل على أن تفعل الشيء نفسه.

وقال السيد بوينو إن الوضع المتردي في غزة والضفة الغربية والمنطقة بأسرها يضغط على الوكالة أكثر من أي وقت مضى للوفاء بواجباتها وتلبية احتياجات ملايين اللاجئين الفلسطينيين. 

وأضاف أن ذلك يشمل أمورا أساسية كالغذاء والمأوى والمياه والصرف الصحي والتعليم، “وخاصة لـ 600 ألف طفل مصاب بصدمات نفسية ويحتاجون إلى مساحة آمنة، مثل جميع أطفالنا، ليتعلموا فيها أن هناك إمكانية حقيقية لمستقبل مختلف لهم، مستقبل يسوده السلام”.

نمط من العرقلة والعنف”

وقال وزير الخارجية البرازيلي ماورو فييرا إنه منذ بدء العملية العسكرية الإسرائيلية في غزة، والتي تسببت في “أزمة إنسانية غير مسبوقة”، سعت بلاده إلى الاستجابة من خلال “أعمال تضامن ملموسة”، حتى مع قيام إسرائيل بمنع بعض المساعدات التي قدمتها.

وقال: “إن العنف المنهجي ضد الفلسطينيين في غزة، بما في ذلك ضد نسبة كبيرة من النساء والأطفال، يقدم أدلة مقلقة تشير إلى ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، بما في ذلك الإبادة الجماعية والتطهير العرقي”.

اقراء ايضا  «تمكين» 45 ألف مستفيد من الضمان الاجتماعي

وقال السيد فييرا إن القيود القانونية المفروضة على عمليات الأونروا وإغلاق منشآتها في القدس الشرقية جزء من “نمط مقلق من العرقلة والعنف الذي تمارسه الحكومة الإسرائيلية”. 

وأضاف أن محاولات نزع الشرعية عن الأونروا تهدف إلى استبدال الوكالة بجهات إنسانية أخرى “تعسكر توزيع المساعدات” في غزة. وقال إن البرازيل “ترفض رفضا قاطعا مثل هذه الأساليب”.

وأضاف أن بلاده تدعم بشدة تجديد ولاية الأونروا، مضيفا أن أي نقاش حول تغييرات في ولاية الوكالة يجب أن يسبقه حل عادل ودائم، قائم على تطبيق حل الدولتين.

“حملة اغتيال سياسي”

بدوره، قال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي إنه ليس مضطرا للدفاع عن الأونروا، لأن “أطفال غزة الجائعين يدافعون عنها بشدة”.

وقال إن “حملة اغتيال سياسي تُشن ضد الأونروا قبل السابع من أكتوبر بوقت طويل”، لأنها تُمثل أمل اللاجئين الفلسطينيين وحقوقهم.

وفيما “الكارثة في غزة مستمرة، والإبادة الجماعية مستمرة”، قال السيد الصفدي إن “البنادق سوف تصمت في وقت ما وسيقول العالم كفى”، وعندها ستزيد الحاجة لوجود الأونروا.

وأوضح قائلا: “لا أحد يستطيع القيام بدور الأونروا في غزة، لأنها كانت حاضرة عندما غاب الآخرون. لأنها تعرف كل زقاق، وكل شارع، وكل منزل، وكل مدرسة، وكل عيادة، وكل عائلة تحتاج إلى الدعم”.

ودعا الدول إلى ترجمة دعمها السياسي للوكالة إلى إجراءات عملية تمكنها من مواصلة عملها النبيل. وأضاف: “علينا إنقاذ الأونروا، لأننا بإنقاذها ننقذ ما تبقى من مصداقية نظامنا متعدد الأطراف والتزامنا بالقانون الدولي”.


غوتيريش: الأونروا قوة للاستقرار “في أكثر مناطق العالم اضطرابا” ويجب دعمها المصدر:

زر الذهاب إلى الأعلى
إنضم لقناتنا على تيليجرام