ماكرون وولي العهد يبحثان مؤتمر حل الدولتين

التوترات بين إيران والمجتمع الدولي: تهديد بتعليق التفاهم النووي

في خطوة تصعيدية جديدة، هدد نائب وزير الخارجية الإيراني، كاظم غريب آبادي، بتعليق التفاهم المبرم بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية بشكل كامل. جاء هذا التحذير في سياق رد فعل إيراني على احتمال تفعيل مجلس الأمن الدولي للعقوبات على طهران.

خلفية تاريخية وسياسية

تعود جذور الأزمة الحالية إلى الاتفاق النووي الذي أبرمته إيران مع القوى العالمية في عام 2015، والذي نص على رفع العقوبات الاقتصادية مقابل تقييد البرنامج النووي الإيراني. ومع ذلك، شهد الاتفاق تحديات كبيرة بعد انسحاب الولايات المتحدة منه في عام 2018 وإعادة فرضها للعقوبات. وقد أدى ذلك إلى توترات متزايدة بين إيران والمجتمع الدولي.

التهديد الإيراني وتعليق التفاهم

نقلت وكالة “مهر” الإيرانية عن آبادي قوله إن تعليق تنفيذ التفاهم مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية سيكون “منطقياً وبديهياً” إذا ما أعيدت العقوبات. وأكد أن إيران ستتصرف بيقظة ضد أي أعمال عدائية ولديها ردود مناسبة جاهزة.

عودة العقوبات وتداعياتها

أقر مجلس الأمن الدولي بعدم رفع العقوبات المفروضة على إيران بشكل دائم بعد فشل تبني مشروع قرار لمنع تفعيل آلية الزناد (سناب باك) لإعادة العقوبات التي رفعت بموجب الاتفاق النووي لعام 2015. ومن المتوقع أن تدخل هذه العقوبات حيز التنفيذ مرة أخرى في 28 سبتمبر الجاري ما لم يتم التوصل إلى اتفاق جديد مع طهران.

مهلة الأسبوع الأخير وفرص الدبلوماسية

لا تزال هناك نافذة دبلوماسية مفتوحة للدول الأوروبية الثلاث للتفاوض مع إيران حتى نهاية الأسبوع القادم لتجنب دخول العقوبات حيز التنفيذ. ومع ذلك، أشار سفير فرنسا لدى الأمم المتحدة جيروم بونافوني إلى أن تحقيق نتيجة إيجابية يبدو غير مرجح حالياً بسبب عدم تلقي الدول الأوروبية رداً مرضياً من الجانب الإيراني حتى الآن.

وجهات النظر المختلفة

الموقف الأوروبي: تسعى الدول الأوروبية للحفاظ على الاتفاق النووي ومحاولة تجنب تصعيد الوضع من خلال تقديم تنازلات دبلوماسية محتملة لإيران. إلا أن عدم استجابة طهران لمطالبها يضعف فرص نجاح الجهود الدبلوماسية.

الموقف السعودي: المملكة العربية السعودية تراقب التطورات عن كثب وتدعم الجهود الرامية لضمان عدم امتلاك إيران لقدرات نووية تهدد الاستقرار الإقليمي. كما تؤكد الرياض أهمية الالتزام بالقرارات الدولية لتحقيق السلام والأمن في المنطقة.

الموقف الإيراني: ترى طهران أن إعادة فرض العقوبات يمثل خرقاً للاتفاقيات السابقة وتعتبره عملاً عدائياً يستدعي الرد المناسب لحماية مصالحها الوطنية واستقلاليتها السياسية.

تحليل واستنتاجات

التوازن الاستراتيجي: يتطلب الوضع الراهن إدارة دقيقة للتوازن بين الضغوط الدولية والجهود الدبلوماسية لتجنب تصعيد أكبر قد يؤدي إلى تداعيات خطيرة على الاستقرار الإقليمي والدولي. يبقى الأمل قائماً في إمكانية الوصول إلى حل وسط يمنع عودة العقوبات ويضمن استمرار التعاون بين الأطراف المعنية.