هجوم دموي جديد يعمق معاناة المدنيين في السودان

وذكر أحد أعيان قبيلة الجموعية، التي تسكن المنطقة، لإحدى المواقع الإخبارية، أن الهجوم نُفذ بواسطة 20 عربة مقاتلة تابعة للدعم السريع، مشيرًا إلى أن سكان القرية اضطروا للدفاع عن أنفسهم قبل أن تتدخل وحدات من الجيش السوداني بطائرات مسيّرة وتُجبر المهاجمين على التراجع.
مواصلة التقدم
ويأتي هذا الهجوم في وقت يواصل فيه الجيش السوداني تقدمه على الأرض، محققًا سيطرة شبه كاملة على العاصمة المثلثة، المكوّنة من الخرطوم، بحري، وأم درمان، باستثناء بعض الجيوب في غرب وجنوب الأخيرة. ومنذ أواخر مارس، تمكّن الجيش من استعادة السيطرة على القصر الجمهوري ومقار الوزارات والمطار الرئيسي ومواقع أمنية حساسة، في خطوة تُعد تحولًا ميدانيًا هو الأهم منذ بدء الحرب.
وفي بقية أنحاء البلاد، انحصرت سيطرة الدعم السريع في بعض أجزاء ولايات كردفان ودارفور، بينما سيطر الجيش على مدينة الفاشر، عاصمة شمال دارفور، ليكمل بذلك إحكام قبضته على كامل الإقليم.
معاناة المدنيين
وتستمر الحرب الطاحنة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ أبريل 2023، مخلفةً أكثر من 20 ألف قتيل، إلى جانب نحو 15 مليون نازح ولاجئ، وفق تقارير الأمم المتحدة. ومع استمرار القتال، تتزايد معاناة المدنيين، وسط تراجع فرص الحل السياسي، واتساع رقعة الدمار والنزوح في بلد يئن تحت وطأة أزمة إنسانية متفاقمة.
الحراك الدولي
وتواصل الدول الإقليمية والدولية مساعيها لإيجاد حل سياسي ينهي الحرب في السودان، والتي دخلت مرحلة جديدة مع تطورات ميدانية قد تعيد رسم خريطة الصراع. وفي ظل استمرار الأزمة الإنسانية التي طالت ملايين المدنيين، تتزايد الجهود الدبلوماسية للوصول إلى تسوية تعيد الاستقرار إلى البلاد.
تحولات وتحديات
وعكست استعادة الجيش السوداني للقصر الرئاسي في الخرطوم، تغيرًا في ميزان القوى، لكنها لم تترجم بعد إلى تحسن ملموس في الأوضاع الإنسانية. لا يزال أكثر من 30 مليون سوداني بحاجة إلى مساعدات عاجلة، فيما اضطر 13 مليونًا إلى النزوح داخليًا أو اللجوء إلى دول الجوار. ومع استمرار تعطل الخدمات الأساسية مثل الكهرباء والمياه، تواجه العديد من المناطق خطر المجاعة، مما يزيد من الضغوط على الجهود الإغاثية.
إعادة الاستقرار
ورغم المكاسب العسكرية للجيش، لا تزال قوات الدعم السريع تسيطر على مناطق واسعة، مما يجعل الحل العسكري وحده غير كافٍ لإعادة الاستقرار. وتعمل أطراف إقليمية ودولية على دفع جميع القوى السودانية نحو طاولة الحوار، وسط مقترحات لتشكيل حكومة انتقالية مدنية ذات طابع تكنوقراطي لإدارة الأزمة وإعادة الخدمات الأساسية.
حل شامل
ومع استمرار الجهود الدولية، يتزايد الأمل في إمكانية الوصول إلى تسوية تضع حدًا للصراع وتجنب السودان مزيدًا من التدهور. وبينما تبقى التحديات كبيرة، فإن المساعي الحالية تعكس التزامًا متزايدًا من الأطراف الفاعلة بإيجاد حل يخفف من معاناة المدنيين ويعيد للبلاد استقرارها المفقود.
ففي ظل التحديات الميدانية والإنسانية المتفاقمة، يتضح أن إنهاء الحرب في السودان يتطلب إرادة سياسية حقيقية من الأطراف المتصارعة، إلى جانب دعم إقليمي ودولي أكثر فاعلية. فبينما تحقق بعض القوى مكاسب عسكرية على الأرض، لا يزال ملايين السودانيين عالقين بين نيران الحرب، في ظل أوضاع إنسانية قاسية تتطلب تدخلًا عاجلًا. ومع تصاعد الضغط الدولي، تبرز تساؤلات حول قدرة المجتمع الدولي على توحيد الجهود لدفع الأطراف المتنازعة نحو حل سلمي دائم.
منع الحرب
كما حث الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الزعماء الإقليميين والدوليين على منع جنوب السودان من السقوط «فوق الهاوية» في حرب أهلية أخرى والتحدث بصوت واحد لدعم العودة إلى السلام.
حيث حذر من أن أحدث دولة في العالم وأحد أفقرها تواجه «حالة طوارئ أمنية» مع تصاعد الاشتباكات و«الاضطرابات السياسية» التي بلغت ذروتها مع اعتقال الحكومة هذا الأسبوع لنائب الرئيس الأول ريك مشار.
في غضون ذلك، حذّر من الاستهداف العرقي والسياسي إلى جانب نشر المعلومات المضللة على وسائل التواصل الاجتماعي، الذي يُشعل فتيل الأزمة.

1. تصاعد الجهود الدولية لحل الأزمة
تعمل الدول الإقليمية والدولية على دفع الأطراف السودانية نحو الحوار، مع التركيز على إيجاد تسوية سياسية تنهي الحرب وتعيد الاستقرار.
2. استمرار التحديات الإنسانية
لا يزال أكثر من 30 مليون سوداني بحاجة إلى مساعدات عاجلة، في ظل نزوح واسع وانهيار الخدمات الأساسية، مما يجعل إنهاء النزاع ضرورة إنسانية ملحة.
3. دور الإرادة السياسية في تحقيق السلام
نجاح أي مبادرة لإنهاء الحرب يعتمد على التزام الأطراف المتنازعة بالحلول السلمية، إلى جانب دور أكثر فاعلية من المنظمات الإقليمية والدولية لضمان تنفيذ أي اتفاق مستقبلي.
هجوم دموي جديد يعمق معاناة المدنيين في السودان المصدر: