من ملاعب كأس العالم إلى مخيمات اللاجئين: مؤسسة “الجيل المبهر” توظف الرياضة في خدمة التنمية

وفي حوار مع أخبار الأمم المتحدة، قال السيد ناصر الخوري إن مؤسسة الجيل المبهر انطلقت عام 2010 كجزء من ملف استضافة قطر لكأس العالم 2022، مشيرا إلى أن المؤسسة لم تتوقف بانتهاء البطولة، بل استمرت في دعم الرياضة بوصفها أداة لتحقيق التنمية المستدامة.
وأوضح ناصر الخوري أن المؤسسة بدأت عملها ببناء ملاعب في مخيمات اللاجئين والمجتمعات المهمشة في الأردن ولبنان، ثم توسعت برامجها لتصل إلى 75 دولة حول العالم – بالتعاون مع منظمات الأمم المتحدة، والاتحادات الكروية، ومؤسسات المجتمع المدني. وأشار إلى أن أكثر من مليون شخص استفادوا من برامج المؤسسة.
وفقا لما ورد في الموقع الإلكتروني للمؤسسة، أنشأ الجيل المبهر 30 ملعبا لكرة القدم في المجتمعات المهمّشة والمحرومة حول الشرق الأوسط وآسيا.

شراكة مع الأمم المتحدة
وقال ناصر الخوري إن مؤسسة الجيل المبهر لديها شراكة مع الأمم المتحدة منذ عام 2022، وهي جزء من المبادرة الأممية المعروفة باسم: “كرة القدم في خدمة أهداف التنمية المستدامة” والتي تعرفها الأمم المتحدة بأنها “منبر ينخرط من خلاله مجتمع كرة القدم العالمي للعمل على تحقيق أهداف التنمية المستدامة والدعوة إليها والاستفادة من ممارسات الاستدامة”.
وأضاف الخوري قائلا: “نفخر بكوننا عضوا في مبادرة كرة القدم من أجل أهداف التنمية المستدامة، والتي تتيح لنا العمل جنبا إلى جنب مع شركاء عالميين من أجل دعم تحقيق أهداف التنمية المستدامة من خلال الرياضة”.

كرة القدم: جسر للتواصل والتنمية
وفي سياق الاحتفال بـ اليوم العالمي لكرة القدم – الذي يركز هذا العام على القوة التحويلية للعبة – أشار الخوري إلى مساهمة كرة القدم في بناء جسور التواصل بين المجتمعات. وأضاف قائلا: “تعد كرة القدم لغة عالمية توحّد الناس رغم اختلاف خلفياتهم. ونحن في الجيل المبهر نلمس يوميا كيف يمكن لكرة القدم أن تخلق مساحات آمنة للحوار، وتعزز قيم الاحترام والتضامن والسلام رغما عن الاختلافات”.
واستشهد الخوري بـ “مهرجان الجيل المبهر للشباب” الذي أقيم في الدوحة، وحضره شباب من مختلف أنحاء العالم بهدف تبادل الخبرات والنقاش حول أهـداف التنمية المستدامة.
وقال في هذا السياق: “حدث تبادل ثقافي بين الشباب وهم متواصلون إلى الآن مع بعضهم البعض. وقد أنشأ بعض الشباب مبادرات خاصة بهم بناءً على التجارب التي تعلموها في الدوحة وأصبحوا يبنون برامج رياضية في مجتمعاتهم”.
ويركز مهرجان الجيل المبهر للشباب، وفقا للمؤسسة، على كرة القدم من أجل التنمية ويجمع بين الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و25 عاما.

عامل تمكين للفتيات اللاجئات
وفيما يتعلق بتمكين المرأة من خلال الرياضة، أوضح الخوري أن المؤسسة تؤمن بأهمية توفير بيئة شاملة وآمنة تتيح للفتيات والشباب على حد سواء فرص المشاركة والازدهار، “مع احترام العادات والتقاليد المجتمعية في مختلف الدول التي نعمل بها”.
وتابع قائلا: “على سبيل المثال، أرسلنا وفدا نسائيا لتمثيل المؤسسة في مهرجان 23 الذي أُقيم على هامش كأس العالم للسيدات. كما دعمنا مهرجان ‘لعبتها’ في المغرب، وهو مهرجان خصص للفتيات بالكامل. في الأردن، أنشأنا ناديا مغلقا في منطقة البقعة لتتمكن الفتيات والنساء من ممارسة الرياضة بحرية تامة وفي بيئة تراعي خصوصية المجتمع المحلي”.
الحلم: رحلة لاجئين سوريين إلى العالمية
وقال المسؤول القطري إن برامج مؤسسة الجيل المبهر في مخيمات اللاجئين السوريين في الأردن ساهمت في تغيير مسار حياة أربعة شبان أصبحوا اليوم يلعبون في أحد الأندية البرازيلية، مشيرا إلى أن قصتهم تم توثيقها في فيلم وثائقي بعنوان: “الحلم”، وهو يروي رحلتهم من المخيم إلى الملاعب الاحترافية.
وأضاف الخوري أن المؤسسة تقدم برامج دعم نفسي واجتماعي لأكثر من 400 طفل فلسطيني نازح من غزة، من خلال أنشطة رياضية آمنة تساعدهم على التكيف مع واقعهم وتجاوز آثار النزوح والصدمات النفسية.

دروس مستفادة
وعن أهم الدروس المستخلصة من استضافة قطر لكأس العالم 2022، قال المسؤول القطري: “علّمنا كأس العالم قطر 2022 أن الإرث الحقيقي لا يُقاس بالبنية التحتية فقط، بل بالتأثير الإنساني والاجتماعي العميق الذي يمكن أن تتركه البطولات الكبرى”.
وأضاف أن من أبرز الدروس التي تم استخلاصها من التظاهرة الكروية العالمية هو أن هذه الفعاليات لا تقتصر آثارها على الجانب الرياضي، بل تمتد لتحدث تأثيرا ملموسا في المجتمع المحلي والمجتمعات المحيطة.
وتابع قائلا: “الدرس الأهم هو أن الشراكات المتجذّرة في القيم والاحترام المتبادل هي ما يصنع الأثر المستدام، وأن تمكين المجتمعات هو مفتاح أي نجاح مستدام وطويل الأمد”.
التزام بتوسيع تأثير كرة القدم في التنمية
وفي ختام “منتدى كرة القدم من أجل أهداف التنمية المستدامة” الذي استضافته الأمم المتحدة في نيويورك، تبنى المشاركون إعلانا يتضمن التزامات واضحة لتوسيع تأثير كرة القدم في التنمية المستدامة، واستغلال الانتشار العالمي لكرة القدم بهدف تضخيم أهداف التنمية المستدامة، من خلال الاتصالات الاستراتيجية والانخراط عبر برامج الرياضة من أجل التنمية، وبطولات كرة القدم، ومجتمعات المشجعين، واللاعبين، والمنصات الإعلامية.
من ملاعب كأس العالم إلى مخيمات اللاجئين: مؤسسة “الجيل المبهر” توظف الرياضة في خدمة التنمية المصدر: