مسؤولة أممية: مصير هايتي لا ينبغي أن يكون البؤس واليأس

إنغيبورغ أولريكا أولفسدوتر ريتشاردسون قدمت آخر إحاطة صحفية لها بشأن هايتي، قبل أن تنتقل إلى ليبيا حيث عينها الأمين العام للأمم المتحدة نائبة جديدة لممثلته الخاصة في ليبيا ومنسقة مقيمة في البلاد، اعتبارا من الأول من أيلول/سبتمبر.
سلطت المسؤولة الأممية الضوء على أرقام صادمة لتأكيد خطورة الأزمة هايتي، مشيرة إلى نزوح 1.3 مليون شخص حاليا بسبب عنف العصابات التي تجتاح العاصمة، وأن نصف هؤلاء النازحين من الأطفال.
كما أفادت بمقتل 3000 شخص في حوادث متعلقة بالعصابات منذ بداية العام، وبأن نحو مليوني شخص يعيشون في مستويات طارئة من انعدام الأمن الغذائي.
قصص إنسانية مؤلمة خلف الأرقام
وأكدت ريتشاردسون أن هذه الأرقام تخفي قصصا إنسانية مؤلمة، مشيدة في الوقت نفسه بالصمود الذي يتحلى به الشعب الهايتي. وذكرت قصصا مؤثرة لنساء تعرضن للاغتصاب الوحشي واستعدن الأمل، وأخرى عن أشخاص اضطروا لترك أقاربهم المسنين أو ذوي الاحتياجات الخاصة خلفهم أثناء فرارهم من العصابات.
كما سلطت الضوء على تدهور الخدمات الأساسية، حيث يعاني الأطفال من سوء تغذية لافت ويتم تجنيدهم من قبل العصابات المسلحة. وأشارت إلى أن العديد من المدارس أغلقت أبوابها، وأن 36% فقط من المستشفيات في العاصمة تعمل بكامل طاقتها، مع خروج اثنين من أصل ثلاثة مستشفيات رئيسية عن الخدمة.
أدنى مستوى تمويل في العالم
وعبرت ريتشاردسون عن إحباطها الشديد إزاء عدم وجود استجابة دولية توازي خطورة الأزمة، لافتة إلى أن خطة الاستجابة الإنسانية التي تبلغ قيمتها 900 مليون دولار لم يتم تمويلها إلا بنسبة 9% فقط، وهو أدنى مستوى تمويل في العالم.
وأضافت أن الأدوات الدولية المتاحة، مثل نظام العقوبات وحظر الأسلحة وبعثة الدعم الأمني متعددة الجنسيات، لم تُستخدم بشكل فعال.
وأكدت ريتشاردسون أن مصير هايتي لا ينبغي أن يكون هو البؤس واليأس. واختتمت إحاطتها برسالة أمل، قائلة: “هايتي لديها تاريخ مشرّف ورائع للغاية، وكان مصدر إلهام للعديد من البلدان والمناطق في العالم. أعتقد أنه بقدر ما انحدرت هايتي في دوامة سلبية للغاية، يمكنها أن ترتفع مرة أخرى بسرعة، ولكن يجب أن ينتهي هذا العنف الوحشي الذي يستهدف النساء والأطفال والشباب”.
مسؤولة أممية: مصير هايتي لا ينبغي أن يكون البؤس واليأس المصدر: