ما هو الإحسان في الإسلام؟ تعريفه الصحيح وأركانه وأنواعه

جاء الدين الإسلامي مكتمِل الأركان، ومن مراتبه التي جاء بها الإحسان وهو من عظيم أخلاق الإسلام حيث يجمع بين السلوك الحسن والنية الخالصة والإخلاص في العمل، وهو ليس مقصورًا على العِبادة فقط بل يشمل العباد والأعمال والمعاملات، وقد جاءت الكثير من الآيات والأحاديث التي تبين لنا ماهيته وصوره، وتجيب لنا عن كم عدد اركان الاحسان؟
ما هو الإحسان في الإسلام؟ وما تعريفه الصحيح؟
جدول المحتويات
الإحسان أحد الأمور جاء بها الإسلام ودعا إليها وهو يعني إجادة كل ما يقوم به المسلم من أعمال؛ وذلك حتى يتم أي عمل على الوجه الأفضل، وهو من مراتب الدين بعد الإسلام والإيمان.
جاء في التعريف اللغوي للإحسان أنه مقابل الإساءة، فهو المصدر من الفعِل أحسَنَ أي قام بفعلٍ جيد، ومعناه الاصطلاحي ينقسم إلى أمرين، أولهما إحسان في العبادة وهو ما جاء على لسان الرسول -صلى الله عليه وسلم- (أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فهو يراك).
الثاني إحسان مع الغير بأن يقوم المرء ببذل جهده من أجل منفعة الآخرين دون أي نقص.
كم عدد أركان الإحسان؟
الإحسان يتضمن عِدة أركان وعند السؤال عن كم عدد أركان الإحسان فهي 5 أساسية ومنها: (الإخلاص في العبادة) بأن يكون أي عمل خالص لوجه الله تعال، دون أن يشمله الرياء أو يكون رغبةً في الحصول على سمعة جيدة أمام الناس فقط.
(إتقان العمل) وذلك بتأديته على أكمل وجه، ثم (الصدق) وذلك في القول والعمل يليهما (الإحسان إلى الناس) ويشمل حسن المعاملة والتسامح ومساعدة الآخرين والعطاء، وأخيرًا (الإحسان في السر والعلن) بأن يوافق ظاهر المرء باطنه فيستمر إحسانه في السر والعلن.
ما الفرق بين الإسلام والإيمان والإحسان؟
يعتبر (الإسلام والإيمان والإحسان) هما مراتب الدين الثلاثة وعقيدة المسلم، ولكلٍ منهم أركان خاصة ومعنى مُختلف فدليل ذلك ما جاء في قوله تعالى: “قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْأِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ” [سورة الحجرات: آية 14] ويتمثل الفرق بينهما في التالي:
أولًا: الإسلام
الإسلام هو الخضوع إلى الله تعالى وذلك بفعل ما أمر به وترك ما نهى عنه، وأركان الإسلام وردت إلينا في حديثٍ ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله قال: (بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وحج البيت، وصوم رمضان).
ثانيًا: الإيمان
الإيمان هو التصديق بالقلب والاعتراف باللسان، وأركان الإيمان ستة فمن ترك أي منها ترك الإيمان بجميعها، وهي: الإيمان بالله والملائكة جميعها، والكتب السماوية، والرسل وأن اليوم الآخر حق والإيمان بالقدر خيرًا وشرًا.
ثالثًا: الإحسان
أما الإحسان فهو إتقان العمل والعبادات المأمورين بها وهو مكمِل لمراتب الدين، وله خمس أركان أساسية تتضمن الإخلاص والصدق والإتقان.
أما عن الفرق بين الإسلام والإيمان والإحسان أن الإسلام عمل الجوارح، والإيمان عمل القلب، والإحسان هو المراقبة والإخلاص في كل شيء.
شرح حديث جبريل ومراتب الدين الثلاث
عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: (بينما نحن جلوس عند رسول الله ﷺ ذات يومٍ إذ طلع علينا رجلٌ شديد بياض الثياب، شديد سواد الشعر، لا يُرى عليه أثر السفر، ولا يعرفه منا أحد، حتى جلس إلى النبي ﷺ، فأسند ركبتيه إلى ركبتيه، ووضع كفيه على فخذيه، وقال: يا محمد، أخبرني عن الإسلام، فقال رسولُ الله ﷺ: الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله، وتُقيم الصلاة، وتُؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت إن استطعتَ إليه سبيلًا، قال: صدقتَ، فعجبنا له: يسأله ويُصدقه.
قال: فأخبرني عن الإيمان، قال: أن تُؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره، قال: صدقتَ، قال: فأخبرني عن الإحسان، قال: أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك، قال: ……….، ثم انطلق، فلبثتُ مليًّا، ثم قال: يا عمر، أتدري من السائل؟ قلت: الله ورسوله أعلم، قال: فإنه جبريل أتاكم يُعلمكم دينَكم) رواه مسلم.
يعرف هذا الحديث بـ (حديث جبريل) وهو من أشمل الأحاديث في الإسلام؛ ذلك أنه جمع بين أركان الدين، وقد بدأ الحديث أنه عندما كان الصحابة جالسين مع رسول الله دخل عليهم رجل غير مألوف يرتدي ملابس نظيفة وبيضاء وشعره شديد السواد.
وقد جلس معهم في مجلسهم بتواضع بالقرب من الرسول، وبدأ يسأله عن الإسلام فيجيب الرسول صلى الله عليه وسلم بأركانه، ثم سأله عن الإيمان فأجاب بأركانه أيضًا ثم الإحسان وتوالت الأسئلة عن الدين ثم انطلق في طريقه.
ثم أخبرهم الرسول أنه سيدنا جبريل جاء على هيئة بشر من أجل تعليم الصحابة الدين بأسلوب السؤال والجواب.
أنواع الإحسان في حياة المسلم اليومية
ورِدت لنا الكثير من صور الإحسان سواء فيما ورد في كتاب الله أو أحاديث الرسول، وكذلك ما وصل إلينا من حياته، حيث لم يقصر الإسلام الإحسان على الدين وعبادة الله فقط؛ بل هناك الكثير من صوره، والتي تتمثل في الآتي:
1- الإحسان في العبادة
يعتبر الإحسان في العبادة من أعلى مراتب الدين ويشمل الإخلاص لله في العمل والتأمل في عظمته والخشوع في الصلاة، وأداء العبادات والفرائض في وقتها وبالطريقة التي أمرنا بها الله والرسول.
من أعظم ما يتقرب به المرء إلى الله أن يبر والديه ويحسن إليها بطاعتهما المطلقة في عير معصية الله وما لا يضر، وبتنفيذ ما أمر الله به من خفض الصوت عند الحديث معهما والابتسام الدائم في وجوههم والدعاء لهم وخدمتهم في الكبر والحرص على تلبية كل ما يرضيهم.
3- الإحسان إلى العِباد
يعني أن يحسن المرء إلى جميع الناس مقربين كانوا أو لا يعرفهم ويشمل ذلك: الجار، الصديق، الغريب، والإحسان إليهم بالقول الطيب والمساعدة والابتسامة وإماطة الأذى عنهم والعدل في المسامحة، وقضاء حوائجهم.
كذلك الإحسان يكون لليتامى والمساكين بتربيتهم وحِفظ حقوقهك كاملة والتعاطف معهم ومساعدتهم.
4- الإحسان في التعاملات والمعاملات
الإحسان في المعاملات (العمل أو التجارة) ويكون بالصدق والأمانة والإخلاص في العمل، وذلك بتجنب المغابنة أي فرض ربحٍ كبير في إحدى المعاملات بما لا يحص عادةً، وفي إيفاء الدين وقضائه، وعِند استيفاء الدين أو أجر المعاملة يكون الإحسان بالإمهال أو المسامحة أو التسهيل في الطلب.
وفي التعاملات مثل: الكلام فيجب أن يحرص المرء على القول الطيب عند مخاطبة ومحاورة الآخرين وكذلك في الخصومات، والإحسان في الجدال وذلك لقوم الله تعالى: “ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ” [سورة النحل: آية 125].
5- الإحسان إلى مخلوقات الله (الحيوان)
لا يقتصر الإحسان على الإنسان فقط؛ بل يجب على المسلم أن يحسن إلى الحيوان بترك أذيته وتوفير له الاهتمام والطعام، فالإنسان محاسب على أذيته حتى إن كانت للحيوانات وقد ورِد في ذلك حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: (عُذِّبت امرأة في هرَّة سجنتها حتى ماتت، فدخلت فيها النَّار، لا هي أطعمتها وسقتها إذ حبستها، ولا هي تركتها تأكل خَشَاش الأرض).
كذلك أمر الرسول بحد الشفرة عِند ذبح الأضحية لئلا تتألم، وأمر بعدم حدها أمامها رأفةً بها.
6- الإحسان إلى المسيء
يكون بـ: التغافل عن الأذى والذلات، وترك الخصومات، ومن أعلى وأصعب درجات الإحسان أن تعفو وتحسن لمن أساء إليك.
ما هو الإحسان في العبادة
الإحسان في العبادة من أعلى مراتب الدين، وهو أن عبادة الله بخشوعٍ وإخلاص، مع حضور القلب، فأن تعبد الله كأنك تراه أي تبالغ في خشيته كأنك تشاهده بعينك، فإن لم تكن تراه كأنه يراك أي إذا لم تستطع عبادته كأنك تراه فيجب أن تكون متيقنًا أنه يراك ومطلع على حالك فلا تغفل عن عبادته.
وتتمثل مظاهر الإحسان في العبادة في التالي:
- الخشوع في الصلاة.
- التدبر في قراءة القرآن الكريم.
- الإخلاص لله في كل عمل.
- المحافظة على الفرائض في أوقاتها.
- الحرص على إتقان العبادات.
- المداومة على الطاعة.
كيف نُحسن إلى الناس؟ وما صور الإحسان؟
الإحسان إلى الناس يعني معاملتهم معاملة طيبة ترضي الله تعالى سواء كانوا من الأهل أو الأقارب أو الأصدقاء أو الغرباء، بتقديم الخير ومنع الأذى ومساعدة المحتاج، وهناك الكثير من صور الإحسان إليهم، مثل:
- الكلمة الطيبة سواء لرفع معنوياتهم أو رسم البسمة على وجوههم أو مواساة الحزين والمريض.
- الابتسامة فقد قال عنها الرسوم: (تبسمك في وجه أخيك صدقة).
- مساعدة الناس سواء قضاء حاجتهم أو مساعدة المرضى أو التخفيف عنهم.
- إطعام الطعام بمشاركة الجار أو دعوة الصديق أو إعطاء الفقير.
- إماطة الأذى عن الناس سواء في الطريق أو إماطة أذاك عنهم بعدم التحدث عنهم بسوء أو عدم سترهم.
- العفو عن المسيء وإعطاء كل ذي حقٍ حقه حتى وإن كنت مختلفًا معه.
- الدعاء للناس بظهر الغيب بأمور الدنيا والآخرة.
- إحسان الظن في الكلام أو التصرفات وترك سوء التفسير أو الظن.
ما هي ثمرات الإحسان في الدنيا والآخرة؟
الإحسان من أعظم الأمور التي دعا إليها الإسلام، وله الكثير من الفوائد في الدنيا والآخرة، ومن ثمراته ما يأتي:
أولًا: ثمرات الإحسان في الدنيا
- الحصول على محبة الله تعالى وبالتالي رعاية الله، والتوفيق.
- الشعور بالطمأنينة والراحة النفسية وسكينة القلب.
- محبة الناس والذكر بالخير.
- تفريج الكرب وقضاء الحوائج فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: “من نفّس عن مؤمن كربة من كُرَب الدنيا، نفّس الله عنه كربة من كُرَب يوم القيامة”.
- البركة في العمر والرزق.
ثانيًا: ثمرات الإحسان في الآخرة
- نيل رضا الله تعالى والدخول إلى الجنة بإذنه.
- الحصول على رحمة الله وهو طريق للنجاة من النار.
- ارتفاع المنزلة في الجنة.
- الثواب والأجر العظيم.
ما الآيات التي ذكرت الإحسان في القرآن الكريم؟
الإحسان من أفضل ما يجازى عليه الإنسان، وله الكثير من الصور سواء بين المرء ونفسه أو مع من وما حوله، وقد ورِد في القرآن الكريم تِلك الصور وجزاء الإحسان أكثر من مائة مرة منها بلفظ الإحسان أو مشتقاته، ومن أبرز الآيات التي ذكر فيها ما يأتي:
- “هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ” [سورة الرحمن: آية 60].
- “وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِّنكُمْ وَأَنتُم مُّعْرِضُونَ” [سورة البقرة: آية 83].
- “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى ۖ الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالْأُنثَىٰ بِالْأُنثَىٰ ۚ فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ۗ ذَٰلِكَ تَخْفِيفٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ ۗ فَمَنِ اعْتَدَىٰ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ” [سورة البقرة: آية 178].
- “وَأَنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ ۛ وَأَحْسِنُوا ۛإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ” [سورة البقرة: آية 195].
- “الطلاق مَرَّتَانِ ۖ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ ۗ وَلَا يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَأْخُذُوا …” [سورة البقرة: آية 229].
- “وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ۖ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا” [سورة النساء: آية 36].
- “فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ثُمَّ جَاءُوكَ يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا إِحْسَانًا وَتَوْفِيقًا” [سورة النساء: آية 62].
- “لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا إِذَا مَا اتَّقَوا وَّآمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ثُمَّ اتَّقَوا وَّآمَنُوا ثُمَّ اتَّقَوا وَّأَحْسَنُوا ۗ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ” [سورة المائدة: آية 93].
- “وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الْأَلْوَاحِ مِن كُلِّ شَيْءٍ مَّوْعِظَةً وَتَفْصِيلًا لِّكُلِّ شَيْءٍ فَخُذْهَا بِقُوَّةٍ وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُوا بِأَحْسَنِهَا ۚ سَأُرِيكُمْ دَارَ الْفَاسِقِينَ” [سورة الأعراف: آية 145].
- “وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ۚ ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ” [سورة التوبة: الآية 100].
- “لِّلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَىٰ وَزِيَادَةٌ ۖ وَلَا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلَا ذِلَّةٌ ۚ أُولَـٰئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ” [سورة يونس: الآية 26].
ما أبرز أحاديث النبي ﷺ التي تحدثت عن الإحسان؟
قال الرسول صلى الله عليه وسلم في حديث جبريل: (هذا جبريل أتاكم ليعلمكم أمر دينكم، فسمى الثلاثة دينًا، وفى الإجابة عن الإحسان قال رسول الله ﷺ: الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك) رواه البخاري.
صحيح مسلم، فعلى المسلم أن يحسن في عبادته وعمله خشية من الله فهو المطلع على السريرة والعلن.
ورِد عن النبي على لسان شداد بن أوس أنه قال: (ثِنْتانِ حَفِظْتُهما عن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم؛ قال: إنَّ اللهَ كَتَب الإحسانَ على كُلِّ شيءٍ، فإذا قتَلْتُم فأحسِنوا القِتْلةَ، وإذا ذبَحتُم فأحسِنوا الذَّبحَ، ولْيُحِدَّ أحَدُكم شَفْرَتَه، فلْيُرِحْ ذَبيحتَه).
فهذا الحديث يدل على حث الإسلام والرسول على الإحسان في كافة الأمور حتى في معاملة خلق الله من الأنعام.
أيضًا قيل أنه جاء رجل إلى الرسول -صلى الله عليه وسلم- فقال: (أبايعك على الهجرة والجهاد، أبتغي الأجر مِن الله، قال: فهل مِن والديك أحدٌ حيٌّ؟ قال: نعم، بل كلاهما، قال: أفتبتغي الأجر مِن الله؟ قال: نعم، قال: فارجع إلى والديك فأحسن صحبتهما).
هذا الحديث دليل على أن أفضل الإحسان في الإسلام هو بر الوالدين فقد فضلهما الرسول وحث بهما على الهجرة والجهاد.
جعل الإسلام للإحسان مكانة عظيمة فقرنه بالإيمان وجعل له مرتبة لا يصلها إلا من كان صادقًا خالص النية لله تعالى.
ما هو الإحسان في الإسلام؟ تعريفه الصحيح وأركانه وأنواعه المصدر: