اخر الاخبار

“مواصلات غير آمنة ووقود باهظ وشحيح”، سكان غزة يواجهون مشقة التنقل

محمد سعد الذي نزح من بلدة بيت لاهيا في شمال القطاع قال لمراسل أخبار الأمم المتحدة في غزة أثناء انتظار تحرك السيارة التي تجر العربة التي كان يجلس داخلها: “المواصلات صعبة جدا وغير آمنة. الطرق مرهقة. ندعو الله أن يلهمنا الصبر وأن نعود إلى ديارنا”.

كان هذا في شارع الرشيد غرب المدينة الذي يربط بين شمال القطاع وجنوبه، المكتظ بالعربات والسيارات والدراجات النارية ذات العجلات الثلاث التي تحولت لوسائل نقل هي الأخرى. ويمتزج هذا مع خيام النازحين، بينما يحيط بكل هذا ركام المباني المدمرة على جانبي الطريق بفعل الحرب.

ليس هناك خيارات لسكان غزة سوى استخدام وسائل تنقل محفوفة بالمخاطر، بينما يكتفي آخرون بالتنقل مشيا على الأقدام - ويبذلون قصارى جهدهم بالتأقلم مع الأوضاع على الرغم من الظروف التي يواجهونها.

المواصلات رفاهية ليست للكل

وفي المكان المخصص للركاب على ظهر الدراجة النارية ثلاثية العجلات، التقى مراسلنا أم هيثم الكولك التي قالت إن “الناس بالكاد يجدون ما يأكلونه، فكيف سيدفعون للمواصلات؟ معظم تنقلاتنا نُجريها سيرا على الأقدام، لا نستطيع ركوب المواصلات. كان الله في عون السائقين، فأسعار الوقود مرتفعة، وكل الشعب مرهق ومغلوب على أمره”.

تجلس أم هيثم الكولك في مقطورة دراجة نارية بثلاث عجلات في طريق عودتها إلى عائلتها. عادة ما تقطع المسافة الطويلة سيرا على الأقدام، إذ لا تستطيع تحمل تكلفة المواصلات الباهظة.

تجلس أم هيثم الكولك في مقطورة دراجة نارية بثلاث عجلات في طريق عودتها إلى عائلتها. عادة ما تقطع المسافة الطويلة سيرا على الأقدام، إذ لا تستطيع تحمل تكلفة المواصلات الباهظة.

عبء أسعار الوقود

السائقون يدفعون 100 شيكل (نحو 27 دولارا أمريكيا) مقابل لتر السولار الواحد، وهو عبء ثقيل كما قال لمراسلنا السائق عبد الكريم أبو عاصي وهو ينتظر اكتمال تحميل سيارته بالركاب.

اقراء ايضا  ما هي ترجمة كلمة Layer-2 Rollup؟

وأضاف: “سعر لتر السولار وصل إلى 100 شيكل، ماذا نفعل؟ نحاول استخدام الوقود المُصنّع محليا، لكنه يلحق ضررا كبيرا بالسيارات، ويسبب الكثير من المشاكل”.

وهذه ليست المشكلة الوحيدة التي تواجههم، حيث اشتكى عبد الكريم من أن “أسعار قطع غيار السيارات مرتفعة جدا، فمثلا القطعة التي كانت بنحو 100 شيكل، أصبحت اليوم تباع بحوالي 2000 شيكل (نحو 560 دولارا أمريكيا). كما نعاني من دمار الشوارع، ومهما حاولت البلديات إصلاحها، فإن المشكلة لا تحل، لأنها تحتاج عددا كبيرا من الجرافات لتنظيفها. يجب مساعدة الناس في أجرة المواصلات وفي الكثير من الجوانب الأخرى”.

وصل سعر لتر الوقود إلى نحو 100 شيكل في قطاع غزة.

وصل سعر لتر الوقود إلى نحو 100 شيكل في قطاع غزة.

خيار وحيد

ورغم كل التحديات، يمضي الناس هناك لقضاء أمور حياتهم اليومية حتى وإن استغرق التنقل من مكان لآخر اليوم كله، كما هو الحال مع حسين الحمارنة الذي كان ينتظر داخل سيارة ستنقله إلى جنوب قطاع غزة.

حسين يرى أن أغلب وسائل المواصلات هذه “غير مريحة مثل التوكتوك (الدراجات النارية ثلاثية العجلات)، والعربات التي تجرها السيارات التي صممت أساسا لنقل البضائع أو الحيوانات وليس البشر”.

لكنه أضاف أن “هذا هو الخيار الوحيد أمام من لا يملكون سيارات”.

أما تيسير أبو عصر، الذي يعمل على المناداة على الركاب وتنظيم ركوبهم على عربة تجرها سيارة، فقال لمراسلنا وهو يقف على الجزء الذي تقطر به السيارة تلك العربات، “نحاول أن نساعد الناس في التنقل. هذه العربات أصبحت وسيلتنا الوحيدة بعد دمار الحافلات وسيارات الأجرة”.

يذكر أن القطاع يعاني من أزمة وقود، حيث حذرت وكالات أممية مطلع هذا الأسبوع من أن نقص الوقود في غزة قد وصل إلى مستويات حرجة، منبهة إلى أنه عندما ينفد الوقود، فإنه يلقي بعبء جديد لا يُحتمَل على السكان.

اقراء ايضا  مكافحة المخدرات تقبض على شخص بحائل لترويجه أقراصًا خاضعة لتنظيم التداول الطبي

“مواصلات غير آمنة ووقود باهظ وشحيح”، سكان غزة يواجهون مشقة التنقل المصدر:

زر الذهاب إلى الأعلى
إنضم لقناتنا على تيليجرام