في العرضات.. البشت السعودي.. رمز لا يليق العبث به – أخبار السعودية

لا يمكن فصل البشت السعودي عن مشهد العرضة، فكما أن الطبول والسيوف ترسم إيقاع المجد فان البشت يضفي على العرضة سمتها المهيبة، ويجسد الوقار الذي تميزت به رجالات الوطن في احتفالاتهم وميادين عزهم.
البشت ليس مجرد قطعة من القماش بل هو رمز له دلالاته العميقة في الوجدان الجمعي، وحامل لهوية اجتماعية وثقافية ضاربة في الجذور. وعند ارتدائه أثناء العرضة فإن ذلك يرتقي بالفعل من كونه رقصة فلكلورية إلى لحظة انتماء تعبر عن الوفاء للموروث واحترام الحضور وعلو المقام.
ولأن العرضة السعودية ليست مناسبة عابرة بل فعل يجسد الفخر الوطني واحتفال بالمناسبات الكبرى فإن من يؤديها يحمل أمانة الصورة أمام العالم. والبشت هنا ليس زينة شكلية بل التزام أخلاقي بأن تكون الحركة مدروسة والهيبة محفوظة والرمز مكرم.
الملاحظ في بعض المشاهد الحديثة أن هناك من يتهاون بارتداء البشت أو يلوح به بطريقة لا تليق بمكانته، في محاولة للخروج عن النمط الكلاسيكي للعرضة وهو ما يتنافى مع جوهرها القائم على التوازن بين القوة والوقار. فالبشت ليس اكسسواراً يضاف للعرضة بل هو رداء يحفظ جلال اللحظة ويمنح من يرتديه مسؤولية احترامه.
إن الحفاظ على قيمة البشت خلال أداء العرضة هو جزء من احترام التاريخ والهوية لا سيما في زمن باتت فيه الشعوب تتسابق لإبراز رموزها أمام العالم. والبشت السعودي حين يرفرف في ساحة العرضة فهو لا يروي حكاية الزي فحسب بل يسرد قصة وطن وتاريخ رجال ومجد لا يليق به إلا التقدير.
أخبار ذات صلة
في العرضات.. البشت السعودي.. رمز لا يليق العبث به – أخبار السعودية المصدر: