مخاوف من عودة نشاط المهربين على الحدود الأردنية السورية

ويتكوف يؤكد استعداد «حماس» لنزع السلاح… والحركة تنفي
أكد ستيف ويتكوف، مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى الشرق الأوسط، أن إدارته لا تخطط لتوسيع نطاق الحرب، بل لإنهائها مرة واحدة، مؤكداً، في لقاء جمعه بعائلات المختطَفين الغاضبين في تل أبيب، السبت: «نحن نغير الاتجاه. كل شيء أو لا شيء».
وقال ويتكوف الذي يزور إسرائيل، منذ الخميس، والتقى فيها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ومسؤولين آخرين، وزار قطاع غزة، الجمعة، ثم ذهب للقاء عائلات المختطَفين السبت: «غالبية الجمهور الإسرائيلي يريد عودة المختطَفين إلى بيوتهم، ومعظم الجمهور في غزة يريد ذلك أيضاً، لأنهم يريدون استعادة القطاع وإعادة إعماره».
والتقى ويتكوف عائلات المحتجَزين لنحو 3 ساعات، في جو مشحون، بعد أن نشرت «حماس» مقاطع فيديو تُظهِر المحتجز إيفيتار ديفيد في حالة بدنية سيئة، وقد أضعفه الهزال الشديد، بعد يوم من بث فيديو آخر لروم بريسلافسكي في وضع مشابه، وهي فيديوهات أثارت عاصفة في إسرائيل وردود فعل واسعة وغاضبة وجدلاً كبيراً، وطالبت عائلات المحتجزين في بيان قاسٍ الحكومة الإسرائيلية بوقف الجنون في القطاع.
وقال ويتكوف للعائلات الغاضبة في ساحة «الرهائن» بتل أبيب: «لن يكون لدى (حماس) أي سبب لعدم الجلوس للمفاوضات. يتحدثون عن المجاعة، ولا وجود للمجاعة». وأضاف: «الخطة ليست توسيع نطاق الحرب، بل إنهاؤها. نعتقد أنه يجب تغيير مسار المفاوضات إلى: (كل شيء أو لا شيء)».
وزعم ويتكوف أن حركة «حماس» وافقت على نزع سلاحها، وهي منفتحة على ذلك، في تلميح منه إلى أن هذا سيساعد على إنهاء الحرب.
وأعاد القول: «الخطة هي إعادتهم جميعاً في صفقة واحدة، من دون صفقات جزئية».
وردَّت «حماس» ببيان نفت فيه استعدادها لنزع السلاح، وقالت: «تعليقاً على ما نشرته بعض وسائل الإعلام، نقلاً عن المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف، من أن الحركة أبدت استعدادها لنزع سلاحها، نؤكد مجدداً أن المقاومة وسلاحها استحقاق وطني وقانوني، ما دام الاحتلال قائماً، وقد أقرّته المواثيق والأعراف الدولية».
وأضافت «حماس» أنها لا يمكنها التخلي عن المقاومة والسلاح «إلا باستعادة حقوقنا الوطنية كاملة، وفي مقدمتها إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة، وعاصمتها القدس»، بحسب البيان.
وكانت الحركة قد وصفت، في وقت سابق، الزيارة التي أجراها ويتكوف إلى قطاع غزة بأنها مسرحية تستهدف تضليل الرأي العام، وشددت على أن الإدارة الأميركية شريك كامل في «جريمة» التجويع والإبادة الجماعية التي يشهدها القطاع.
وتلقي تصريحات ويتكوف ونفي «حماس» كثيراً من الشكوك حول إمكانية الوصول إلى صفقة شاملة، على الرغم من أن «(حماس) لا تمانع ذلك، لكن على أن تنهي الحرب، وهو مطلب يشترط نتنياهو لتحقيقه نزع سلاح الحركة».
وعلى الرغم من الموقف المعقَّد، أكد ويتكوف للعائلات التزام الرئيس ترمب بإعادة الرهائن أكثر من أي شيء آخر. وقال: «مهمته هي إعادتهم جميعاً» وأضاف: «علينا إطلاق سراحهم جميعاً. ويبدو أن (حماس) لا تفي بوعودها. لقد كانت المفاوضات معهم محبطة، والآن نعتقد أن علينا فعل كل شيء – أو لا شيء على الإطلاق».
وكان أهالي المحتجزين تظاهروا، السبت، في تل أبيب عقب فيديوهات «حماس»، وقال ابن عم المحتجز، روم بريسلافسكي، الذي ظهر في الفيديو الأول: «الموت أصبح أهون من الحياة. عائلتي انهارت بالكامل». وقالت شقيقة إيفيتار الذي ظهر في الفيديو الثاني: «لقد تلقّيت مليون لكمة في قلبي».
وقالت والدة المحتجز متان تسنغاوكر: «إذا لم نخرجهم جميعاً الآن، فلن يبقوا على قيد الحياة طويلاً. أولادنا يعيشون في وضع لا يقل عن المحرقة؛ لو لم تفشل الصفقة السابقة بسبب السياسة، لكان جميع المختطَفين في بيوتهم». وقالت والدة المحتجز متان أنغرسْت، إن ابنها تحول إلى جلد وعظم و«ما زالوا يقولون لنا إن هذه دعاية (حماس)». وقالت والدة المختطف نمرود كوهين: «إنها محرقة 2025».
وحاورت العائلات ويتكوف، وقال أحد أقارب العائلات له: «آخر لقاء لنا كان قبل ثلاثة أشهر، والأمور لم تتحسَّن، بل ازدادت سوءاً. أولادنا يتضورون جوعاً. لدينا سؤال بسيط: متى يُتوقع أن ينتهي هذا؟» ورد وينكوف: «أتفهم إحباطك. وأتمنى لو كان لديّ أخبار لك. لكن الوضع معقد. هناك أسباب كثيرة لا أستطيع تفصيلها».
ودارت نقاشات أخرى مع ويتكوف، لكن بعض العائلات خاب أملها من كلماته، كما قالت «يديعوت أحرنوت» التي نقلت عن أحد الحاضرين قوله: «لم أتوقع أي شيء من هذا الاجتماع. إنه يردد شعاراتٍ تُصرّح بأن (حماس) منظمة إرهابية لا تريد اتفاقاً».
وقال آخر إن «العائلات عبّرت عن غضبها، وتحدث ويتكوف عن الجهود المبذولة. ولكن في الحقيقة لا جديد يُذكر».
جاءت تصريحات ويتكوف مؤكدةً التقارير عن تغيير الإدارة الأميركية الاتجاه نحو صفقة شاملة، وليس على مراحل، وهو ما يتناقض أيضاً مع دعوات وزراء في الحكومة الإسرائيلية لاحتلال قطاع غزة بالكامل.
والجمعة، نشرت «كتائب القسام»، الجناح العسكري لحركة «حماس»، مقطعاً ظهر فيه إيفيتار ديفيد هزيلاً للغاية (جلداً وعظماً)، بعد يوم من بث فيديو آخر لروم بريسلافسكي، وأظهر الفيديو ديفيد جالساً على سرير في غرفة ضيقة، وقد برزت عظامه بشكل كبير.
وقالت «القسام» في الفيديو، إن الأسرى المحتجزين لديها «يأكلون مما نأكل، ويشربون مما نشرب»، وأرفقته بمشاهد لأطفال من غزة تظهر عليهم علامات سوء التغذية، في ظل استمرار الحصار الإسرائيلي.
ورد زعيم المعارضة الإسرائيلية، يائير لبيد، على الفيديو قائلاً: «على كل عضو في الحكومة مشاهدة فيديو إيفيتار اليوم قبل النوم، ومحاولة النوم وهو يفكر في إيفيتار وهو يحاول النجاة في النفق».
والفيديوهات كانت محاولة من «حماس» لتحريك المياه الراكدة، بعد توقُّف المفاوضات.
وبحسب وسائل إعلام أميركية وإسرائيلية، فإن إسرائيل والولايات المتحدة ستنتظران وقتاً إضافياً قبل أن تقررا الخطوة التالية، وعلى الأغلب هما في انتظار أن يسمعا من الوسطاء تقدماً ما.
وقال مصدر لشبكة «سي إن إن» إن نتنياهو أرجأ اتخاذ قرار بشأن الإجراءات التي سيتخذها الجيش في قطاع غزة، إذا لم توافق «حماس» على اتفاق وقف إطلاق النار، وأضاف المصدر أنه لن يُتخذ قرار هذا الأسبوع.
يأتي هذا وسط خلافات داخلية في الحكومة الإسرائيلية حول مسار العملية في القطاع.
وذكر المصدر أن إحدى الأفكار المطروحة، في حال عدم موافقة الحركة على اتفاق، هي تطويق مدينة غزة والمراكز السكانية الأخرى، بينما تتمثل فكرة أخرى في «غزو » المدينة، وأضاف المصدر أن هناك وزراء يؤيدون خططاً مختلفة.
ويدعم رئيس الأركان، إيال زمير، خطة تطويق غزة، ويرفض احتلالها، وهو موقف أدى إلى خلافات ومواجهة مع المستوى السياسي.
وقالت قناة «i24NEWS» إن زامير قال للمستوى السياسي: «أنا أستعدّ لحصار مدينة غزة ولكن ليس لاحتلالها»، وأدى ذلك إلى خلافات بينه وبين المستوى السياسي الذي يطالب بالاحتلال والضم.
والجمعة، ذهب زامير إلى غزة، وقال من هناك: «أقدّر أننا في الأيام القريبة سنعرف إذا كنا سننجح في التوصل إلى اتفاق للإفراج عن مختطَفينا. إذا لم يحدث ذلك، فستستمر المعارك دون توقف».
وأضاف أن إنجازات القوات تمنحنا مرونة عملياتية، تهدف إلى وضع «حماس» في «ضائقة متزايدة» دون الوقوع في «فخاخ الاستنزاف» الذي تُمارسه الحركة.
وأكدت هيئة البث الإسرائيلية وجود خلافات بين زامير والقيادة السياسية.
وكتب ناحوم برنيع في «يديعوت أحرونوت»: «الجميع ينتظر قراراً بشأن وجهتهم، صفقة أو تطويق أو احتلال. هذا لا يعني أنه سيكون هناك قرار: نتنياهو عادةً ما يُفضّل الخيار الآخر، وهو عدم اتخاذ قرار. في هذه الحالة، سيتعين على زامير اتخاذ القرار. أعتقد أنه يعرف ما يريد».
مخاوف من عودة نشاط المهربين على الحدود الأردنية السورية المصدر: