“لهذه الأسباب سأواصل الدفاع عن حقوق الأفغانيات” – دعم أممي لبناء مستقبل أفضل لأفغانستان

لكن في خضم هذه المأساة وعدم اليقين بشأن المستقبل، يبرز صمود النساء الأفغانيات وقدرتهن على الابتكار. فبدلا من الاستسلام للقيود التي تفرضها حركة طالبان، يجدن “حلولا بديلة” لمواصلة العمل والتعلم.
تحدثت جيورجيت غانيون من العاصمة كابول مع ميليسا فليمنِغ وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للتواصل العالمي في برنامجها “Awake at night” الذي يتحدث عن قضايا تؤرق مسؤولين أممين وعاملين في المجال الإنساني. يبث البرنامج – الحائز على الجوائز – على موقع الأمم المتحدة الإلكتروني.
شاركت غانيون في الحوار آمالها ومخاوفها بشأن “بلد قريب إلى قلبها”، إذ عملت سابقا في أفغانستان خلال الفترة بين 2010 إلى 2015 مديرة لقسم حقوق الإنسان في بعثة الامم المتحدة لمساعدة أفغانستان.
تتذكر غانيون كيف كانت ترى المئات من الفتيات يذهبن إلى المدارس خلال تلك الفترة، بينما اليوم، أصبح هذا المشهد حلما بعيدا. وتصف ذلك بأنه “مفجع وخسارة فادحة للمجتمع بأسره”.
صمود النساء والفتيات في ظل القيود
ومع ذلك، تقول غانيون إن الفتيات الصغيرات اللائي تقابلهن مصممات على البقاء في المدرسة بأي طريقة ممكنة، حيث يظهرن تضامنا كبيرا لمساعدة أخواتهن في المناطق النائية.
وأضافت: “في بدخشان، سألت بعضهن: ‘كيف يمكننا مساعدة أخواتنا في المناطق النائية اللواتي لا يملكن الوصول؟’ هذا التضامن يظهر شجاعتهن لمواصلة التعلم على الرغم من الحظر”.
وقالت إن معظم الشابات يواصلن العمل والدراسة على الرغم من القيود. “إنهن يعِلن عائلاتهن، ويدرن أعمالا تجارية، ويقدمن الرعاية الصحية، ويجدن طرقا للتعامل مع المراسيم. إنه شكل من أشكال المقاومة والبقاء على قيد الحياة في آن واحد. إنه تقدم بالرغم من الحواجز الهائلة. وتصميمُهن يُلهم مجتمعات بأكملها على المثابرة”.
نداء النساء الأفغانيات للعالم
وأوضحت المسؤولة الأممية أن الحظر المفروض على ذهاب الفتيات إلى المدرسة بعد الصف السادس، ستتم مراجعته من قبل طالبان في شهر آذار/مارس المقبل.
ومضت قائلة: “يتم بذل الكثير من الجهد الآن لمحاولة رؤية بعض التغيير. هذا التغيير يجب أن يأتي بشكل رئيسي من داخل طالبان أو من داخل المجتمع الأفغاني. هذا هو ما سيحرك الأمور على الأرجح. ولكننا بحاجة إلى دعم كل ذلك”.
وقالت جيورجيت غانيون إن النساء الأفغانيات يؤكدن لها على ضرورة ألا ينساهن العالم أو يُطبـّع ما يحدث لهن ويطلبن “التضامن والدعم العملي، وليس مجرد الإدانة”.
وشددت على أن “الخطوات الصغيرة التي يتخذنها يوميا تحتاج إلى دعمنا، داخل أفغانستان وخارجها”.
تحديات العمل الإنساني والآمال المستقبلية
تعد أفغانستان واحدة من الدول التي تضم أكبر عدد من الأشخاص المحتاجين للدعم الإنساني. ما يقرب من نصف سكان أفغانستان يحتاجون إلى المساعدات الإنسانية، أي ما يعادل حوالي 23 مليون شخص.
ويؤثر التقليص الكبير في المساعدات الإنسانية على إمكانية وصول الملايين إلى الرعاية الأساسية.
وأكدت جيورجيت غانيون الحاجة إلى دعم الشعب الأفغاني، وصموده، وكفالة حقوقه.
“لهذه الأسباب سأواصل الدفاع عن حقوق الأفغانيات” – دعم أممي لبناء مستقبل أفضل لأفغانستان المصدر: