فتيات الكشافة في خدمة المرضى والمراجعين للمراكز الصحية في الحرمين الشريفين


تقدمت سارة نحوه بابتسامة دافئة وسألته بلغة الإشارة عمّا يحتاج، وبعد محاولات، فهمت أنه يشعر بدوار شديد ويريد مراجعة الطبيب، لكنه لا يعرف كيف يشرح حالته، وبسرعة، استعانت بزميلتها التي تجيد لغته، وساعدنه في إتمام الإجراءات الطبية، ولم تكتفِ بذلك، بل بقيت بجانبه، تطمئنه وتحضر له الماء وتواسيه حتى انتهت استشارته.
في موقف آخر، كانت لمار الزبيدي، وهي عضوة في فتيات الكشافة، ترافق حاجّة مسنّة أصيبت بإعياء شديد بعد الطواف، ساعدتها على الجلوس، وطلبت لها الإسعاف، وظلت تمسك بيدها حتى وصلت الطواقم الطبية. كانت تلك السيدة، رغم ضعفها، تكرر الدعاء لفتاة الكشافة لمار بدموع الامتنان.
ليظهر لنا أن دور فتيات الكشافة في خدمة المرضى والمحتاجين في الحرمين الشريفين ليس مجرد عمل تطوعي، بل هو رسالة إنسانية تعبّر عن أسمى معاني الرحمة والتعاون، إنهنّ لا يقتصرن على تقديم الخدمات اللوجستية، بل يحملن قلوباً مليئة بالحب والإنسانية، ليكون وجودهنّ بلسماً يخفف عن المرضى آلامهم، ويمنحهم إحساساً بالأمان وسط الغربة.
فتيات الكشافة في خدمة المرضى والمراجعين للمراكز الصحية في الحرمين الشريفين المصدر: