اخر الاخبار

لتبقى دينا حاضرة في الذاكرة – أم لبنانية تتحدث عن ألم الفقدان وتوجه رسالة للنساء في مناطق الصراع

عملت دينا درويش مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين لمدة 12 عاما في مكتب البقاع. قُتلت الزميلة دينا مع ابنها الأصغر عندما أصيب المبنى السكني الذي أقامت فيه مع زوجها وطفليهما بصاروخ إسرائيلي في 23 أيلول/سبتمبر من العام الماضي.

في حوار مع أخبار الأمم المتحدة قالت السيدة غادة درويش والدة دينا: “أكبر ألم يمكن أن تشعر به هو فقدان فلذة كبدك، ومهما تحاول أن تتأقلم مع فكرة الفقدان يبقى الألم كبيرا”.

من الصعب أن يلخص الإنسان حياة طفله بدقائق معدودة، لكن السيدة غادة حاولت قدر الإمكان تمالك نفسها من أجل أن تتحدث عن دينا. ورغم أنها لم تتمكن من حبس دموعها، إلا أنها أصرت على الحديث لأن هدفها الأول والأخير هو “ألا ننسى دينا، فهي تريدها قريبة من القلوب والأذهان والذاكرة”.

“دينا كانت مميزة في كل النواحي، شغوفة بكل شيء تقوم به، كل شيء كانت تقوم به من القلب، من الدراسة إلى الجامعة فالعمل، حيث لم تكن تقبل أنصاف الأمور، لقد كانت محترفة”.

دينا درويش مع زملائها أثناء عملهم في الميدان.

دينا درويش مع زملائها أثناء عملهم في الميدان.

وقالت السيدة درويش إن دينا لطالما أرادت أن توصل صوتها في عملها لكي تتمكن من تغيير العالم ومساعدة أكبر عدد ممكن من الناس، فهي وبفضل اختصاصها في العلوم الاجتماعية تمكنت من العمل ضد العنف القائم على النوع الاجتماعي وحماية الأطفال، خصوصا خلال فترة عملها مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين. 

اقراء ايضا  مكة المكرمة.. تفاصيل اجتماع المنتدى الإسلامي لجهات اعتماد الحلال

وساعدت خلال فترة عملها العديد من العائلات، والأطفال والنساء، من خلال نقلهم إلى بيئة أكثر سلما وأكثر أمانا بعيدا عن المناطق التي كانوا يعيشون فيها “والتي شهدت حالة صراع وتهجير وعنف وفقر”.

تحدثت غادة درويش أيضا عن صداقات دينا وتأثيرها في المجتمع، فقالت: في عملها تمكنت أيضا من أن تخلق صداقات جيدة مع العديد من زملائها، فهي كانت تُشعر كل شخص بأنه مميز وفريد من نوعه. ولكن للأسف، ذهبت ضحية العنف، عنف ليس لديها دخل فيه ولا علاقة لها به، ولا يعنيها لا من قريب ولا من بعيد. ما حدث كان ظلما كبيرا”.

الموت غيب أيضا ابن دينا ذا الأربع سنوات جاد الذي كان ضحية هذا الصراع، وكما تصفه جدته، “هو ولد مميز، كانت ضحكته لا تفارق وجهه، كان يسأل كثيرا، يحب الحياة مليء بالحيوية. كل من عرف جاد كان يقع في حبه لأن عينيه كانتا تلمعان وكان يعطي الكثير من الحب والحنان“.

إيفو فرايسن، ممثل المفوضية في لبنان يقف برفقة زملائه وممثلي منظمة إنقاذ الطفولة وأفراد الدفاع المدني اللبناني، دقيقة صمت في قاعدة الدفاع المدني اللبناني في المصنع، لبنان، تكريما لموظفة المفوضية دينا درويش، التي قُتلت في 24 سبتمبر 2024 بغارة جوية إسرائيلي…

إيفو فرايسن، ممثل المفوضية في لبنان يقف برفقة زملائه وممثلي منظمة إنقاذ الطفولة وأفراد الدفاع المدني اللبناني، دقيقة صمت في قاعدة الدفاع المدني اللبناني في المصنع، لبنان، تكريما لموظفة المفوضية دينا درويش، التي قُتلت في 24 سبتمبر 2024 بغارة جوية إسرائيلية على البقاع.

أكملت غادة الحوار محاولة شرح كيف أن العيش قي منطقة صراع أو حرب أمر صعب، وأكثر صعوبة على الأمهات اللواتي عليهن حماية أطفالهن وطمأنتهن، وفي الوقت عينه تربيتهن على حب الوطن وعلى ترسيخ القيم الطيبة في حياتهم اليومية.

كنت أؤيد كل من يقول إن حب الوطن يجب أن يكون في قلوبنا، وكان لدي أمل في الغد دائما، وأقول إنني كامرأة وأم يجب أن أرسخ ذلك الأمر في نفوس أولادي كي يكملوا هذه المسيرة ويتأملوا ويتطوروا ويحلموا، وأن يفكروا بغدٍ أفضل. لم أكن أعرف أننا سنصل إلى هنا في هذا البلد“.

اقراء ايضا  تقرير أممي: الانتشار المميت للمخدرات الاصطناعية قد تكون له عواقب وخيمة على البشرية

رسالة غادة لكل النساء في العالم بمناسبة اليوم الدولي للمرأة، خصوصا اللواتي فقدن عزيزا في الحرب. هي رسالة تضامن وقوة وأمل. “لا يجب أن نيأس، لا يجب أن نتوقف، لا يجب أن أن يُوقف هذا الفقدان حياتنا. يجب أن نكون نحن منارة للصمود. العالم يتمثل فينا، لذلك علينا أن نتمسك بالشجاعة للاستمرار، وأن نحارب من أجل عائلتنا“.

اختتمت حديثها قائلة “رغم الألم الذي نشعر به، يجب أن نحول هذا الألم إلى حب ونضال لكي تتوقف الحروب في العالم، ولكل امرأة في العالم أقول: أنتِ قوية وأنتِ مهمة وأنتِ العمود الفقري للعائلة، وأنتِ سند هذه العائلة“.

الصراع الأخير في لبنان بين حزب الله وإسرائيل أدى إلى مقتل أكثر من 4,000 شخص وإصابة ما لا يقل عن 16,600 آخرين، بالإضافة إلى تهجير مئات الآلاف وسط أضرار واسعة النطاق للبنية التحتية.


لتبقى دينا حاضرة في الذاكرة – أم لبنانية تتحدث عن ألم الفقدان وتوجه رسالة للنساء في مناطق الصراع المصدر:

زر الذهاب إلى الأعلى
إنضم لقناتنا على تيليجرام