منظمة الصحة العالمية تحث على إتاحة أول حقنة وقائية طويلة الأمد ضد الإيدز

وفي إرشادات جديدة صدرت يوم الاثنين، قالت منظمة الصحة العالمية إن دواء ليناكابافير القابل للحقن يُعد علاجا مضادا للفيروسات ومفعوله طويل الأمد وفعالا للغاية، ويمثل بديلا للحُبوب اليومية الفموية والخيارات الأخرى قصيرة المفعول.
وقال المدير العام المنظمة تيدروس أدهانوم غيبرييسوس: “برغم أن لقاح فيروس نقص المناعة البشرية لا يزال بعيد المنال، إلا أن ليناكابافير هو الخيار الأمثل: مضاد للفيروسات القهقرية مفعوله طويل الأمد، أثبتت التجارب أنه يمنع جميع حالات الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية تقريبا بين الأشخاص المعرضين للخطر”.
مجموعات الاختبار السريعة
يُعد دعم منظمة الصحة العالمية لهذا الدواء القابل للحقن مهما نظرا للجمود الذي يعتري جهود الوقاية من فيروس نقص المناعة البشرية في أنحاء العالم. لتسهيل تلقي الأشخاص للحقنة في منازلهم، توصي الوكالة الأممية أيضا باستخدام مجموعات اختبار سريعة للمرض، بدلا من “الإجراءات المعقدة والمكلفة”.
ووفقا للوكالة، أصيب 1.3 مليون شخص بالإيدز في عام 2024؛ وكان العاملون/العاملات في مجال الجنس أكثر الفئات تأثرا بالمرض، والرجال الذين يمارسون الجنس مع رجال، والمتحولون جنسيا، ومتعاطو المخدرات عن طريق الحقن، والسجناء، والأطفال والمراهقون.
وخلال المؤتمر الثالث عشر للجمعية الدولية للإيدز بشأن العلوم وفيروس الإيدز، في العاصمة الرواندية كيغالي، أكد الدكتور تيدروس أن منظمة الصحة العالمية “ملتزمة بالعمل مع الدول والشركاء لضمان وصول هذا الابتكار إلى المجتمعات بأسرع ما يمكن وبأمان”.
وتتوافق توصية المنظمة لاستخدام حقنة ليناكابافير أيضا مع السلطات الصحية الأمريكية التي وافقت عليها في حزيران/يونيو.
دعوة للتنفيذ
على الرغم من أن الوصول إلى حقنة ليناكابافير لا يزال محدودا خارج التجارب السريرية اليوم، فقد حثت منظمة الصحة العالمية الحكومات والجهات المانحة والشركاء على دمج الحقنة “فورا” ضمن البرامج الوطنية للوقاية من فيروس نقص المناعة البشرية.
تشمل خيارات الوقاية من فيروس نقص المناعة البشرية الأخرى المدعومة من منظمة الصحة العالمية الأقراص الفموية اليومية، وحقن الكابوتغرافير – الذي يُحقن مرة كل شهرين – وحلقة ديبيففرين المهبلية، كجزء من عدد متزايد من الأدوات للقضاء على الإيدز.
معضلة التمويل
في ظل التخفيضات الهائلة في تمويل الجهود العالمية للقضاء على الإيدز – بما في ذلك خطة الرئيس الأمريكي الطارئة للإغاثة من الإيدز التي أُطلقت عام 2003 وتركز على مكافحة المرض في أفريقيا – أصدرت منظمة الصحة العالمية أيضا إرشادات عملية جديدة حول كيفية استدامة خدمات الإيدز ذات الأولوية.
وقالت الدكتورة ميج دوهرتي، مديرة إدارة البرامج العالمية للإيدز والتهاب الكبد والأمراض المنقولة جنسيا لدى منظمة الصحة العالمية: “لدينا الأدوات والمعرفة للقضاء على الإيدز… ما نحتاجه الآن هو تنفيذ جريء لهذه التوصيات، قائم على الإنصاف ومدعوم من المجتمعات المحلية”.
مشكلة صحية عالمية
بحلول نهاية عام 2024، كان عدد المصابين بالإيدز يُقدر بنحو 40.8 مليون شخص، منهم 65% في أفريقيا. وتُوفي ما يقرب من 630 ألف شخص لأسباب مرتبطة بالفيروس عالميا، ويُقدر عدد المصابين بالفيروس بنحو 1.3 مليون شخص، من بينهم 120 ألف طفل.
ومن الجوانب الإيجابية، أن فرص الحصول على أدوية الإيدز في ازدياد مستمر، حيث تلقى 31.6 مليون شخص العلاج في عام 2024، مقارنة بـ 30.3 مليون شخص في العام السابق. بدون الأدوية المضادة للفيروسات القهقرية، يهاجم فيروس نقص المناعة البشرية جهاز المناعة في الجسم، مما يؤدي في النهاية إلى الإصابة بالإيدز.
منظمة الصحة العالمية تحث على إتاحة أول حقنة وقائية طويلة الأمد ضد الإيدز المصدر: