غوتيريش: “المسؤولية عن الحماية” وعد لم يتحقق بعد 20 عاما من اعتماده

جاء ذلك في كلمة ألقاها في فعالية أقامتها الجمعية العامة، اليوم الأربعاء، لإحياء الذكرى السنوية العشرين لمبدأ “المسؤولية عن الحماية”، وهو التزام قطعه زعماء العالم في القمة العالمية لعام 2005 بحماية الشعوب من الإبادة الجماعية وجرائم الحرب والتطهير العرقي والجرائم ضد الإنسانية.
وقال السيد غوتيريش إن العالم يشهد اليوم أكبر عدد من النزاعات المسلحة منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، والتي تتسم “بتصاعد العنف القائم على الهوية، وانتشار انتهاكات القانون الدولي الإنساني وقانون حقوق الإنسان، وتعميق الإفلات من العقاب”. وأكد أن الأدلة على الجرائم التي ترتكبها الدول والجهات الفاعلة الأخرى غالبا ما تُقابل “بالإنكار أو اللامبالاة أو القمع”، مضيفا أن الاستجابات غالبا ما تكون ضئيلة أو متأخرة للغاية، أو غير متسقة “أو مقوضة بمعايير مزدوجة”، وأن المدنيين هم من يدفعون الثمن الباهظ.
“وعد لم يتم الوفاء به”
قدّم الأمين العام للجمعية تقريره حول “المسؤولية عن الحماية”، الذي يستعرض الجهود المبذولة خلال العقدين الماضيين، ويدعو إلى تنشيط العمل.
وقال إن هذا التقرير يُظهر أن الدبلوماسية المبكرة والابتكار المؤسسي لمنع الجرائم الفظيعة والتصدي لها يمكن أن يكونا فعالين. ودعا إلى دمج الإنذار المبكر، ودعم آليات الوقاية الوطنية، ودمج منع الفظائع في الأجندات الأوسع نطاقا للحفاظ على السلام وحقوق الإنسان وخطة التنمية المستدامة لعام 2030.
قال السيد غوتيريش: “لا يوجد مجتمع بمنأى عن خطر الجرائم الفظيعة. يجب أن تبدأ الوقاية من الداخل – بقيادة تحمي الحقوق، وتحتضن التنوع، وتدعم سيادة القانون. ويجب دعمها عالميا – من خلال التعاون متعدد الأطراف، والدبلوماسية القائمة على المبادئ، والإجراءات المبكرة والحاسمة لحماية السكان بفعالية”.
وأكد الأمين العام أن مبدأ “المسؤولية عن الحماية” لا تزال “ضرورة ملحة، وواجبا أخلاقيا، ووعدا لم يتم الوفاء به” بعد 20 عاما من تبنيه. ودعا إلى التزام أعمق وتعاون أقوى للوفاء بهذا الوعد، وضمان أن تصبح حماية السكان ممارسة دائمة وعالمية.
“كيف سمحنا لأنفسنا بالتقصير؟”
من جانبه، أكد رئيس الجمعية العامة فيليمون يانغ أن مبدأ “المسؤولية عن الحماية” انبثق من أهوال رواندا ويوغوسلافيا السابقة، ويمثل “تعهدا بأن المجتمع الدولي لن يقف صامتا أبدا، بينما تُزهق أرواح الأبرياء بأفظع الجرائم”.
وأضاف: “اليوم، علينا أن نسأل أنفسنا: كيف سمحنا لأنفسنا بالتقصير؟ من غزة إلى أوكرانيا، ومن السودان إلى ميانمار، لا تزال التحديات التي تواجهنا جسيمة”.
وشدد السيد يانغ على أن جميع الصراعات الدائرة حول العالم تشهد “تجاهلا صارخا” لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني، حيث لا يزال يتم تجاهل الإنذارات المبكرة، ويفشل مجلس الأمن في اتخاذ إجراء عندما تكون الحاجة إليه ماسة. وقال: “لا يمكن أن يستمر هذا. يجب أن نقف بحزم. يجب أن ندين وأن نتحرك. لقد فعلنا ذلك من قبل، ويجب أن نفعله مرة أخرى”.
وقال إن الوقت قد حان لتحويل الإعلانات إلى ضمانات للوقاية، والعمل بجد أكبر لتعزيز سيادة القانون والمرونة داخل المجتمعات.
وأضاف: “يجب أن نتخذ خطوات أكثر جرأة لتعزيز المساءلة عن الانتهاكات الخطيرة للقانون الدولي، ليس فقط بعد وقوع الجرائم الفظيعة، بل قبل أن تتاح لها الفرصة… ويجب أن نجدد التزامنا بوعدنا بعدم تكرارها أبدا، مدركين أن الحماية ليست طموحا. الحماية تتطلب عملنا، فرديا وجماعيا”.
غوتيريش: “المسؤولية عن الحماية” وعد لم يتحقق بعد 20 عاما من اعتماده المصدر: