اخر الاخبار

كرة القدم تعيد الأمل لمبتوري الأطراف في غزة

فقدت فرح إحدى ساقيها نتيجة إصابة في حرب 2021، لكن ذلك لم يثنها عن مواصلة شغفها بالكرة. فبالنسبة لها كرة القدم ليست مجرد هواية، بل هي بداية جديدة لاستعادة الذات.

فرح يوسف، لاعبة كرة القدم لمبتوري الأطراف في غزة.

فرح كانت ضمن المشاركين في “بطولة الأمل لكرة القدم لمبتوري الأطراف” التي نظمها اتحاد فلسطين لكرة القدم لمبتوري الأطراف، واحتضنها ملعب نادي اتحاد شباب دير البلح في غزة، بمشاركة لاعبين ولاعبات فقدوا أطرافهم نتيجة الحرب، لكنهم يواصلون ممارسة اللعبة بشغف. 

عدسة مراسلنا كانت حاضرة في الملعب لتوثق الأجواء التنافسية والمشاهد الملهمة داخل البطولة التي اختتمت فعالياتها يوم الخميس الموافق 20 تشرين الثاني/نوفمبر، واستمرت أربعة أيام.

أصيب معظم اللاعبين المشاركين في فرق رياضة مبتوري الأطراف في حروب وعمليات عسكرية خلال السنوات الماضية في قطاع غزة. 

وجاءت هذه البطولة في إطار جهود الاتحاد لدعم المصابين وتأكيد استمرار مشاركتهم في الأنشطة الرياضية. ويهدف الاتحاد الفلسطيني إلى دمج آلاف آخرين ممن أصيبوا في الحرب الأخيرة عقب إعلان وقف إطلاق النار في تشرين الأول/أكتوبر الماضي.

ضياع حلم التأهل لكأس العالم

الكابتن علي أبو عرمانه، مدرب المنتخب الوطني الفلسطيني لمبتوري الأطراف، يتحدث عن ضياع حلم التأهل لبطولة كأس العالم لمبتوري الأطراف التي تستضيفها كوستاريكا في 2026.

اقراء ايضا  ولي العهد يبعث برقية شكر لأمير قطر إثر مشاركته في قمتي الدوحة

ويقول: “جئنا بهذه البطولة كي نعيد الأمل من جديد بعد عامين من الحرب التي تشن على أبنائنا وأهلنا في قطاع غزة. في هذا الوقت تحديدا كان يفترض أن نكون في جاكرتا، إندونيسيا للمشاركة باسم فلسطين في تصفيات غرب آسيا المؤهلة لبطولة كأس العالم 2026 لمبتوري الأطراف لكن إغلاق المعبر والحرب القائمة، حالا دون مشاركتنا”.

الكابتن علي أبو عرمانة، مدرب المنتخب الوطني الفلسطيني لمبتوري الأطراف.

“استأنفت حياتي بساق واحدة”

كان محمد أبو جوفيل لاعبا لكرة القدم قبل إصابته في حرب 2014 في غزة. وبعد أن بترت قدمه، واجه صعوبات نفسية وجسدية لكنه قرر ألا يستسلم. 

يحكي لنا تجربته بالقول: “كنت ألعب كرة القدم قبل إصابتي، وبعد بتر ساقي، توقفت عن اللعب لحوالي خمسة أشهر. أخبرني النادي الذي كنت ألعب فيه بوجود نادٍ خاص لمبتوري الأطراف. ذهبت، وكانت البداية صعبة؛ كنت ألعب بساقين، والآن بساق واحدة وأستخدم العكازات. تدربنا بشكل متواصل لمدة عامين، والتقينا بلاعب من مبتوري الأطراف من الخارج قدم لنا النصائح وساعدنا. بعد ذلك، استأنفنا حياتنا”.

كان محمد أبو جفيل لاعبا لكرة القدم قبل إصابته في حرب 2014 في غزة. وبعد أن بترت قدمه، واجه صعوبات نفسية وجسدية لكنه قرر ألا يستسلم.

60 ألفا من مبتوري الأطراف بحاجة لاهتمام

أما اللاعب عبد الله أبو مخيمر فيؤكد أن المسيرة مستمرة برغم التحديات: “نوصل رسالتنا بأننا ما زلنا مستمرين في العطاء في كرة القدم في غزة وهناك أسماء جديدة كثيرة. هناك ما يقارب 60 ألفا من مبتوري الأطراف في غزة بعد الحرب. نطلب من الجهات المختصة أن تهتم بكرة القدم لمبتوري الأطراف في قطاع غزة لأن الأعداد كبيرة للغاية”.

اللاعب عبد الله أبو مخيمر أحد اللاعبين المشاركين في "بطولة الأمل لكرة القدم لمبتوري الأطراف" التي احتضنها ملعب نادي اتحاد شباب دير البلح في غزة

6 آلاف حالة بتر خلال عامين

ووفقا لتقارير محلية من منظمات صحية في قطاع غزة، سُجلت 6 آلاف حالة بتر خلال عامين من الحرب على القطاع، وهم بحاجة إلى برامج تأهيل عاجلة وطويلة الأمد.

لاعبون مبتوري الأطراف خلال استعدادهم لمباراة بطولة الأمل لكرة القدم لذوي البتر في قطاع غزة.

وتشير التقارير ذاتها إلى أن الأطفال يُشكلون ما يُقدر بـ 25% من إجمالي حالات البتر، والنساء ما يقرب من 13%، مشيرة إلى أن “نقص الموارد الطبية والأجهزة المُساعدة يُفاقم معاناة الأشخاص مبتوري الأطراف”.

اقراء ايضا  عسير في يوم التأسيس .. فعاليات عائلية وتراثية متنوعة

كرة القدم تعيد الأمل لمبتوري الأطراف في غزة المصدر:

زر الذهاب إلى الأعلى
إنضم لقناتنا على تيليجرام