اخر الاخبار

في ذكرى الإبادة الجماعية ضد التوتسي في رواندا عام 1994، دعوة أممية لرفض خطاب الكراهية والانقسام

جيرمين تويسينغ مولر الناجية من الإبادة الجماعية قالت: “غرقت بلادنا في رعب لا يُصدق. تمزقت عائلات. أُبيد أطفال، بمن فيهم أجنة. واغتصبت نساء، غالبا أمام أحبائهن ومجتمعاتهن بأكملها، لمجرد أنهن من التوتسي”.

وروت مولر بالتفاصيل كيف تقطعت بها وبأمها السبل عندما وقعت تلك الأحداث، وكيف افترقا ثم التقيا بعد سبعة أشهر ظنت فيها أن أمها لقيت حتفها.

وقالت إنها بعد أن افترقت عن خالتها أيضا: “اختبأتُ وحدي في منزل لشهرين، أعيش على الحليب المجفف والسكر المذاب في مياه الأمطار”.

وأوضحت مولر أنها تتحدث في ذكرى الإبادة الجماعية باسم الأطفال الذين تيتموا أو رحلوا دون هوية، وباسم الآباء الذين شاهدوا أطفالهم يُقتلون وعجزوا عن إيقاف ذلك القتل، وباسم النساء اللواتي عانين من انتهاكات مروعة، وباسم كبار السن الذين ذُبحوا، وباسم كل روح بريئة أُزهقت لمجرد كونها من التوتسي.

جيرمين تويسينغ مولر إحدى الناجيات من الإبادة الجماعية ضد التوتسي في رواندا عام 1994.

جيرمين تويسينغ مولر إحدى الناجيات من الإبادة الجماعية ضد التوتسي في رواندا عام 1994.

دعوة لوقف خطاب الكراهية

في مستهل الفعالية التي احتضنتها الجمعية العامة، أضاء مسؤولون أمميون الشموع إحياءً للذكرى. وقال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش في كلمته أمام الحاضرين إن “الإبادة الجماعية ضد التوتسي عام 1994 تشكل فصلا مُروِّعا في تاريخ البشرية”.

وأضاف: “تُذكّرنا هذه الفترة المروعة من تاريخ رواندا بأنه لا يوجد مجتمع بمنأى عن الكراهية والرعب. وعندما نتأمل في كيفية وقوع هذه الجرائم، يجب علينا أيضا أن نتأمل في صداها في عصرنا”، مضيفا أن “هذه أيام انقسام”.

اقراء ايضا  حالة الطقس.. أمطار رعدية متباينة الشدة على أجزاء من المناطق

وأشار إلى أن خطاب “هم” مقابل “نحن” يثير استقطابا متزايدا في المجتمعات في منطقة البحيرات العظمى وحول العالم، مشددا على ضرورة كبح جماح خطاب الكراهية، ووقف تحوّل الانقسام والسخط إلى عنف.

ودعا غوتيريش جميع الدول إلى الانضمام إلى اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية دون تأخير، وإلى الوفاء بمسؤولية حماية سكانها من الإبادة الجماعية وجرائم الحرب والتطهير العرقي والجرائم ضد الإنسانية.

وأكد أن على كل دولة، وكل شريحة من شرائح المجتمع، الوفاء بالوعد المنصوص عليه في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، بتعزيز حقوق الإنسان وكرامة الجميع.

وأضاف: “في يوم الذكرى هذا، دعونا جميعا نلتزم باليقظة والعمل معا لبناء عالم يسوده العدل والكرامة للجميع”.

الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش يتلقي كلمة في الفعالية التي أقيمت في الجمعية العامة لإحياء ذكرى الإبادة الجماعية ضد التوتسي في رواندا في عام 1994.

الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش يتلقي كلمة في الفعالية التي أقيمت في الجمعية العامة لإحياء ذكرى الإبادة الجماعية ضد التوتسي في رواندا في عام 1994.

أيديولوجية لا تزال حية

رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، فيليمون يانغ حذر من أن الإيديولوجية التي بررت الإبادة ضد التوتسي، لم يتم اجتثاثها، “بل هي حية”.

وأضاف أن تلك الإيديولوجية تنتشر من خلال خطاب الكراهية والتعصب والمعلومات المضللة، ويعززها المتطرفون عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ويتسارع انتشارها مع الذكاء الاصطناعي.

وأضاف: “يجب علينا مواجهة الكراهية في كل منعطف وبجميع أشكاله. يجب علينا تحدي الخطابات الخطيرة قبل أن تترسخ، وقبل أن تنتشر في جميع أنحاء العالم. تقع على عاتقنا مسؤولية رفض الخطاب التقسيمي، والوقوف ضد التمييز، والتحرك قبل فوات الأوان، ولضمان ألا تُسمَم الأجيال القادمة بنفس الكراهية التي أدت إلى أهوال عام 1994”.

ونبه إلى أنه بينما نتأمل في الماضي، يجب تذكر أن الإبادة الجماعية قد تحدث في أي مكان وفي أي وقت. وأكد أن التحول الملحوظ في رواندا دليل على قوة الاختيار؛ اختيار الشفاء بدلا من الانتقام، والتقدم بدلا من الانقسام، والوحدة بدلا من الكراهية. وأضاف رئيس الجمعية العامة: “فلنلتزم اليوم وكل يوم بالوقوف في وجه القوى التي تسعى إلى تمزيقنا”.

مسؤولية مشتركة

روبرت كاينامورا، القائم بأعمال البعثة الدائمة لرواندا لدى الأمم المتحدة تحدث عن شعار إحياء الذكرى وهو “التذكر والاتحاد والتجدد” قائلا إن اختيار الشعار لم يتم عبثا، “فهو يمثل قناعتنا الراسخة بأن للذاكرة قوة، وأن الوحدة هي أساس التنمية، وأن التجديد ليس مجرد أمل، بل هو أمرٌ يتم التطلع إليه منذ وقت طويل”.

ولفت إلى أن الذكرى الحادية والثلاثين تذكر بأن أصداء الإبادة الجماعية لا تقتصر على الماضي، محذرا من أن نفس لغة التجريد من الإنسانية التي استُخدمت سابقا للتحريض على الإبادة الجماعية، تعود للظهور مجددا لتشعل الكراهية وتُعيد إحياء الأيديولوجيات البدائية المُفرقة حول العالم.

وشددد على أن منع الإبادة الجماعية “مسؤولية مشتركة”، لأن مكافحة أيديولوجية الإبادة الجماعية لا يمكن أن تقع على عاتق الناجين أو الدول المتضررة وحدهم.


في ذكرى الإبادة الجماعية ضد التوتسي في رواندا عام 1994، دعوة أممية لرفض خطاب الكراهية والانقسام المصدر:

زر الذهاب إلى الأعلى
إنضم لقناتنا على تيليجرام