مفوض اللاجئين: 120 صراعا مستمرا حول العالم والمشردون قسرا يحلمون بأمل العودة

وقدم غراندي إحاطة لمجلس الأمن قال إنها من المرجح أن تكون الأخيرة بالنسبة له بوصفه مفوضا لشؤون اللاجئين.
وانتقد غراندي مجلس الأمن لفشله في ولايته المتمثلة في الحفاظ على السلام والأمن، لكنه حثه على عدم التخلي عن الدبلوماسية. وانتقد استهانة العالم بالقانون الدولي الإنساني، مستشهدا بكلمات البابا فرانسيس بأن كل حرب تمثل “استسلاما مخزيا”.
وأضاف: “أخاطبكم اليوم مرة أخرى باسم 123 مليون شخص نزحوا قسرا… لقد سعوا إلى الأمان – أو على الأقل حاولوا ذلك – بعد أن علقوا في أوضاع مدمرة. لكنهم سيظلون يأملون في عودة آمنة. وهم – كما أعلم – لن يستسلموا ولن يريدوا منا أن نستسلم”.
بشأن الوضع في غزة، أشار غراندي إلى أن المفوضية السامية لا تشارك مباشرة في استجابة الأمم المتحدة في غزة، لكن وضع المدنيين هناك “يصل إلى مستويات جديدة من اليأس يوما بعد يوم”.
يُذكر أن وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين (الأونروا) هي المكلفة بدعم اللاجئين الفلسطينيين وتعد العمود الفقري للاستجابة الإنسانية في قطاع غزة.
السودان
وسلط فيليبو غراندي الضوء على مأساة السودان، حيث نزح ثلث السكان وسط العنف والمرض والمجاعة والفظائع الجنسية.
وقال إن المدنيين غالبا ما يكونون أهدافا مباشرة، بينما تعرقل البيروقراطية والسياسة الجهود الإنسانية. وأشار إلى زيارته الأخيرة إلى تشاد حيث التقى بلاجئين سودانيين فارين من دارفور، عبروا عن ارتياحهم للهروب من الخوف رغم المصاعب الهائلة.
ودعا المجلس إلى الوحدة، محذرا أن استمرار الحرب يؤدي إلى مزيد من تفكك السودان، وظهور ميليشيات محلية وانتهاكات متصاعدة، مما يعقّد جهود السلام. وحذر من أن الحرب قد تؤدي إلى تحركات كبيرة للنازحين نحو أوروبا، مشيرا إلى وجود أكثر من 200 ألف سوداني بالفعل في ليبيا.
سوريا
أما عن سوريا، فقد وصف غراندي رفع العلم السوري الجديد في الأمم المتحدة بأنه “رمز قوي” لنقطة تحول تشهدها البلاد. وحث الدول الأعضاء على وضع الشعب السوري فوق الانقسامات السياسية “البالية” داعيا إلى اتخاذ مخاطر محسوبة. ورغم الاعتراف بأن تحديات كبرى لا تزال قائمة بعد 14 عاما من الحرب، أكد أن هناك “بارقة أمل” لأول مرة منذ عقود.
منذ 8 كانون الأول/ديسمبر، بدأت أعداد النازحين السوريين بالانخفاض مع عودة المزيد منهم، إلى جانب تزايد العودة من الأردن ولبنان وتركيا. وقد عاد أكثر من مليون شخص بالفعل، وتشير الاستطلاعات إلى أن المزيد سيتبعونهم.
شدد غراندي على أن استقرار العائدين يعتمد على اتخاذ إجراءات فورية، مثل تخفيف العقوبات، ودعم التعافي المبكر، وتشجيع الاستثمار الخاص، وضمان توفير الأمن والمياه والكهرباء والتعليم والفرص الاقتصادية.
وحذر من أن المساعدات الإنسانية، التي تتناقص بشكل حاد، يجب الحفاظ عليها وتوسيعها لدعم تعافي سوريا.
أزمة الروهينجا
قال غراندي إن عدد اللاجئين الروهينجا يبلغ 1.2 مليون لاجئ، معظمهم في مخيمات بنغلاديش حول كوكس بازار. وقدم شكره لبنغلاديش وشعبها على توفير الملاذ للروهينجا على مر السنين.
ومع ذلك، أكد على أن لاجئي الروهينجا يقبعون في المخيمات، محرومين من العمل، ويعتمدون بشكل كامل على المساعدات الإنسانية التي تزداد هشاشة.
وتساءل غراندي عما إذا كان من المستغرب أن يشرع العديد من الروهينجا في رحلات بحرية خطيرة بحثا عن الفرص أو يصبحون عرضة للتجنيد من قبل الجماعات المسلحة.
ودعا المجلس إلى الحفاظ على تركيز قوي على ميانمار ومحنة الروهينجا، معربا عن أمله في إحراز تقدم في المؤتمر المقرر عقده في أيلول/سبتمبر في نيويورك.
أوكرانيا
فيما يتعلق بأوكرانيا، عبر غراندي عن قلقه الشديد من التطورات الأخيرة. وأشار إلى زياراته لأوكرانيا ست مرات منذ عام 2022، آخرها في كانون الثاني/يناير الماضي.
وأكد تعاون المفوضية السامية لشؤون اللاجئين مع الحكومة وشركاء المجتمع المدني المحليين لتخفيف معاناة السكان. وشدد غراندي على أن الشعب الأوكراني يحتاج إلى سلام عادل، مطالبا بألا تُنسى محنة أكثر من 10 ملايين نازح أوكراني، من بينهم سبعة ملايين لاجئ.
مفوض اللاجئين: 120 صراعا مستمرا حول العالم والمشردون قسرا يحلمون بأمل العودة المصدر: