مختصون لـ”المدينة”: ” المثلث الصحي” يحمي الأطفال من الأمراض

أطلق مختصون تحذيرًا صحيًا لحماية الأطفال بمختلف الشرائح العمرية من الأمراض التي باتت تهددهم نتيجة اتباع نمط حياة غير صحي ، مؤكدين لـ”المدينة” على أهمية غرس القيم الصحية في نفوسهم منذ الصغر لحمايتهم من الأمراض المكتسبة.وقالوا إن إتباع المثلث الصحي الذي يتضمن ( الأكل الصحي وممارسة الرياضة النوم الصحي) كفيل بحماية الأبناء من الأمراض المكتسبة.

بداية يقول أستاذ واستشاري غدد الصماء وسكري الأطفال بمستشفى جامعة الملك عبدالعزيز بجدة البروفيسور عبدالمعين عيد الأغا:

معظم الأطفال للأسف أصبحوا يتعرضون لعديد من الأمراض المكتسبة نتيجة بعض العوامل المؤثرة مثل إتباع نمط حياة غير صحي ويشمل ذلك الإفراط في تناول الأكل غير الصحي والسهر لساعات طويلة وعدم ممارسة أي نشاط رياضي ، فالمثلث الصحي الذي يتضمن الطعام الصحي والرياضة والنوم الصحي كفيل بأمر الله في الحماية من الأمراض التي تنتج عن ذلك.

وتابع : الاكثار من تناول الطعام غير الصحي يترتب عليه زيادة في الوزن ، وإذا أهمل هذا الوزن فيصبح الفرد مع مرور الوقت يشكو من السمنة ، وفي حال إهمال هذه السمنة هناك مخاطر جديدة تترتب على ذلك منها مقاومة الانسولين وإمكانية التعرض – لا سمح الله – لمرض السكري النوع الثاني المرتبط بالسمنة ، بالإضافة إلى مضاعفات مرضية أخرى مؤثرة على كل أعضاء الجسم ، بجانب المشاكل النفسية .

وأضاف: نأتي إلى عدم النوم الصحي ومن ذلك السهر وراء الأجهزة الإلكترونية وخصوصًا أيام الإجازات الأسبوعية وغيرها ، وهذا الأمر له مشاكل عديدة أخرى منها حدوث اختلال في افراز الهرمونات المهمة ومنها الميلاتونين الذي يضبط إيقاع الليل والنهار عند الفرد ، وهناك هرمون النمو المرتبط بالنمو الصحي للفرد وبلوغ الطول المناسب ، فإهمال هذا الجانب المهم يرفع من إمكانية تعرض الطفل لقصر القامة لعدم انتظام حصوله على هرمون النمو بالشكل الطبيعي .

وختم البروفيسور الأغا حديثه بقوله:

أما المحور الثالث من المثلث الصحي وهو الرياضة فهو يشكل أهمية من كل الجوانب إذ يعزز النمو ، يحمي من الأمراض ، يحافظ على الوزن المثالي ، يبعد التوتر والقلق ، يمنع تقلب المزاج ، فكل هذه الفوائد الرياضية تسهم في تجنب الكثير من الأمراض.

وفي السياق يقول استشاري طب الأطفال الدكتور نصرالدين الشريف:

إن اتباع قاعدة المثلث الصحي من قبل الأطفال وخصوصًا اليافعين والمراهقين يحميهم من الأمراض المكتسبة التي بدأت تسجل في عيادات الأطفال مثل السمنة والأمراض الناتجة عن الإفراط في استخدام الأجهزة الإلكترونية ، فللأسف أكثر الأطفال لا يدركون المخاطر السلبية المترتبة ، ومع مرور الوقت قد يجدون أنفسهم في مشاكل صحية ونفسية بسبب عدم الاهتمام بصحتهم.

وشدد .الشريف على أهمية دور الوالدين في توعية أبنائهم بالمخاطر المترتبة عن إهمال قاعدة المثلث الصحي ، فالأطفال منذ الصغر يكتسبون العادات والقيم من داخل المنظومة الأسرية.

من جانبها تقول اخصائية التغذية غادة ياسر:

توعية الأبناء بالأكل الصحي والضار أمر مهم لحمايتهم من زيادة الوزن والسمنة ومضاعفاتهما ، إذ لابد أن نفّرق بين الأكل الصحي وغير الصحي ، فالطعام الصحي يقصد به الطعام الذي يحتوي على جميع العناصر الغذائية المفيدة للأطفال بمختلف الشرائح العمرية من معادن وألياف وفيتامينات ونسبة من النشويات وأملاح طبيعية وسكريات طبيعية وخالى من الدهون الضارة ، فالنظام الغذائي الصحي يساعد على تقوية الجسم وتقوية المناعة حتى لا يكون الفرد عرضة لأي إصابة بأي مرض مناعي أو فيروس أو ميكروب ، بينما الأكل غير الصحي فهو الطعام الذي لا يحتوي على أي قيمة غذائية إطلاقًا ، فدائمًا ما يحب الأطفال الأكلات الضارة لأنها تحتوي على نسبة كبيرة من الدهون والزيوت والأملاح ، وتكون السكريات العالية غير مفيدة ، كما أن الطعام الغير صحي لا يفيد الجهاز المناعي بشيء بل إنه يجعل الموضوع أكثر خطورة فيكون الشخص عرضة للأمراض ويكون جسمه غير قادر على مقاومة الفيروسات والميكروبات.

ونصحت الاخصائية غادة بضرورة الحرص قدر الإمكان على إعداد الطعام في المنزل لكونه يكون معدًا بطريقة سليمة وصحية ، ويتضمن جميع العناصر الغذائية المطلوبة ، وتجنب الوجبات غير الصحية لكونها عالية في السعرات والدهون التي تؤثر سلبًا على الجسم ، فالوقاية تحمي الأجيال من الأمراض المكتسبة نتيجة الإفراط في تناول الطعام غير الصحي.