غوتيريش يدعو لتحديث عمليات حفظ السلام الأممية لمواجهة التحديات المستقبلية

كان الأمين العام يتحدث في الاجتماع الوزاري حول مستقبل حفظ السلام، الذي تستضيفه ألمانيا يومي الثلاثاء والأربعاء. وأكد أن “الأمم المتحدة تأسست على الإيمان بأن السلام ممكن إذا عملنا كعائلة إنسانية واحدة متحدة”.
وقال الأمين العام إن حفظة السلام الأمميين – أو أصحاب الخوذات الزرقاء – يرمزون إلى التضامن العالمي، حيث يساعدون في الحفاظ على وقف إطلاق النار، وحماية المدنيين، وتسهيل المساعدات الإنسانية، ودعم التعافي طويل الأجل في مناطق النزاع.
وأشار الأمين العام إلى عدد من البلدان التي حققت السلام الدائم بدعم من قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة – بما فيها كمبوديا وكوت ديفوار والسلفادور وليبيريا وناميبيا وموزامبيق وسيراليون وتيمور الشرقية.
وأشار إلى أن العديد من هذه الدول تساهم حاليا بقوات في عمليات حفظ السلام. ومع ذلك، فإن حفظ السلام يأتي بتكلفة، وفقا للأمين العام. وقد لقي أكثر من 4,400 من حفظة السلام مصرعهم أثناء أداء واجبهم.
وأقر غوتيريش بالتحديات المتزايدة التي يواجهها حفظ السلام اليوم والمتمثلة في نزاعات أكثر تعقيدا وعابرة للحدود، واستقطاب عالمي، ومعلومات مضللة تستهدف البعثات، والإرهاب، وعدم الاستقرار المرتبط بالمناخ، وتجاهل واسع النطاق للقانون الدولي.
ومع وجود عدد قياسي من النزاعات والنازحين، فإن حفظ السلام يتعرض لضغوط أكبر من أي وقت مضى، وفقا للأمين العام.
مشاكل مالية خطيرة
لسوء الحظ، يقول الأمين العام إن عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة ظلت تواجه مشاكل خطيرة فيما يتصل بالسيولة النقدية.
ونبه إلى أن عمليات حفظ السلام – على الرغم من أن ميزانيتها أقل من 0.5% من الإنفاق العسكري العالمي – إلا أنها من أكثر الأدوات فعالية من حيث التكلفة لبناء السلام والأمن الدوليين.
ودعا جميع الدول الأعضاء الـ 193 إلى الوفاء بالتزاماتها المالية والمساعدة في بناء بعثات حفظ سلام جاهزة للمستقبل تلبي التحديات العالمية الحالية والناشئة.
ثلاثة مجالات للعمل
الأمين العام حدد ثلاثة مجالات رئيسية شدد على ضرورة التركيز عليها مستقبلا:
أولا، تشكيل عمليات حفظ سلام تتناسب مع المستقبل، مشيرا إلى أن المراجعة القادمة لعمليات السلام – وفق ما جاء في مـيثاق المستقبل – ستقيم كيفية جعل حفظ السلام أكثر قابلية للتكيف والمرونة، وأكثر ملاءمة للسياقات المحددة، خاصة حيث يكون السلام هشا أو غائبا.
وأشار الأمين العام إلى أن قصص النجاح مثل اليونيفيل في لبنان ومينوسكا في جمهورية أفريقيا الوسطى تظهر قيمة القدرة على التكيف.
كما أكد على أهمية الشراكات، خاصة مع الاتحاد الأفريقي. وأوضح أن قرار مجلس الأمن 2719 عزز الشراكة بين الجانبين إلى مستوى جديد “بينما نعمل على إنشاء بعثات لتنفيذ السلام تحت مسؤولية الاتحاد الأفريقي، وبدعم من الأمم المتحدة”.
ثانيا، تحسين استخدام الموارد. وفي هذا السياق، حث غوتيريش على وضع قواعد مالية ولوجستية أكثر مرونة لتعظيم الموارد المحدودة. ودعا إلى ولايات أكثر واقعية، وعمليات مبسطة، وتنسيق أقوى مع الدول المساهمة بقوات لضمان أن تكون العمليات مجدية وفعالة، على الرغم من القيود المالية.
وتابع قائلا: “سوف تعمل مراجعتنا لعمليات السلام جنبا إلى جنب مع مبادرة الأمم المتحدة 80، لضمان تحقيق أقصى قدر من الكفاءة حيثما أمكن، بدعم من الدول الأعضاء في كل خطوة”.
ثالثا، الحاجة إلى الدعم السياسي. وأكد في هذا الصدد أنه لا يمكن لأي بعثة لحفظ السلام أن تنجح في غياب الحلول السياسية. ودعا الدول الأعضاء إلى دعم البعثات بوحدة سياسية وقيادة وأفراد مدربين ومعدات واحترام ولايات الأمم المتحدة وحصاناتها.
وقال إن هذا الدعم – بما في ذلك المساهمات المالية والتعهدات الاستراتيجية – أمر حيوي.
غوتيريش يدعو لتحديث عمليات حفظ السلام الأممية لمواجهة التحديات المستقبلية المصدر: