مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي وافق على إنشاء 22 مستوطنة في الضفة

«فوضى» و«إطلاق نار» مع توزيع مساعدات «إغاثة غزة» على الفلسطينيين
أعلن الجيش الإسرائيلي، اليوم (الثلاثاء)، أن قواته لم تنفِّذ غارات جوية عند مركز توزيع المساعدات الإنسانية في منطقة رفح، بجنوب قطاع غزة، بعدما ذكرت تقارير أن آلاف الفلسطينيين اقتحموا مركزاً للتوزيع.
وأوضح الجيش، في بيان، أن قواته أطلقت أعيرةً تحذيريةً خارج مركز توزيع المساعدات الإنسانية في رفح، وتمَّت السيطرة على الوضع، وأنه يتوقع استمرار عمليات توزيع الأغذية كما هو مخطط.
ووصف المتحدث باسم الأمم المتحد، ستيفان دوجاريك، مقطعاً مُصوَّراً يُظهر آلاف الفلسطينيين وهم يقتحمون، اليوم (الثلاثاء)، موقعاً لتوزيع المساعدات من جانب «مؤسسة إغاثة غزة» بأنه «مُفجع».
وأضاف للصحافيين: «نحن وشركاؤنا لدينا خطة مفصلة وقائمة على مبادئ، وسليمة من الناحية العملية، بدعم من الدول الأعضاء، لإيصال المساعدات إلى السكان المحتاجين». وتابع: «نواصل تأكيد أن توسيع نطاق العمليات الإنسانية بشكل فعال أمر ضروري، للحيلولة دون وقوع مجاعة، وتلبية احتياجات المدنيين جميعاً أينما كانوا».
بدورها، قالت «مؤسسة إغاثة غزة»، المدعومة من الولايات المتحدة، إن عدد طالبي المساعدات في موقع توزيعها كان في لحظة ما كبيراً جداً، اليوم، مما اضطر فريقها إلى التراجع للسماح للناس «بالحصول على المساعدات بأمان وتوزيعها» وتجنب الإصابات.
ووفقاً لـ«رويترز»، أضافت المؤسسة أن «سكان غزة واجهوا تأخيراً لساعات عدة في الوصول إلى الموقع؛ بسبب الحصار الذي تفرضه حركة (حماس)».
وذكرت المؤسسة أنها وزَّعت حتى الآن نحو 8 آلاف صندوق غذائي، بإجمالي 462 ألف وجبة.
وتدافع آلاف الفلسطينيين إلى مركز لتوزيع المساعدات الغذائية غرب مدينة رفح، في أول أيام تطبيق الآلية الإسرائيلية الجديدة لتوزيع المساعدات، ما أدى إلى فوضى شاملة وفرار عناصر شركة أمنية أميركية خاصة كانت تشرف على الموقع.
وقالت مصادر أمنية فلسطينية إن حشود المواطنين الذين وصلوا للحصول على المساعدات من مركز توزيع أنشأه الجيش الإسرائيلي تحت إدارة شركة أمنية خاصة أميركية، اقتحموا المركز واستولوا على المساعدات بعد تدافع واسع وفقدان السيطرة.
وأضافت المصادر أن قوات الشركة الأمنية فقدت السيطرة على المكان في أول يوم من بدء عملها داخل قطاع غزة، مما استدعى تدخل الجيش الإسرائيلي لإجلاء أفرادها.
إطلاق نار وقذائف دبابة
وأفادت هيئة البث الإسرائيلية (كان) بأن قوات الجيش تدخَّلت بالفعل لإنقاذ وإجلاء أفراد الشركة الأمنية الخاصة بعد إخفاقهم في التعامل مع الحشود.
وذكر صحافي تابع لوكالة «أسوشييتد برس» أنه تم سماع دوي إطلاق نار وقذائف من دبابة إسرائيلية لدى محاولة حشود من الفلسطينيين الوصول إلى مركز تم فتحه لتوزيع المساعدات جنوب قطاع غزة. ولم ترد أنباء فورية عن وقوع إصابات.
«فشل ذريع»
وفي تعليق على الحادث، قال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة إن الجيش الإسرائيلي «فشل فشلاً ذريعاً في مشروع توزيع المساعدات ضمن مناطق العزل العنصرية، وسط انهيار المسار الإنساني وتصاعد جريمة التجويع».
وأضاف المكتب في بيان: «اندفع آلاف الجائعين، الذين حاصرهم الاحتلال وقطع عنهم الغذاء والدواء منذ نحو 90 يوماً، نحو تلك المناطق في مشهد مأساوي ومؤلم، انتهى باقتحام مراكز التوزيع والاستيلاء على الطعام تحت وطأة الجوع القاتل، وتدخل قوات الاحتلال بإطلاق النار، وإصابة عدد من المواطنين، ما يعكس بوضوح الانهيار الكامل للمسار الإنساني الذي تزعمه سلطات الاحتلال».
وتابع المكتب: «ما حدث اليوم هو دليل قاطع على فشل الاحتلال في إدارة الوضع الإنساني الذي خلقه عمداً من خلال سياسة التجويع والحصار والقصف، وهو ما يُشكِّل استمراراً لجريمة إبادة جماعية مكتملة الأركان بموجب القانون الدولي، لا سيما المادة الثانية من اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية لعام 1948».
وحمَّل المكتب إسرائيل المسؤولية المباشرة عن «حالة الانهيار الغذائي في غزة، واستخدام المساعدات سلاح حرب وأداة ابتزاز سياسي»، مطالباً الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي بـ«التحرك الفوري لإيقاف هذه الجريمة، وفتح المعابر بشكل عاجل ودون قيود».
وفي المقابل، تتهم إسرائيل حركة «حماس» مراراً وتكراراً بالاستيلاء على المساعدات التي تمرُّ إلى قطاع غزة، وهو ما تنفيه الحركة. وتؤكد إسرائيل أن الآلية الجديدة تهدف إلى منع «حماس» من السيطرة على تلك المساعدات.
كان نظام المساعدات الجديد في غزة من خلال «مؤسسة غزة الإنسانية»، المدعومة من الولايات المتحدة، بدأ عمله أمس (الاثنين) من خلال افتتاح أولى نقاط التوزيع.
مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي وافق على إنشاء 22 مستوطنة في الضفة المصدر: