اخر الاخبار

قمة الدوحة التاريخية تختتم أعمالها بإجماع عالمي على ضرورة تحقيق العدالة والكرامة والفرص للجميع

وقد أشادت أنالينا بيربوك، رئيسة الجمعية العامة للأمم المتحدة، بالقمة، واصفة إياها بأنها تمثل نقطة تحول للعمل، وليس مجرد كلام، في المعركة من أجل الإدماج والعدالة العالميين. وشكرت قطر على استضافة “قمة بالغة الأهمية” أعادت تأكيد التعهد العالمي بـ “عدم ترك أي أحد خلف الركب”.

جاء ذلك في مؤتمر صحفي مشترك في ختام القمة العالمية جمعها مع نائبة الأمين العام للأمم المتحدة أمينة محمد والسفيرة علياء أحمد بن سيف آل ثاني الممثلة الدائمة لدولة قطر لدى الأمم المتحدة.

وفي إشارتها إلى مرور 30 عاما على القمة الاجتماعية الأولى في كوبنهاغن، نوهت بيربوك إلى أنه رغم إحراز تقدم، إلا أنه لا يزال “متباينا وغير متكافئ”. فالملايين ما زالوا يعانون من الجوع والبطالة وغياب الفرص – وهي مشكلات قالت إنها لا تنبع من الندرة ولكن من “الصراع والتفاوت والإخفاقات السياسية”.

ودعت إلى نظام مالي عالمي يتناسب مع القرن الحادي والعشرين، نظام يعالج الديون، ويعزز التعاون الدولي، ويمنح الأولوية للاستثمار في الإنسان. والأهم من ذلك، أكدت أن “التنمية الاجتماعية ليست أمرا ثانويا ولا عملا خيريا – بل هي تخدم المصلحة الذاتية لكل بلد”.

مشاركون في قمة التنمية الاجتماعية في مركز قطر الوطني للمؤتمرات.

مشاركون في قمة التنمية الاجتماعية في مركز قطر الوطني للمؤتمرات.

النساء مفتاح العدالة والسلام

كما سلطت بيربوك الضوء على الصلة بين العمل المناخي والمساواة الجنسانية (القائمة على النوع الاجتماعي) والسلام، مؤكدة أنه “بدون النساء، لن تتحقق العدالة الاجتماعية أبدا ولن يدوم السلام أبدا”. واختتمت بالحث على أن تحول الحكومات الحلول المُثبتة إلى واقع وأن تكمل “الميل الأخير” نحو تحقيق أهـداف التنمية المستدامة بحلول عام 2030.

اقراء ايضا  استبعاد دوناروما يثير الجدل: إنريكي يوضح السبب

واختتمت حديثها بالحث على الوحدة والمتابعة: “لقد فتحنا الباب في الدوحة. والآن يجب أن نمشي عبره معا”.

“خطة الشعوب”

بدورها، أشادت نائبة الأمين العام للأمم المتحدة، أمينة محمد بـ “كرم ورؤية” قطر في استضافة اجتماع وحّد القادة العالميين والمجتمع المدني والقطاع الخاص حول هدف واحد: تحقيق العدالة والكرامة والفرص للجميع.

وشددت السيدة أمينة محمد على أن إعلان الدوحة السياسي “ليس وثيقة توضع على الرفوف – بل هو التزام بوضع الناس في مركز التنمية”، واصفة إياه بأنه “خطة الشعوب” التي يجب أن تؤدي إلى نتائج ملموسة في الحياة اليومية.

ونوهت إلى أن القمة كانت عملية وموجهة نحو الحلول، وركزت على إعادة بناء الثقة، وتعزيز الحماية الاجتماعية، وتوسيع الوصول إلى التعليم والصحة والعمل اللائق. وحددت نائبة الأمين العام ثلاث أولويات عاجلة للتنفيذ:

⬅️تسريع العمل ضد الفقر والتفاوت من خلال الاستثمار في الخدمات الأساسية والحماية الاجتماعية؛

⬅️خلق فرص عمل حقيقية وفرص من خلال الابتكار وتكافؤ الفرص للمرأة والشباب؛

⬅️وضمان الإدماج للجميع – من الأقليات إلى المهاجرين – كشرط مسبق للسلام والرخاء.

