اخر الاخبار

مسؤولة أممية: الكثير من الأرواح فُقِدت في السودان، وعواقب الصراع تتجاوز حدود البلاد

وفي إحاطتها أمام اجتماع لمجلس الأمن عقد اليوم الجمعة لمناقشة الوضع في السودان، دعت بوبي إلى اتخاذ خطوات ملموسة لإنهاء معاناة الشعب السوداني.

وقالت: “لا تزال الظروف الأمنية مزرية، وتتميز بتغير خطوط المواجهة، والهجمات الجوية المتزايدة والعشوائية في كثير من الأحيان من قبل القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، والهجمات المستمرة على المدنيين والبنية التحتية المدنية، بما في ذلك المستشفيات”.

وحذرت من أن ما يثير القلق بشكل خاص هو الاستخدام المتزايد للأسلحة المتطورة، بما في ذلك الطائرات المسيرة بعيدة المدى، والذي وسع نطاق الأعمال العدائية ليشمل مناطق كانت مستقرة سابقا في البلاد.

وأضافت أن هذه الهجمات الجوية في المناطق المأهولة بالسكان “تسببت بالفعل في خسائر بشرية كبيرة في صفوف المدنيين ونزوح جماعي”، وهو اتجاه من المرجح أن يتفاقم خلال موسم الأمطار حيث تكون الحركة على الأرض أكثر صعوبة.

ونبهت المسؤولة الأممي إلى “العواقب بعيدة المدى للصراع في السودان والتي تتجاوز حدوده بكثير”، مشيرة إلى التقارير الأخيرة عن اشتباكات عنيفة في منطقة الحدود الثلاثية بين السودان وليبيا ومصر، والتي شملت القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع وقوات تابعة للجيش الوطني الليبي، والتي “تثير قلقا بالغا وتُشير إلى تصعيد خطير”. وقالت بوبي: “لا يمكننا تحمل المزيد من عدم الاستقرار الإقليمي وامتداد الصراع”.

إفلات متجذر من العقاب

وحذرت مساعدة الأمين العام لشؤون أفريقيا من استمرار الانتهاكات الجسيمة للقانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان.

وقالت: “نشعر بالفزع إزاء انتشار العنف الجنسي، بما في ذلك ضد الأطفال، والهجمات على العاملين في المجال الإنساني”. وأضافت أن مكتب مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان وثق تضاعف عمليات القتل التعسفي للمدنيين ثلاثة أضعاف بين شباط/فبراير ونيسان/أبريل، والتي شملت عمليات إعدام بإجراءات موجزة في الخرطوم، أفادت التقارير أن القوات المسلحة السودانية وحلفاؤها نفذوها ضد أشخاص مشتبه في تعاونهم مع قوات الدعم السريع، بما في ذلك على أساس الهوية العرقية.

وأعربت أيضا عن القلق البالغ إزاء الوضع في الفاشر، التي لا تزال قوات الدعم السريع تحاصرها.

وقالت: “إن الإفلات المتجذر من العقاب يُغذي هذه الانتهاكات والتجاوزات الجسيمة لحقوق الإنسان. يجب محاسبة جميع أطراف النزاع على أفعالهم”.

دعوة للحفاظ على وحدة السودان

وأشارت المسؤولة الأممية إلى تشكيل حكومة جديدة في السودان برئاسة كامل إدريس تحت مسمى “حكومة الأمل”. وأضافت أنه في غضون ذلك، لا تزال الانقسامات قائمة داخل “تحالف تأسيس” بقيادة قوات الدعم السريع حول تشكيل “حكومة موازية” مخطط لها في المناطق الخاضعة لسيطرتها.

وقالت بوبي: “نشجع جميع الأطراف على الحفاظ على وحدة السودان وسيادته وسلامة أراضيه كعنصر أساسي لحل مستدام لهذه الأزمة. في هذا الصدد، من الضروري وجود قيادة مدنية لتشكيل توافق سياسي وصياغة رؤية شاملة لاستعادة انتقال سلمي بقيادة مدنية”.

وتطرقت إلى جهود المبعوث الشخصي للأمين العام للسودان، رمطان لعمامرة، داعية مجلس الأمن إلى الوحدة في تقديم الدعم الكامل لجهود المبعوث الشخصي، واستخدام نفوذه لدى الأطراف وداعميهم الخارجيين للضغط من أجل التزام حقيقي بالحوار وخفض التصعيد.

وختمت كلمتها بالقول: “أدعو المجتمع الدولي الأوسع إلى العمل معا، وأن يتعاون شركاؤنا متعددو الأطراف، وأن يقود المجلس الطريق لحل الصراع في السودان”.

رؤية السلام باقية

شاينا لويس، المتخصصة في شؤون السودان والمستشارة الأولى في رابطة إدارة الطوارئ في أفريقيا قدمت إحاطة عن الوضع في السودان بصفتها ممثلة للمجتمع المدني، حيث عادت منذ أسبوع من زيارة إلى البلاد.

وأشارت إلى أن ما يصل إلى 80 في المائة من المرافق الصحية متوقفة عن العمل في مناطق النزاع، وتعرضت المرافق الصحية للهجوم أكثر من 540 مرة. وأضافت: “عندما استعادت القوات المسلحة السودانية العاصمة في آذار/مارس، فرح الكثيرون بانتهاء الحرب. لكنها لم تنتهِ بعد، حتى في الخرطوم”.

ومن بين من التقتهم لويس “فتاة صغيرة في الثامنة من عمرها في مستشفى النو، أُصيبت برصاصة طائشة في منزلها. تحدثت إلي بينما تثبت مسامير شظايا ساقها المتناثرة”.

وقالت إن هؤلاء الأطفال، مثل الكثيرين، يعانون من عواقب العنف التي لا ينبغي لأي طفل أن يتحملها أبدا. ونبهت إلى أن هذه الحرب محاولة لتدمير الثورة السلمية والديمقراطية التي قادها الشباب السوداني، وخاصة الشابات السودانيات، مضيفة: “إن رؤيتهم للسلام والعدالة والحرية ليست خرافة. إنها باقية في شوارع السودان”

وعُقدت جلسة اليوم عملا بالقرار 2715 الصادر في الأول من كانون الأول/ديسمبر 2023، والذي طلب من الأمين العام للأمم المتحدة تقديم إحاطة كل 120 يوما حول جهود الأمم المتحدة لدعم السودان في مساره نحو السلام والاستقرار.

واستمع المجلس أيضا إلى إحاطة من رئيس لجنة الجزاءات المعنية بالسودان- التي أنشأها المجلس عملا  بالقرار 1591، حول عمل اللجنة. وبعد انتهاء جلسة الإحاطة المفتوحة، عقد المجلس جلسة مشاورات مغلقة استمع خلالها إلى إحاطة من المبعوث الشخصي للأمين العام للسودان رمطان لعمامرة.


مسؤولة أممية: الكثير من الأرواح فُقِدت في السودان، وعواقب الصراع تتجاوز حدود البلاد المصدر:

زر الذهاب إلى الأعلى
إنضم لقناتنا على تيليجرام