مركز الملك سلمان – من الإغاثة الطارئة إلى بناء مجتمعات متعافية

أجرت أخبار الأمم المتحدة حوارا مع الدكتورة عبد الله الربيعة عقب حلقة نقاش رفيعة المستوى استضافها مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي على هامش الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة.
حملت الحلقة عنوان: “سلسلة تعزيز الترابط الإنساني والتنموي والسلام: محطات بارزة في تعزيز الشراكات متعددة الأطراف من أجل أثر مستدام وتحقيق أهـداف التنمية المستدامة“.
وشارك فيها وزراء التعاون الاقتصادي والتنمية في ألمانيا، والتنمية الدولية في النرويج، ومفوض الاتحاد الأوروبي لشؤون البحر الأبيض المتوسط، والأمين العام المساعد لمنظمة التعاون الإسلامي كمتحدثين رئيسيين.
“نهج ترابطي”
وقال الدكتور عبد الله الربيعة إن العمل الإنساني التقليدي الذي يركز على الإغاثة الطارئة وحده لم يعد كافيا، خاصة في مناطق الصراع. ودعا إلى تبني “نهج ترابطي” يجمع بين الإغاثة السريعة لتخفيف المعاناة الفورية، وبين تمكين المجتمعات لتحقيق التعافي والنماء.
وشدد على أن هذا النهج يجب أن يكون مقرونا بجهود إرساء السلام وخفض التصعيد السياسي، وأن يكون للمنظمات الإنسانية دور في هذا المسار.
ولتحقيق ذلك، يؤكد الدكتور الربيعة على ضرورة بناء شراكات قوية، ليس فقط مع المنظمات الأممية والدولية، بل أيضا مع “الشركاء المحليين” في الدول المستهدفة، لأنهم يمثلون الشريك الأكثر استدامة لضمان استمرار أثر المساعدات.
عقد من العمل الإنساني
وبمناسبة مرور عشر سنوات على تأسيس مركز الملك سلمان للإغاثة، قال الدكتور الربيعة إن المركز “بدأ من حيث انتهى الآخرون”، بتبنيه سياسة إنسانية جديدة تركز على:
- بناء الشراكات القوية: حيث أصبح للمركز أكثر من 300 شريك حول العالم.
- خلق المبادرات الجديدة: التي تهتم بالاستدامة وترك أثر إيجابي.
- استخدام التقنيات الحديثة: سواء في المراقبة والتقييم أو استخدام الذكاء الاصطناعي للوصول إلى المستفيدين.
- بناء قدرات المنظمات المحلية: لضمان استدامة المشاريع.
وأشار الدكتور الربيعة إلى أن هذه المنهجية النوعية، بالإضافة إلى البرامج التطوعية، ساهمت في جعل المركز نموذجا يحتذى به، مؤكدا أن الشراكة مع الأمم المتحدة أصبحت مثالا ملهما.
التمويل المستدام: دعوة للشراكة مع القطاع الخاص
ولضمان استمرارية المشاريع، شدد الدكتور الربيعة على أهمية التمويل المستدام، خاصة في ظل ضعف التمويل الحالي. ودعا إلى بناء شراكات مستقبلية لا تعتمد فقط على الدول، بل تشمل القطاع الخاص والقطاع غير الربحي.
وقال إن “هذه الشراكات سوف تخلق مشاريع تضمن دخلا مستداما يحقق الاستمرارية وعدم توقف المشاريع الإنسانية”.
الذكرى الثمانون: فرصة لإعادة تنظيم العمل الإنساني
ووصف الدكتور الربيعة احتفال الأمم المتحدة بذكرى تأسيسها الثمانين بأنه يمثل فرصة تاريخية “لإعادة تنظيم أعمال الأمم المتحدة” والاستفادة من دروس الماضي لبناء “مجتمع إنساني جديد” يضمن الاستدامة وتخفيف المعاناة الإنسانية.
وقال في ختام الحوار: “أتمنى أن أرى مجتمعا آمنا، مجتمعا متعافيا، مجتمعا لديه نماء وتنمية تضمن تحقيق أبسط معايير الحياة الكريمة للإنسان”.
مركز الملك سلمان – من الإغاثة الطارئة إلى بناء مجتمعات متعافية المصدر: