مسؤولون أمميون كبار: لا حل في السودان دون وقف الحرب وضمان وصول المساعدات للمحتاجين

وجاءت هذه التصريحات خلال إحاطة مشتركة عبر الفيديو للصحفيين في نيويورك، اليوم الجمعة، عقب زيارة ميدانية إلى السودان شارك فيها كل من أوغوتشي دانييلز، نائبة المدير العام للعمليات في المنظمة الدولية للهجرة؛ فاليري غوارنييري، المديرة التنفيذية المساعدة لبرنامج الأغذية العالمي؛ كيلي كليمنتس، نائبة المفوض السامي لشؤون اللاجئين؛ وتيد شيبان، نائب المديرة التنفيذية لمنظمة اليونيسف.
وتحدث المسؤولون عن مشاهداتهم في دارفور والخرطوم وبورتسودان، محذرين من أن السودان يعيش أسوأ أزمة إنسانية ونزوح في العالم، وأن ملايين السودانيين بحاجة ماسة للمساعدة المنقذة للحياة.
السودان يمثل أولوية قصوى
فاليري غوارنييري، المديرة التنفيذية المساعدة لبرنامج الأغذية العالمي قالت إن “السودان يمثل بوضوح أولوية قصوى لمنظماتنا”، واصفة الوضع بأنه خطير بعد تأكيد وجود مجاعة في أجزاء من البلاد. وقالت إن برنامج الأغذية العالمي يعمل بلا كلل لتوسيع عملياته وسط تحديات هائلة.
وقالت غوارنييري: “في الأشهر الأخيرة، وصل برنامج الأغذية العالمي إلى أكثر من 4 ملايين شخص شهريا بالمساعدات الغذائية والتغذوية العاجلة – أي ضعف نطاق الوصول مقارنة بالعام الماضي”، مضيفة أن “فريقنا وشركاءنا دفعوا حياتهم ثمنا أثناء تقديم المساعدة”.
ونبهت إلى أن دارفور تظل مصدر قلق رئيسي، ولكن من خلال المثابرة، يصل برنامج الأغذية العالمي الآن بشكل مستمر إلى مليوني شخص هناك. وفي المناطق المهددة بالمجاعة، وصلت الوكالة إلى 1.8 مليون شخص – أي أكثر من 85% ممن يواجهون ظروف المجاعة.
وسلطت غوارنييري الضوء على التقدم المحرز من خلال الشراكات مع البنك الدولي وبنك التنمية الأفريقي لإعادة تشغيل شبكات الأمان الاجتماعي ومساعدة المزارعين على زراعة القمح والذرة الرفيعة لتعزيز الإنتاج الغذائي المحلي. وأشادت بصمود المجتمعات، مشيرة إلى أن الاستجابة الأكثر إلهاما للأزمة يقودها الشعب السوداني بنفسه.
واختتمت إحاطتها بالقول: “ما يحتاجه السودان الآن هو إنهاء فوري للأعمال العدائية، وحماية للمدنيين، ووصول إنساني دون عوائق، وتمويل عاجل ومرن لتوسيع نطاق التدخلات المنقذة للحياة والمغيرة للحياة”.
السودان يواجه أكبر أزمة حماية في العالم
كيلي كليمنتس، نائبة المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قالت إن السودان يواجه “أكبر أزمة حماية في العالم”. وقالت إن زيارتها الأخيرة – التي استغرقت خمسة أيام إلى بورتسودان والخرطوم – هدفت إلى تسليط الضوء على أزمة الحماية في السودان.
منذ نيسان/أبريل 2023، نزح 12 مليون شخص – أي واحد من كل ثلاثة سودانيين. وروت كليمنتس الأثر المدمر للحرب، قائلة: “إن القصص المروعة لانتهاكات الحقوق والخوف والدمار الكامل للبنية التحتية والخدمات – وأيضا صمود الشعب – ستظل عالقة في ذهني”.
وشاركت المسؤولة الأممية قصة النازحة فاطمة، التي فرت من الفاشر بعد مقتل زوجها وابنها هي و 18 فردا من عائلتها الممتدة ساروا لأيام دون طعام قبل الوصول إلى بر الأمان. قالت لنا إنها شعرت أخيرا بالأمان في بورتسودان.
وحذرت كليمنتس من أن “مخاطر الحماية التي تواجه النساء والفتيات في هذا الصراع هي محبطة بقدر ما هي مفجعة”. وفي خضم الدمار واسع النطاق، قالت: “لا يمكننا الانتظار حتى يتحقق سلام طويل الأمد-الفاعلون في مجال التنمية مطلوبون الآن”.
وأشادت بكرم السودانيين تجاه 900,000 لاجئ، لكنها حذرت من تصاعد “المشاعر المعادية للأجانب في الخرطوم”. وقدمت مناشدة في ختام إحاطتها قالت فيها: “الحل السياسي ضروري للغاية – إنهم بحاجة إلى السلام، وهم بحاجة إليه الآن”.
الأطفال يدفعون الثمن الأكبر للنزاع المتصاعد
تيد شيبان، نائب المدير التنفيذي لمنظمة اليونيسف، وصف الوضع في السودان بأنه كارثي، قائلا إن والأطفال يدفعون الثمن الأكبر للنزاع المتصاعد. وسلط الضوء على زيارته إلى دارفور والخرطوم، قائلا: “العنف يمزق المجتمعات يوميا”.
روى شيبان مشاهد مروعة من الفاشر، حيث فرت النساء والأطفال من الحصار، وعبروا نقاط تفتيش مسلحة، وتم “تجريدهم من ممتلكاتهم، والتحرش بهم، والاعتداء عليهم – ولم يتبق لهم شيء”.
وحذر من أن 1.4 مليون طفل يعيشون في ظروف مجاعة أو ما يقرب من المجاعة، وأن “الآلاف سيموتون دون علاج عاجل”.
وفي شمال دارفور وحدها، من المتوقع أن يعاني 150,000 طفل من سوء التغذية الحاد الوخيم هذا العام. وقال إن 14 مليون طفل خارج أسوار المدارس – أي أربعة من كل خمسة أطفال في السودان. وحذر من أن جيلا بأكمله في خطر.
على الرغم من اليأس، أشاد شيبان بصمود المجتمعات السودانية، حيث قال: “لقد رأيت أيضا صمودا – مجتمعات تقوم بإصلاح المدارس، وأطفالا يضحكون في الأماكن الصديقة للطفل، وفرق اليونيسف تقدم اللقاحات والناموسيات وعلاج سوء التغذية للملايين”.
الحاجة إلى استجابة دولية موحّدة
أوغوتشي دانييلز، نائبة المدير العام للعمليات في المنظمة الدولية للهجرة قالت إن السودان يواجه أسوأ أزمة نزوح في العالم، مشيرة إلى أنه ليس من قبيل المصادفة أن الوكالات الأممية الأربع كانت جميعها موجودة في السودان، مشددة على الحاجة إلى نهج مشترك بين الوكالات مع دخول الحرب السودانية عامها الثالث.
يحتاج أكثر من 30 مليون شخص في السودان إلى مساعدة إنسانية، مع 9.6 مليون نازح داخلي و4.3 مليون فروا إلى البلدان المجاورة. وحذرت دانييلز من أن الأزمة تزداد سوءا بسبب انعدام الأمن الغذائي، وتفشي الأمراض، والفيضانات، والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، والأضرار واسعة النطاق في البنية التحتية، والانهيار شبه الكامل لمعظم الخدمات الأساسية.
على الرغم من ذلك، أشادت بصمود الشعب السوداني، مشيرة إلى أن 2.6 مليون شخص قد عادوا الآن إلى ديارهم، بمن فيهم مليون شخص في الخرطوم وحدها. وسلطت دانييلز الضوء على جهود التعافي مثل تشغيل مرفق مياه يعمل بالطاقة الشمسية في منطقة متضررة من الكوليرا، والمشاريع القادمة مع بنك التنمية الأفريقي لإعادة تأهيل البنية التحتية في ولايات الجزيرة والنيل الأبيض ونهر النيل وسنار.
واختتمت إحاطتها بالقول: “الاحتياجات الإنسانية في السودان ماسة. أكرر دعوة الأمين العام للأمم المتحدة للوقف الفوري للأعمال العدائية، وحماية المدنيين، والوصول الإنساني دون عوائق، وتبسيط إجراءات إيصال المساعدات”.
مسؤولون أمميون كبار: لا حل في السودان دون وقف الحرب وضمان وصول المساعدات للمحتاجين المصدر:











