اخر الاخبار

قصف مستمر على غزة لدفع الفلسطينيين إلى الهجرة الطوعية

تواصل إسرائيل ارتكاب جرائم حرب بحق المدنيين في قطاع غزة، وسط تصعيد دموي لا يتوقف منذ انهيار الهدنة، في ظل صمت دولي مريب وترويج صريح لخطط تهجير جماعي تمهّد لتغيير ديمغرافي في القطاع المنكوب.

وفي استمرار لسلسلة الغارات الجوية نفذ جيش الاحتلال الإسرائيلي غارة جديده، استشهد فيها 27 فلسطينيًا على الأقل، بحسب ما أعلنت مصادر طبية محلية، في وقت لم يصدر فيه أي تعليق رسمي من الجانب الإسرائيلي بشأن المجازر الجديدة.

وتأتي هذه الضربات ضمن الهجمات اليومية التي تشنها إسرائيل منذ انهيار وقف إطلاق النار أواخر الشهر الماضي، حيث فرضت حصارًا شاملًا على القطاع ومنعت دخول المواد الأساسية، بما فيها الغذاء والدواء، في محاولة للضغط على حركة حماس لإطلاق سراح الرهائن.

الهجرة الطوعية

وفي تطور خطير، بدأ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالترويج لما يُسمى بـ»الهجرة الطوعية» لسكان غزة، كجزء من خطة أميركية إسرائيلية لإفراغ القطاع من سكانه، في خرق صارخ للقانون الدولي. ويستند نتنياهو إلى اقتراح سابق قدمه الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، يقضي بإعادة توطين الفلسطينيين في دول أخرى، باعتبار ذلك «حلًا إنسانيًا».

وتصف الأوساط الفلسطينية والحقوقية هذه الخطط بأنها امتداد لسياسة التهجير القسري، وتشكل جريمة تطهير عرقي جديدة ضد شعب محاصر يُمنع من البقاء، ويُقصف إن اختار الصمود.

اقراء ايضا  الأمين العام: قمة المستقبل خطوة مهمة نحو بناء تعددية أقوى وأكثر فعالية

حماس و الرهائن

وفي المقابل، تؤكد حركة حماس أنها لن توافق على إطلاق سراح الرهائن المتبقين إلا في إطار اتفاق شامل يشمل وقفًا دائمًا لإطلاق النار، وتبادلًا للأسرى، وانسحابًا كاملًا للاحتلال من القطاع، كما نصت عليه بنود الهدنة السابقة التي خرقتها إسرائيل.

كارثة متواصلة

وتحوّل قطاع غزة الذي يقطنه أكثر من مليوني نسمة، إلى منطقة منكوبة بكل المقاييس. فالجوع والأمراض والمجازر باتت واقعًا يوميًا يعيشه السكان، وسط فشل دولي في فرض آليات حقيقية لإيصال المساعدات أو وقف العدوان.

وعلى الرغم من انعقاد جلسات استماع في محكمة العدل الدولية للبت في مدى التزام إسرائيل بتسهيل وصول المساعدات الإنسانية، ترفض تل أبيب الاعتراف بشرعية المحكمة وتتهمها بالانحياز. وبينما تزعم السلطات الإسرائيلية أنها سمحت بإدخال مساعدات كافية خلال فترة الهدنة، تنفي وكالات الإغاثة هذا الادعاء، وتؤكد أن سكان غزة يعيشون على وجبة واحدة يوميًا أو أقل، في ظل نقص كارثي في الغذاء والدواء والوقود.

بيوت تحت القصف

واستهدفت الغارات الإسرائيلية ثلاثة منازل في مناطق مختلفة من القطاع، خلفت مجازر مروعة. في بيت لاهيا، استشهد 10 أفراد من عائلة واحدة، بينهم عبدالفتاح أبو مهادي، أسير محرر ضمن صفقة سابقة، إلى جانب زوجته واثنين من أبنائه وحفيده. أما في مدينة غزة، فأسفرت غارة أخرى عن استشهاد 7 أشخاص، بينهم امرأتان، إضافة إلى إصابة اثنين. وفي خان يونس، قتلت غارة ليلية 10 آخرين، من بينهم خمسة أطفال أشقاء لم تتجاوز أعمارهم الأربع سنوات.

ورغم تكرار مشاهد الرعب والدمار، تواصل إسرائيل تبرير هذه الجرائم بزعم استهداف عناصر حماس داخل مناطق مأهولة، بينما يؤكد الفلسطينيون أن «لا مكان آمنًا في غزة»، في ظل قصف شامل يستهدف البيوت والملاجئ والمستشفيات.

اقراء ايضا  %58 التكتلات العمرانية الحاضنة للحدائق

حرب بلا أفق

ومنذ اندلاع الحرب في 7 أكتوبر 2023، بعد الهجوم الذي شنته حماس على جنوب إسرائيل، والذي أسفر عن مقتل نحو 1200 شخص وأسر 251، يواصل الاحتلال شنّ هجومه الانتقامي على القطاع. ووفق وزارة الصحة في غزة، قُتل أكثر من 52 ألف فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال، دون تمييز بين مدني ومقاتل.

ومنذ نسف الهدنة الأخيرة في 18 مارس، استشهد أكثر من 2150 فلسطينيًا، بينهم 732 طفلًا، في تصعيد يُوصف بأنه الأكثر دموية منذ نكبة 1948.

خلاصة المشهد:

• 27 شهيدًا في غارات متفرقة على غزة خلال 24 ساعة.

• أكثر من 52 ألف قتيل منذ بدء الحرب، معظمهم من المدنيين.

• غالبية السكان يعيشون على وجبة واحدة يوميًا.

• نتنياهو يدفع نحو تهجير سكان غزة تحت شعار «الهجرة الطوعية».

• العدوان مستمر بلا أفق لحل سياسي أو هدنة دائمة.


قصف مستمر على غزة لدفع الفلسطينيين إلى الهجرة الطوعية المصدر:

زر الذهاب إلى الأعلى
إنضم لقناتنا على تيليجرام