قصة عشق ليلى وقيس وكيف انتهت ..قصة مناسبة لكل الأحباب

قصة عشق ليلى تُعد واحدة من أشهر القصص العربية القديمة التي استغلها الشعراء لتوظيفها في الأعمال الأدبية الخاصة بهم، حيث تتحدث القصة عن عشق قيس بن الملوح وليلى العامرية، ابنة عمه التي كانت تلعب معه منذ طفولته، والتي قد حُفِر حبها في قلبه منذ صغره، وأراد أن يتزوجها، إلا أن والدها رفض هذا الزواج بسبب جنونه بحبها، تميزت قصة مجنون ليلى بالإصرار ومحاربة الظروف للوصول إلى ما يريد، إلا أن مسعاه دفع به إلى مزيد من الجنون، وسوف نتحدث في السطور التالية عن هذه القصة بالتفصيل.
التعريف بمجنون ليلى
بطلا قصة عشق ليلى شخصيتان ضربا أروع الأمثلة في الحب العذري، هما قيس بن الملوح، الذي وُلد في نجد عام 24 هـ، وابنة عمه ليلى العامرية، التي وُلدت في نفس البلدة عام 28 هـ.
عاش الاثنان في ديار بني عامر، التي تقرب من جبل التوباد.
تربّى الاثنان ونشآ سويًّا منذ نعومة أظفارهما، حيث كانا يقومان برعي المواشي والدواب الخاصة بأهلهما في بادية البلدة.
كانا أثناء رعي الدواب يلعبان مع بعضهما البعض، مما جعل العلاقة تشتد بينهما حتى عشق كلٌّ منهما الآخر، ومما يدل على ذلك قول قيس:
تعلّقتُ ليلى وهي غِرٌّ صغيرةٌ
ولم يبدُ للأترابِ من ثديِها حجمُ
صغيرَينِ نرعى البهمَ يا ليتَ أنّنا
إلى اليومِ لم نَكبر ولم تَكبرِ البهمُ
قصة حب قيس وليلى
أمضى قيس وليلى طفولتهما مع بعضهما البعض، وأثناء هذه الفترة بلغت علاقة الحب أوجها، إلى أن كبرت ليلى وبلغت مبلغ النساء، وبعدت عن قيس بالمكوث في المنزل مع النساء حتى يأتي من يتزوجها.
فكان مشهورًا عند العرب قديمًا أنه عندما تكبر الأنثى تمكث في منزل أبيها ولا تخالط الذكور إلى أن يأتي الشاب المثالي لخطبتها، ثم تتزوج.
وعلى الرغم من هذا البعد، إلا أن الأمر لم يتغير منه شيئًا، بل ازداد الشوق بينهما، فقد كان قيس يكتب الأشعار لليلى ليعبّر عما يجول في قلبه من نار الحب وشوقه، ثم ينشدها بين الناس الذين كانوا يتناقلون أشعاره حتى ذاع صيته واشتهرت قصته المعروفة بقصة عشق ليلى، حتى أصبحت قصة تُجرى على كل لسان.
كان العرب قديمًا يرفضون الحب، ويسعون إلى تفريق الأحبة، خاصّةً إذا تم كشف سرّهم وافتضح أمرهم بين الناس.
انتقلت الأخبار إلى والد ليلى، والذي استشاط غضبًا عندما علم بهذه القصة، وأن قيسًا ينشد شعرًا بين الناس في ابنته، مما جعله يمنع ليلى عن قيس تمامًا، فلا يكلّمها ولا يراها.
تألم قيس بعد هذا القرار كثيرًا، حتى أصابه الهم والغم، وقد رُوي أنه امتنع عن الطعام والشراب فترةً طويلة، مما جعله يُصاب بالمرض وتدهورت صحته كثيرًا.
خاف أهل قيس على ابنهم وما توصل إليه من سوء حال، فلم يجدوا حلًّا إلا تزويجه من محبوبته، فذهب والد قيس إلى أخيه ليطلب ابنته لابنه، مقابل دفع مهر خمسين ناقةً حمراء، إلا أن طلبه قوبل بالرفض.
تدهورت حالة قيس أكثر وأكثر، حتى أصبح مجنونًا ومهووسًا بحبها، مما جعل والده يذهب مرّةً أخرى إلى أخيه لعرض طلب الزواج، واستعطافه بالموافقة، وأخذ يشرح له ما وصل إليه ابنه من حالة الجنون، إلا أن أبا ليلى لم يهتم لأمره ورفض طلبه مرّةً أخرى.
نهاية قصة عشق ليلى
انتهت قصة عشق ليلى بالفراق والجنون، حيث تقدم شخص يُدعى ورد بن محمد من بلدة ثقيف لخطبة ليلى، ولم تجد ليلى بدًّا من الموافقة على الزواج منه، خاصّةً بعد أن رفضت العديد ممن تقدموا لخطبتها قبل ذلك.
رُوي أن موافقة ليلى على الزواج من ورد لم تكن بمحض إرادتها، ولكن كانت رغم أنفها، حيث أجبرها والداها على الموافقة، وهدداها إن رفضت، ثم نُشر بين القوم أنها اختارته عن رضا منها.
عندما علم قيس بنبأ زواج ليلى، حزن حزنًا شديدًا، وبعد أن كان ينشد أشعاره عن العشق، أصبح ينشد أشعارًا تعبّر عن لوعته وحرقته على فراقه لليلى، والتي منها:
قَضاها لغيري وابتلاني بحبِّها
فهلّا بشيءٍ غيرِ ليلى ابتلانِيا
أعدُّ الليالي ليلةً بعد ليلةٍ
وقد عشت دهرًا لا أعدُّ الليالِيا
وأخرجُ من بينِ البيوتِ لعلّني
أحدّثُ عنكِ النفسَ بالليلِ خاليًا
ورُوي أن والده قد أخذه إلى مكة لتحسين حالته وينسى محبوبته، عندما ازداد حاله سوءًا، وعندما وصل إلى هناك، تعلّق بأستار الكعبة وقال: “اللهم زدني بليلى حبًّا وجنونًا، ولا تُنسني ذكرها”، وعندما عاد، أخذ يتجوّل في طرقات البلد وينشد أشعاره التي تُعبّر عن حبه وشدة شوقه، إلى أن وجدوه ملقًى بين أحجار الجبل، وقد فاضت روحه إلى بارئها.
وإلى هنا انتهت قصة عشق ليلى انتهت بالفراق والجنون وتفريق الأحبة بسبب العادات والتقاليد التي كانت معهودة عند العرب، ولكن هذه القصة ما زالت مستحوذة على الكثير من الأدباء وأصحاب الروايات حتى الآن، فقد عكست هذه القصة تراث الأدب العربي في تجسيد الحب العذري أعظم تجسيد.
قصة عشق ليلى وقيس وكيف انتهت ..قصة مناسبة لكل الأحباب المصدر: