نيس وكان… لؤلؤتان على الريفييرا الفرنسية: رفاهية، طبيعة، وثقافة لا مثيل لها

نبذة تاريخية:
تعود جذور نيس إلى أكثر من 2000 عام، حيث أسسها الإغريق باسم “نيكيا” نسبة لإلهة النصر “نايكي”. ومع مرور العصور، تعاقب عليها الرومان والإيطاليون، مما أكسبها مزيجًا ثقافيًا متنوعًا يظهر جليًا في معمارها ولهجتها وحتى مطبخها.
أبرز معالم ونشاطات نيس:
• كورنيش “بروميناد ديزانغليه”: من أشهر الكورنيشات في أوروبا، يمتد بطول 7 كم على ساحل البحر، ويُعد مثاليًا للمشي وركوب الدراجات ومشاهدة العروض الموسيقية والمهرجانات.
• قلعة نيس (Colline du Château): بقايا قلعة قديمة فوق تل مطل على المدينة، توفر إطلالات بانورامية على البحر وخليج الملائكة (Baie des Anges). الرحلة إلى القمة مليئة بالمناظر الطبيعية والحدائق والمقاهي الهادئة.
• سوق كور ساليا (Cours Saleya): قلب الحياة اليومية في نيس. يُقام يوميًا ويضم أكشاك الزهور، الفواكه، الأجبان، والزيوت العطرية. أيام الاثنين يتحول إلى سوق للقطع الأثرية.
• البلدة القديمة (Vieux Nice): شوارعها الضيقة ومنازلها ذات الطلاء الزاهي تعكس روح المدينة الإيطالية – الفرنسية. يمكنك هنا تذوق الـ “سوكيس”، وهي فطيرة حمص نيسية شهيرة.
• متاحف نيس: مثل متحف مارك شاغال، متحف ماتيس، ومتحف الفنون الجميلة، مما يجعل نيس مركزًا مهمًا لعشاق الفنون.
كان: عاصمة السينما والفخامة البحرية
نبذة تاريخية:
كانت كان في الأصل قرية صيد صغيرة، ثم تحولت في القرن الـ19 إلى منتجع أرستقراطي، وبعد تأسيس مهرجان كان السينمائي الدولي في عام 1946، أصبحت مركزًا عالميًا للفن والموضة والثقافة.
ما الذي يجعل كان فريدة؟
• قصر المهرجانات (Palais des Festivals): محور الحياة الثقافية والفنية، حيث يُقام المهرجان السينمائي الأكثر شهرة عالميًا، ويستقطب النجوم، الصحفيين، والسياح سنويًا.
• شارع لا كروازيت (Boulevard de la Croisette): جادة راقية تمتد بمحاذاة الشاطئ، تصطف على جانبيها الفنادق العالمية الفخمة مثل “كارلتون” و”مارتينيز”، إضافة إلى المتاجر الراقية مثل شانيل، ديور، ولويس فويتون.
• المدينة القديمة “لو سوكيه” (Le Suquet): منطقة مرتفعة تطل على الميناء، بشوارعها المرصوفة بالحصى، والمطاعم التقليدية التي تقدم المأكولات البحرية الطازجة.
جزر ليرين: الجنة المخفية قبالة سواحل كان
من أهم الكنوز الطبيعية التي تتبع مدينة كان هي جزر ليرين (Îles de Lérins)، وهي عبارة عن أرخبيل مكوّن من أربع جزر، وأشهرها:
جزيرة سان مارغريت (Île Sainte-Marguerite):
• أكبر جزيرة في الأرخبيل، يمكن الوصول إليها خلال 15 دقيقة بالقارب من ميناء كان.
• مشهورة بأنها المكان الذي سُجن فيه “الرجل ذو القناع الحديدي”، في قلعة تعود للقرن الـ17 تُعرف باسم حصن رويال (Fort Royal).
• الجزيرة مثالية لهواة التنزه وسط الطبيعة والغابات، أو السباحة في خلجانها السرية ذات المياه الفيروزية.
جزيرة سانت أونوراه (Île Saint-Honorat):
• أصغر حجمًا، لكنها ذات أهمية دينية وتاريخية، حيث تحتوي على دير ليرينس (Abbaye de Lérins) الذي تأسس في القرن الخامس الميلادي ولا يزال نشطًا.
• يشتهر الرهبان هناك بصناعة النبيذ العضوي والزيوت العطرية التي تباع في متاجر الجزيرة.
• الجزيرة مكان هادئ للتأمل والمشي وسط أشجار الصنوبر ومزارع الكروم.
معلومة ممتعة: الجزر لا تسمح بوجود سيارات، مما يجعل التجول فيها تجربة بيئية فريدة وهادئة بعيدًا عن صخب المدينة.
الموسم المثالي للزيارة
• الربيع (أبريل – يونيو) والخريف (سبتمبر – أكتوبر) هما الأفضل من حيث الطقس المعتدل وعدد الزوار.
• الصيف يشهد زخمًا سياحيًا كبيرًا، لكنه مثالي لعشاق البحر والفعاليات.
الختام: رحلة العمر في قلب الريفييرا
سواء كنت من هواة التاريخ، الطبيعة، الفن، أو الحياة الراقية، فإن نيس وكان تقدمان باقة من التجارب التي تلبي كل الأذواق. رحلة بينهما لا تقتصر على المشاهدة، بل هي انغماس في أسلوب حياة فريد، حيث كل زاوية تروي قصة، وكل لحظة تستحق أن تُخلد.

نيس وكان… لؤلؤتان على الريفييرا الفرنسية: رفاهية، طبيعة، وثقافة لا مثيل لها المصدر: