مراسلنا في غزة التقى سيرين في فعالية بمركز الأطراف الصناعية في غزة، لإحياء اليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة. حاول القائمون على المركز توفير بعض الأجواء الترفيهية للأطفال بشكل خاص. كان الأطفال، والكثيرون منهم فقدوا أطرافا، يصفقون على وقع الأغاني أو يشاركون في ألعاب المنضدة أو المكعبات.
نظم آخرون وقفة أمام المركز حاملين لافتات كُتب على بعضها: “في يومنا العالمي نعيش معاناة متفاقمة وأزمات لا تنتهي”. وكانت سيرين تحمل لافتة كتب عليها: “نعيش حياة مأساوية، من حقنا العيش بكرامة”.
الطفل فؤاد لوح مبتسما- رغم كل شيء- بذراعه أمام الكاميرا ليرينا أنها ذراع صناعية، إذ بترت ذراعه أثناء الحرب.
يتحدث عن حياته الآن ويقول إنه أصبح لا يستطيع حمل قربتين من الماء، وأصبح يحمل قربة واحدة عندما ينطلق بحثا عن الماء الصالح للشرب. وأضاف: “أواجه صعوبات في كل شيء، عندما استحم، أو أدرس أو ألعب. كل شيء أجد فيه صعوبة الآن”.
الطفل عاصف لم يستطع أن يخفي إحباطه من الوضع الذي وجد نفسه فيه بعد أن بُترت ذراعه اليسرى: “لا أستطيع اللعب أو ركوب الدراجة أو حمل المياه. لا أستطيع فعل أي شيء لذا أبقى في المنزل”.
شادي ظهير أب لخمسة أبناء، تحدث مع مراسلنا عن فقده لساقيه أثناء حرب عام 2008. قال إن الأشخاص ذوي الإعاقة في غزة كانوا يعانون حتى قبل الحرب بسبب قلة الإمكانيات وضعف البنية التحتية الملائمة ونقص الكراسي المتحركة والأدوات المساعدة.
ولكن الوضع الآن أصبح أكثر بكثير كما قال: “كنا على الأقل نسكن في البيوت، والآن أصبحنا نسكن في خيام. معاناتنا كبيرة جدا، معاناة في جلب المياه، معاناة في التعامل مع المطر وظروف الشتاء، معاناة في الشوارع والمواصلات، في كل شيء”.
حسني مهنا مسؤول الإعلام في مركز الأطراف الصناعية والشلل في قطاع غزة قال إن الدمار الهائل بسبب الحرب “يفاقم معاناة ذوي البتر والمصابين نتيجة للدمار الكبير في شبكة الطرقات، وشبكات المياه والصرف الصحي، والوحدات السكنية والمرافق الخِدمية والعامة”.
تفيد منظمة الصحة العالمية بأن نحو 42,000 شخص في قطاع غزة يعانون من إصابات غيّرت مجرى حياتهم بسبب الحرب. ربع هذه الإصابات حدثت بين الأطفال، وفقا لتقرير حديث نشرته المنظمة التابعة للأمم المتحدة.
كيف أحيت غزة اليوم العالمي لذوي الإعاقة: من حقنا العيش بكرامة المصدر:
