“ليتردد صداه في كل مكان” – صوت هند رجب في مقر الأمم المتحدة

خلال الأيام التي ظل فيها مصير هند والمسعفيْن مجهولا، نشر الهلال الأحمر الفلسطيني مقاطع صوتية للمكالمة التي أجرتها هند من السيارة.

من بين الملايين الذين استمعوا إلى التسجيل، المخرجة التونسية كوثر بن هنية: “عندما تسمع صوت هند رجب، لا يمكن أن تنساه. ظل الصوت يطاردني وشعرت أنها تطلب مني إنقاذها. بقلة الحيلة سألت نفسي عما يمكن أن أفعله. وكان الشيء الوحيد هو صنع الأفلام ومن هنا بدأت الفكرة: أن أحكي قصتها”.

وبالفعل خرج فيلم “صوت هند رجب” إلى النور وعُرض في مختلف أنحاء العالم. وفي مهرجان فينيسيا السينمائي حصل على جائزة مرموقة وما وُصف بأنه أطول “تصفيق حار” في تاريخ المهرجانات السينمائية حيث وقف الحضور وهم يصفقون لأكثر من 23 دقيقة.

يمزج الفيلم بين تسجيلات صوتية حقيقية ومشاهد تمثيلية لتجسيد قصة هند والمسعفين اللذين حاولا إنقاذها.

والفيلم هو الترشيح الرسمي من تونس لجوائز الأوسكار المرموقة في دورتها الثامنة والتسعين. وقائمة منتجيه تضم نجوما سينمائيين عالميين منهم براد بيت وواكين فينيكس.

عُرض فيلم “صوت هند رجب” في المقر الدائم للأمم المتحدة اليوم الخميس 4 كانون الأول/ديسمبر في إطار فعاليات إحياء اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني. وقد نظمت لجنة الأمم المتحدة المعنية بممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف، الفعاليات التي بدأت في 25 تشرين الثاني/نوفمبر.

بعد عرض الفيلم عُقدت ندوة تحدثت فيها المخرجة كوثر بن هنية – المرشحة للحصول على جائزة الأوسكار – مؤكدة أهمية إنتاجه في مناخ تسود فيه “محاولات نزع الإنسانية عن الفلسطينيين والحديث عنهم كأضرار جانبية”.

تحدثت كوثر بن هنية عن رحلة تفكيرها في إخراج الفيلم، وطلبها من الهلال الأحمر الفلسطيني أن يرسل لها التسجيل الكامل لمكالمة هند، وكان الاستماع إليها من أصعب الأشياء التي أقدمت عليها كما قالت. وأضافت: “شعرت بمسؤولية هائلة لأن لدي هذه الوثيقة المقدسة (التسجيل الصوتي) للحظات الأخيرة من حياة طفلة صغيرة من غزة. أردت تكريم صوتها وأن يتردد صداه في كل مكان”.

تواصلت المخرجة السينمائية مع والدة هند لتطلب منها ليس فقط الموافقة على صنع الفيلم، ولكن أيضا مباركتها. والدة هند طلبت شيئين كما قالت السيدة كوثر: “قالت لي لا أريد أن تُنسى ابنتي، وأريد العدالة لها”.

وأعربت كوثر بن هنية عن أملها في أن تتحقق العدالة والمساءلة، “وبدونهما لا يمكن الوصول إلى السلام الذي يتمناه الجميع” كما قالت.

شارك في الندوة أيضا الدكتور يونس الخطيب رئيس جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني وتحدث عن منسقي إرسال الطوارئ وقال إنهم الأبطال والجنود المجهولون بالهلال الأحمر.

وشكر المخرجة كوثر بن هنية على إحياء صوت هند “ليذكرنا بإنسانيتنا المفقودة”. وأشار إلى أن الوضع الذي كانت به هند استغرق ساعات وليس ثوان أو دقائق، وقال إن النظام كله لم ينجح في إنقاذ حياة هند وموظفي الهلال الأحمر، وقال للحضور: “لقد فشلتم وفشلنا”.

وتحدث عن 56 موظفا في الهلال الأحمر قُتلوا خلال الحرب بمن فيهم 15 مسعفا لقوا مصرعهم في رفح ودفنوا مع معداتهم، بالإضافة إلى مئات العاملين في المجال الطبي والإنساني كما قال.

وأضاف أن فيلم “صوت هند رجب” جاء في الوقت المناسب لرفع راية العدالة.