مفوض شؤون اللاجئين: لسنا بلا حيلة في مواجهة الفظائع التي ترتكب في غزة والسودان وأماكن أخرى

وفي كلمته الافتتاحية أمام الاجتماع السنوي الـ 76 للجنة التنفيذية للمفوضية في جنيف، قال مفوض شؤون اللاجئين المنتهية ولايته: “قُتل أشخاص أثناء انتظارهم في طوابير للحصول على الطعام. وقُتل مدنيون في مخيمات فروا إليها بحثا عن الأمان. ودُمرت مستشفيات ومدارس. وقُتل عدد قياسي من عمال الإغاثة”.
ونبه إلى أن أطراف النزاع لم تعد تتظاهر حتى بالالتزام بالقانون الدولي الإنساني، أو بأي مجموعة من القواعد، بل تُصوَّر الحرب والعنف العشوائي على أنهما مبرَّران طالما يتم تحقيق الغايات العسكرية.
وحذر في كلمته الأخيرة أمام الاجتماع التنفيذي من أن “التكرار اليومي للفظائع يهدف إلى تخدير ضميرنا، ولجعلنا بلا حيلة”.
لكنه أكد رفضه لهذا، مشددا على أن “قوتنا تكمن في الحفاظ على الوضوح الأخلاقي وإعادة تأكيد القيم الإنسانية الأساسية” بما فيها حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية، وضمان الوصول إلى السكان المتضررين، وضمان توفير المساعدات الإنسانية دون عوائق.
وشدد على أن مهمة المفوضية لا تزال قائمة اليوم كما كانت عندما كُلّفت بها قبل 75 عاما، وهي توفير ملاذ آمن للفارين من الخطر وإيجاد حلول لمحنتهم.
قلق من بعض الممارسات
وأفاد المفوض السامي لشؤون اللاجئين بأن عدد الأشخاص الذين أُجبروا على الفرار من ديارهم بسبب الحرب والاضطهاد منذ عام 2015 تضاعف تقريبا، ليصل إلى 122 مليونا.
وسلط الضوء على الجهود غير الناجحة التي بذلتها الحكومات لمنع تدفق طالبي اللجوء، مما أدى بدوره إلى تزايد الدعوات لإصلاح “أو حتى إلغاء” اتفاقية عام 1951 الخاصة بوضع اللاجئ.
وأوضح أن الاتفاقية الدولية تلزم الدول بتوفير الحماية لأي شخص يفر من الحرب والعنف والتمييز والاضطهاد، مشيرا إلى أن أولئك الذين لا يستوفون هذه المعايير “يمكن إعادتهم إلى بلدانهم، أو إلى بلد ثالث – بطريقة كريمة”.
لكنه أضاف: “أشعر بالقلق من أن النقاش الدائر – في أوروبا، على سبيل المثال – وبعض ممارسات الترحيل الحالية، كما هو الحال في الولايات المتحدة، تُعالج تحديات حقيقية بطرق لا تتفق مع القانون الدولي”.
وشدد غراندي على أن المفوضية موجودة لتقديم المشورة والدعم للدول لضمان قانونية أي إجراءات تختارها.

المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي يلقي كلمته الافتتاحية في الدورة السادسة والسبعين للجنة التنفيذية للمفوضية في جنيف، سويسرا.
حلم أصبح حقيقة
وتحدث غراندي عن أزمة اللاجئين السوريين عندما أجبرت الأزمة هناك في أوجها نحو نصف السكان على الفرار من منازلهم. لكنه أشار إلى أن حلم العودة أصبح حقيقة لأكثر من مليون لاجئي سوري عادوا إلى ديارهم.
وأضاف: “العائدون السوريون يحملون معهم الأمل والتطلعات. يتوقعون منازل ينامون فيها، وكهرباء ليتمكنوا من العمل، ومدارس لأطفالهم، ووظائف لكسب عيشهم. والأهم من ذلك كله، يتوقعون، ويستحقون، الشعور بالأمان من جديد داخل بلدهم”.
وشدد على أنه يجب جعل عودة هؤلاء مستدامة “وإلا سنواجه موجة نزوح أخرى خارج سوريا. فبدون استثمارات أسرع وأكثر جرأة، قد يتكرر ذلك”.

أطفال عادوا مع أسرهم إلى إدلب في شمال غرب سوريا بعد سقوط النظام السابق في كانون الأول/ديسمبر 2024.
أزمة التمويل
وتحدث المفوض السامي لشؤون اللاجئين عن تداعيات تقليص تمويل العمل الإنساني في مواجهة حالات الطوارئ الإنسانية المتسارعة، داعيا إلى تحويل التركيز إلى استجابة أكثر شمولا واستدامة.
وقال غراندي: “لا يُجدي الإدماج نفعا إذا عزلت سياسات الدول المضيفة اللاجئين أو حرمتهم من الفرص. بدلا من ذلك، من خلال إتاحة الوصول إلى الخدمات وفرص العمل، ورفع القيود المفروضة على حرية التنقل، والاستثمار في إمكانات اللاجئين، تحقق الدول المضيفة عوائد اقتصادية واجتماعية لها وللاجئين على حد سواء”.
يذكر أن غراندي، الإيطالي الجنسية، هو المفوض السامي الحادي عشر للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين. وانتُخب من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة، وتولى منصبه في بداية عام 2016. وتنتهي ولايته في 31 كانون الأول/ ديسمبر.
تأسست مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين عام 1950، وحصلت على جائزة نوبل للسلام مرتين لعملها الإنساني؛ عامي 1954 و1981.
مفوض شؤون اللاجئين: لسنا بلا حيلة في مواجهة الفظائع التي ترتكب في غزة والسودان وأماكن أخرى المصدر: