اخر الاخبار

قصة نبي الله يونس عليه السلام في القرآن ودعائه في بطن الحوت

قصة سيدنا يونس عليه السلام قصة من قصص الأنبياء الشهيرة حيث كان يونس بن متى من الأنبياء الكرام الذين اصطفاهم الله وبعثه إلى قومه فذهب ينصحهم ولهدايتهم من الضلال ويأمرهم بالمعروف ويحبب قومه إلى الجنة، وظل النبي يونس يدعو قومه إلى الهداية لسنوات كثيرة ولكن لم يؤمن منهم أحد وتعتبر هذه القصه من القصص التي تظل مثال كبير على الصبر وعدم التعجل في اتخاذ أي قرار واليقين بالله.

يونس عليه السلام

جدول المحتويات

يونس نبي الله

يونس عليه السلام هو أحد الأنبياء الكرام الذين اصطفاهم الله سبحانه وتعالى لحمل رسالة التوحيد وتوجيه البشرية نحو عبادة الله وحده لا شريك له، ونبذ عبادة الأصنام وكل ما يُعبد من دون الله.
أُرسل النبي يونس إلى قوم ضلوا السبيل، فأعرضوا عن دعوته وجحدوا بآيات ربهم، فكان خروجه منهم بداية لرحلة إيمانية فريدة، نُسجت تفاصيلها في عمق البحر وظلمات بطن الحوت.

تشير العديد من المصادر التاريخية إلى أن نبي الله يونس عليه السلام عاش في القرن الثامن قبل الميلاد، وهو من الأنبياء الذين ورد ذكرهم في الديانات السماوية الثلاث: اليهودية، والمسيحية، والإسلام، كما تحظى قصته باهتمام خاص لما تحمله من معانٍ روحية عظيمة تتعلق بالصبر والتوبة والرحمة الإلهية وصفات الأنبياء وقد ورد ذكره في القرآن الكريم في أكثر من موضع، منها قوله تعالى:

“وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ” (سورة الصافات، آية 139).

ويُعرف النبي يونس عليه السلام في النصوص الإسلامية بأكثر من اسم، من بينها: يونس بن متى، وصاحب الحوت، وذو النون أو ذي النون، كما يشير لفظ “النون” في اللغة العربية إلى الحوت، وهي إشارة واضحة للحادثة المعجزة التي وقعت له عندما ابتلعه الحوت بأمر الله.

اقراء ايضا  «السوق المالية»: إدانة 3 بمخالفة نظام السوق المالية ولوائحه التنفيذية ونظام الشركات وتغريمهم 3.95 مليون ريال وسجن أحدهم - أخبار السعودية

نسب سيدنا يونس عليه السلام ومكانته

اسمه الكامل: يونس بن متى، وقد ورد في عدد من الكتب السماوية، فهو معروف في التوراة والإنجيل باسم يونان، بينما ورد في القرآن الكريم والأحاديث النبوية بأسماء متعددة، من بينها يونس، وذو النون، وصاحب الحوت.
وقد ذكر ابن الأثير أن “متّى” هو اسم والدته، لا والده، وهو ما يميز نبي الله يونس وعيسى عليهما السلام عن بقية الأنبياء، حيث نُسبا إلى أمهاتهم.

ويُقال أيضًا إن نسب يونس يتصل بنسل بنيامين، الأخ الأصغر لسيدنا يوسف عليه السلام، وهو ما يُعطيه امتدادًا عائليًا في بني إسرائيل، كما يُرجّح أن قومه كانوا من أهل نينوى الموجودة في أرض العراق، وقد دعاهم لعبادة الله طيلة سنوات، إلا أنهم أصروا على الكفر، وهو ما دفعه للخروج عنهم دون إذن من الله، فكانت قصته نموذجًا نادرًا لحكمة الله في تربية أنبيائه على الصبر والثبات، وهذا ما يظهر لاحقًا في أحداث محنته.

سيدنا يونس عليه السلام في القرآن الكريم

يد تحمل مصحف

ورد ذكر سيدنا يونس عليه السلام في العديد من سور القرآن، من بينها:

سورة الصافات: “وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ” (آية 139).

سورة الأنبياء: “وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ” (آية 87).

سورة القلم: “فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلَا تَكُن كَصَاحِبِ الْحُوتِ” (آية 48).

وتُبرز هذه الآيات المواقف المختلفة في حياة سيدنا يونس عليه السلام، من دعوته إلى قومه، ثم غضبه ومغادرته لهم، فابتلاؤه، ثم توبته، واستجابة الله له.

دعوة سيدنا يونس عليه السلام لقومه

بدأت قصة نبي الله يونس عليه السلام عندما اصطفاه الله سبحانه وتعالى من بين عباده ليكون رسولًا ونبيًا يحمل على عاتقه مهمة عظيمة: دعوة الناس إلى عبادة الله وحده لا شريك له، وهدايتهم إلى الطريق المستقيم.
أُرسل إلى قومٍ يعيشون في مدينة نينوى الواقعة في أرض الموصل بالعراق، وهي منطقة كانت تمتلئ بالشرك وعبادة الأصنام، حيث ضلّ أهلها عن الحق واتبعوا عبادة ما لا ينفعهم ولا يضرهم من تماثيل وأوثان، وكانت نينوى مدينة كبيرة ومزدحمة بالسكان، ومع ذلك فقد عمّ فيها الجهل الروحي والعقائدي، وانحرف أهلها عن طريق التوحيد، وعندما بعث الله نبيه يونس عليه السلام إليهم، بدأ يبلغهم رسالة التوحيد، ويدعوهم إلى نبذ عبادة الأصنام، والرجوع إلى عبادة الله الواحد الأحد، لكنهم واجهوه بالجحود والرفض، واستمروا في عنادهم وتكذيبهم.

اقراء ايضا  رصد 14 ألف إعلان عقاري مخالف

تحمّل نبي الله يونس عليه السلام مشقة الدعوة، وصبر على الأذى والمعاناة التي تعرض لها من قومه، فلم يكن منهم إلا الإعراض والمكابرة، ورغم استخدامه كافة الوسائل الممكنة في الدعوة، من اللين إلى الحجة والبرهان، لم يؤمن به سوى رجلين،  واستمرت دعوته لهم قرابة ثلاث وثلاثين سنة دون استجابة حقيقية.

في ظل هذا الإصرار من أهل نينوى على الكفر، بدأ اليأس يتسلل إلى قلب نبي الله يونس عليه السلام، فغضب غضبًا شديدًا، وشعر أنه لا أمل في هدايتهم، وقرر مغادرة قريته دون انتظار أمر الله.
وهذا القرار كان مخالفًا لما اعتاد عليه الأنبياء، الذين لا يبرحون مكان دعوتهم إلا بإذن من الله، فخرج يونس عليه السلام باجتهادٍ منه، فابتلاه الله عز وجل ليكون عبرة له ولقومه، ولأمة محمد ﷺ من بعده.

قال تعالى:

“وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ، فَنَادَىٰ فِي الظُّلُمَاتِ: أَن لَّا إِلَٰهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ” (الأنبياء: 87).

ماذا حدث لقوم يونس بعد خروجه؟

بمجرد خروج نبي الله يونس عليه السلام من مدينة نينوى، بدأت بوادر العذاب الإلهي تظهر بشكل مرعب، فتلبدت السماء بسُحب سوداء، وانبعث دخان كثيف خانق غطى المدينة، واسودت أسطح البيوت، فخيم الرعب على أهلها، حينها أيقنوا أن ما حذرهم منه نبي الله يونس ليس تهديدًا عابرًا، بل عذاب واقع لا محالة.

بحث القوم عن يونس عليه السلام ليهديهم إلى طريق النجاة، لكنهم لم يجدوه، فلجأوا إلى رجل حكيم أرشدهم إلى التوبة الصادقة.

خرج الجميع إلى السهول والوديان: رجالًا، نساءً، أطفالًا، وحتى الحيوانات، في مشهد عظيم من الانكسار والتوبة، وارتدوا المسوح، وغطوا رؤوسهم بالرماد، ورفعوا أكفهم إلى السماء، يطلبون الرحمة والمغفرة، فكانت توبتهم صادقة، فقبلها الله ورفع عنهم العذاب.

اقراء ايضا  م.ثامر المهيد رئيسًا تنفيذيًّا لـ(SAMI)

قال تعالى:

“فَلَوْلَا كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ، لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَىٰ حِينٍ” (يونس: 98).

معجزة الحوت

صورة حوت في الماء

ركب يونس عليه السلام سفينة في البحر، فهاجت الأمواج، وقرر ركاب السفينة أن يلقوا أحدهم لتخفيف الحمولة، فوقع السهم على يونس ثلاث مرات، فألقي في البحر، فابتلعه حوت عظيم بأمر من الله، دون أن يصيبه أذى.

وفي بطن الحوت، أدرك يونس خطأه، ولجأ إلى ربه تائبًا، قائلاً:

“لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين” (الأنبياء: 87).

وقد قال النبي ﷺ:
“دعوة ذي النون إذ دعا وهو في بطن الحوت: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، فإنه لم يدعُ بها مسلم في شيء قط إلا استجاب الله له” – رواه الترمذي.

استجابة الله وتكريمه ليونس عليه السلام

استجاب الله دعاء نبيه، وأمر الحوت أن يقذفه على الساحل، فخرج منه منهكًا ومريضًا، فأنبت الله له شجرة من يقطين لتمنحه الظل والغذاء، ومن ثم أمره بالعودة إلى قومه، فوجدهم قد آمنوا جميعًا، على خلاف الكثير من الأمم التي كذّبت أنبياءها.


قصة نبي الله يونس عليه السلام في القرآن ودعائه في بطن الحوت المصدر:

زر الذهاب إلى الأعلى
إنضم لقناتنا على تيليجرام