قمة الدوحة: الأكبر خلال ثلاثة عقود

السفيرة علياء أحمد بن سيف آل ثاني الممثلة الدائمة لدولة قطر لدى الأمم المتحدة أشادت بالقمة ووصفتها بالتاريخية، مشيرة إلى أنها الأكبر من نوعها خلال ثلاثة عقود — بمشاركة أكثر من 40 رئيس دولة، و230 وزيرا، و8,000 مشارك. وأكدت أن القمة جددت الالتزام العالمي بوضع “الناس والمجتمعات في صميم التنمية المستدامة”.

وشددت السفيرة علياء آل ثاني، ممثلة الدولة المضيفة، على إيمان قطر بأن التنمية الاجتماعية القائمة على المساواة والإدماج والكرامة – ضرورية للسلام والازدهار والتقدم البشري. واقتبست من الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر، مشيرة إلى أن: “التنمية الاجتماعية ليست مسألة اختيار، بل هي ضرورة أساسية”.

اقراء ايضا  خادم الحرمين يتلقى دعوة من الرئيس العراقي لحضور القمة العربية

وسلطت الضوء على جهود قطر من خلال أنظمة الحماية الاجتماعية الشاملة، والسياسات الموجهة نحو الأسرة، وبرامج التمكين التي تفيد النساء والشباب والأشخاص ذوي الإعاقة. 

وعلى الصعيد الدولي، بلغ إجمالي المساعدات القطرية بين عامي 2022 والعام الماضي 4.8 مليار دولار أمريكي، لدعم الحد من الفقر والتعليم والصحة والطاقة النظيفة في جميع أنحاء العالم، وفقا للسفيرة القطرية.

مشاركون في جلسة الحلول التي عقدت على هامش القمة العالمية الثانية للتنمية المستدامة.

أساس جديد للتعاون

وختمت السفيرة علياء آل ثاني كلمتها بالإشارة إلى أن إعلان الدوحة السياسي يضع أساسا جديدا للتضامن العالمي، وحثت الدول على التركيز على ثلاث أولويات:

⬅️ترجمة الالتزامات المقطوعة في القمة إلى أفعال – من خلال ضمان بقاء التنمية الاجتماعية على رأس أولويات الأجندات الوطنية والدولية؛

⬅️بناء تعاون دولي أقوى – لتبادل المعرفة، وتعبئة التمويل، ودعم البلدان الأكثر حاجة للمساعدة؛

⬅️الاستفادة من الابتكار والتحول الرقمي – لجعل الخدمات الاجتماعية أكثر سهولة في الوصول إليها، وأكثر كفاءة وإنصافا للجميع.

الحفاظ على المكاسب ضد العنف القائم على النوع الاجتماعي

وفي اليوم الأخير للقمة، أطلقت مبادرة “سبوت لايت” (Spotlight Initiative) تقريرا بعنوان: “ما وراء التقدم: تحفيز المكاسب لإنهاء العنف ضد النساء والفتيات”. ويوضح التقرير المصور الأثر غير المسبوق للمبادرة نحو إنهاء العنف ضد النساء والفتيات.

كما يسلط الضوء على الإنجازات المميزة لمبادرة “سبوت لايت” ويشدد على الحاجة الملحة للحفاظ على المكاسب التي تحققت في مجال منع العنف ضد المرأة.

وبنهاية اليوم، تم إنزال علمي الأمم المتحدة ودولة قطرمن أمام مركز المؤتمرات الوطني في الدوحة إيذانا بانتهاء فعاليات القمة التاريخية التي أعرب المشاركون فيها عن الأمل في أن يتم إنزال نتائجها على أرض الواقع وأن تُحدث فرقا في حياة الناس اليومية.

فريق الأمم المتحدة كان معكم طوال أيام القمة، حيث قدم تغطية مستمرة طوال الأسبوع، بما في ذلك التحديثات الحية والمقابلات والتحليلات من القمة. هنا، يمكنكم متابعة القمة وكل ما يتلق بها من تفاصيل.

اقراء ايضا  سيماكان خارج تشكيلة النصر - أخبار السعودية

قمة الدوحة التاريخية تختتم أعمالها بإجماع عالمي على ضرورة تحقيق العدالة والكرامة والفرص للجميع المصدر:

زر الذهاب إلى الأعلى
إنضم لقناتنا على تيليجرام