اخر الاخبار

لماذا تدعم الصين باكستان في صراعها الأزلي مع الهند؟

قدمت الصين لباكستان دعمًا بالدفاع الجوي والأقمار الصناعية خلال اشتباكها مع الهند هذا الشهر، وفقًا لما ذكرته وكالة «بلومبيرج» استنادا على معلومات حصلت عليها.

وساعدت الصين باكستان على إعادة تنظيم أنظمة الرادار والدفاع الجوي لديها لرصد عمليات الانتشار الهندية، كما عدّلت تغطية أقمارها الصناعية فوق الهند خلال الفترة الفاصلة بين مذبحة 22 أبريل وبدء الأعمال العدائية، والتي استمرت 15 يومًا.

الحسابات الهندية

يُراعي تخطيط الهند للصراعات مع باكستان الآن احتمالية تقديم الصين المساعدة لإسلام آباد، حيث تأخذ الهند في الاعتبار «الوضع على جبهتين» في حساباتها.

ووفقا لمعلومات من مجموعة بحثية تابعة لوزارة الدفاع الهندية، فإن المعلومات تشير إلى أن بكين كانت أكثر تورطًا في الصراع مما كُشف عنه سابقًا.

وصرح أشوك كومار المدير العام لمركز دراسات الحرب المشتركة في نيودلهي، في مقابلة، بأن الصين ساعدت باكستان على إعادة تنظيم أنظمة الرادار والدفاع الجوي لديها لرصد نشر القوات والأسلحة الهندية بشكل أكثر فعالية.

وأضاف أن الصين ساعدت باكستان أيضًا على تعديل تغطية أقمارها الصناعية فوق الهند خلال الفترة الفاصلة بين مذبحة 22 أبريل التي أودت بحياة 26 سائحًا معظمهم من الهنود وبدء الأعمال العدائية بين البلدين.

اقراء ايضا  مبادرة مصرية للهدنة في غزة على طاولة الفصائل الفلسطينية - أخبار السعودية

وقال كومار في مقر المجموعة في نيودلهي، «لقد ساعدتهم الصين على إعادة نشر رادار الدفاع الجوي الخاص بهم بحيث تكون أي إجراءات نقوم بها من المسار الجوي معروفة لهم».

الصين تدعي الحياد

لم تُفصل الحكومة الهندية علنًا تورط الصين في الصراع. وبينما صرحت باكستان باستخدامها أسلحة صينية، فإن تقييم كومار- إن صح- يُشير إلى أن تورط الصين ذهب إلى أبعد من ذلك، حيث قدم دعمًا لوجستيًا واستخباراتيًا لإسلام آباد.

يُصنّف مركز دراسات الحرب المشتركة نفسه كمركز أبحاث مستقل يُركز على تكامل وتطوير القوات المسلحة الهندية. ويضم مجلسه الاستشاري وزير الدفاع راجناث سينغ، إضافة إلى القائد العسكري الأعلى للهند، وقادة الجيش والقوات الجوية والبحرية.

لم تُناقش ماو نينغ، المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية، هذه القضية بشكل مباشر عندما سُئلت عنها في مؤتمر صحفي دوري، الإثنين، مُكررة دعوة بكين للسلام في المنطقة.

وقالت «الهند وباكستان جارتان مهمتان للصين». وأضافت «منذ تفاقم الوضع، التزمت الصين بموقف موضوعي وعادل، داعية إلى وقف إطلاق النار، آملة في تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة».

تمديد الهدنة

كان هذا الاشتباك الأسوأ بين الجارتين النوويتين منذ نصف قرن، حيث تبادل الجانبان الضربات الجوية والصاروخية والطائرات المُسيرة، إضافة إلى إطلاق نيران المدفعية والأسلحة الصغيرة على طول حدودهما المشتركة. واندلعت شرارة الصراع بسبب إراقة الدماء في 22 أبريل، والتي وصفتها الهند بأنها عمل إرهابي دبرته باكستان. ونفى قادة إسلام آباد تورطهم فيه.

واجتذب الصراع القوى العالمية، حيث نسب الرئيس الأمريكي دونالد ترمب الفضل لنفسه في المساعدة في التوسط لوقف إطلاق النار الذي بدأ في 10 مايو، وهو تأكيد أثار غضب الهند، التي قالت إن الهدنة تم التفاوض عليها ثنائيًا.

وضع على جبهتين

اقراء ايضا  المدينة المنورة.. إخماد حريق محدود في إطار مركبة نقل أموال

تقول الهند إنها الآن تضع في الاعتبار وضعا على جبهتين هما باكستان والصين وذلك في جميع حساباتها، مؤكدة أن أي شيء يكون مع الصين اليوم يُمكن اعتباره مع باكستان غدًا.

ويتركز الصراع الطويل الأمد بين الهند وباكستان على منطقة كشمير المتنازع عليها، وهي منطقة جبلية من الأراضي تطالب بها كلٌّ من الدولتين بالكامل وتسيطر عليها جزئيًا.

لطالما دعمت الصين باكستان منذ فترة طويلة منذ الحرب الباردة، واستثمرت مؤخرًا مليارات الدولارات في البلاد من خلال برنامجها للبنية التحتية «الحزام والطريق». في السنوات الأخيرة، نقلت الهند مزيدًا من الموارد العسكرية إلى حدودها المتنازع عليها مع الصين، حيث أسفر اشتباك عام 2020 عن مقتل 20 جنديًا هنديًا وعدد غير معروف من القوات الصينية. وفي الآونة الأخيرة، قطعت الهند والصين خطوات واسعة نحو تطبيع العلاقات.

أسباب انحياز الصين لباكستان

– عدم تأثر العلاقة بين البلدين بتغير الحكومات أو الأنظمة.

– غياب المصالح المتضاربة وغياب النزاعات التاريخية أو الحدودية.

– العلاقة قائمة على تكامل المصالح لا تصادمها.

– دعم متبادل في المحافل الدولية خصوصا أن باكستان تدعم مواقف الصين الدولية.

– استثمار الصين مليارات الدولارات في باكستان من خلال برنامج «الحزام والطريق».


لماذا تدعم الصين باكستان في صراعها الأزلي مع الهند؟ المصدر:

زر الذهاب إلى الأعلى
إنضم لقناتنا على تيليجرام