اخر الاخبار

هيئة الأمم المتحدة للمرأة: 15 عاما من النضال لتمكين النساء والفتيات

قالت فريبا، التي فضلت استخدام اسم مستعار لدواع أمنية: “أحيانا أتساءل كيف لي أن أبقى متفائلة في ظل هذه الظروف القاتمة”.

أفغانستان ليست الدولة الوحيدة التي تشهد تراجعا في المساواة الجنسانية (النوع الاجتماعي). ففي جميع أنحاء العالم، تشهد واحدة من كل أربع دول موجة معادية لحقوق المرأة. هذه هي التحديات التي تواجهها هيئة الأمم المتحدة للمرأة في الذكرى الخامسة عشرة لتأسيسها، مما يجعل ولايتها وعملها أكثر إلحاحا من أي وقت مضى. 

وقالت المديرة التنفيذية للهيئة سيما بحوث: “هذه ليست لحظة للتراجع. بل هي لحظة للمضي قدما إلى الأمام”.

التقدم في خطر

تأسست هيئة الأمم المتحدة للمرأة في تموز/يوليو 2010، وتعمل حاليا في 80 دولة لتمكين النساء والفتيات من تحقيق إمكاناتهن الكاملة. على الرغم من المكاسب التي تحققت بشق الأنفس سابقا في مجال التعليم المتاح للفتيات والدعوة إلى كفالة الحقوق القانونية، فإن التمويل الموجه لمجالات المساواة بين الجنسين آخذ في التضاؤل، والتقدم يسير ببطء شديد.

واحدة من كل 10 نساء وفتيات تعيش في فقر مدقع، وهو أمر لن يتمكن العالم من القضاء عليه لمدة 137 عاما أخرى بالمعدل الحالي. تضاعف عدد النساء اللاتي يعشن قرب مناطق النزاع وداخلها في العقد الماضي، مما يعرضهن لخطر أكبر للعنف القائم على النوع الاجتماعي، وانعدام الأمن الغذائي، وسوء التغذية.

اقراء ايضا  30 مشاركاً في المعسكر الصيفي لرابطة لاعبي كرة القدم - أخبار السعودية

بالإضافة إلى ذلك، لم تشهد 103 دول مطلقا امرأة على رأس الدولة، ولن تتحقق المساواة بين الجنسين في القيادة الحكومية العليا لمدة 130 عاما أخرى.

وبينما تجتاح الثورة الرقمية العالم، تتسع الفجوة الرقمية بين الجنسين، مما يجعل من الصعب على النساء والفتيات الوصول إلى الأدوات التي ستشكل المستقبل. ومع ذلك، على الرغم من هذه الظروف القاتمة – أو ربما بسببها – تواصل هيئة الأمم المتحدة للمرأة عملها باعتبارها “قوة دافعة للمساواة بين الجنسين وتمكين المرأة”.

بالنسبة للعديد من النساء والفتيات اللاتي لديهن خيارات تعلم قليلة، يمكن أن يوفر التدريب المهني مهارات قيمة للعمل والحياة.

الحرب والسلام

تعيش أكثر من 600 مليون امرأة وفتاة على بعد 50 كيلومترا من منطقة نزاع، مما يجعلهن صاحبات مصلحة رئيسيات في أي عملية لبناء السلام. علاوة على ذلك، تشير الأدلة إلى أن عمليات السلام التي تشارك فيها نساء تكون أكثر استدامة.

على الرغم من ذلك، لم تشهد 80 في المائة من محادثات السلام في الفترة بين عامي 2020 و2023 مشاركة نسوية. ولكن مع ذلك، تشهد بعض البلدان تحولات واعدة نحو إدماج ومساواة أكبر بين الجنسين في الأنشطة المتعلقة بالسلام.

على سبيل المثال، في أوكرانيا، تجذب إزالة الألغام – وهي مهنة استبعدت النساء تاريخيا بسبب التصورات المعيارية للخطر – مزيدا من النساء. وقالت تاتيانا روبانكا، رئيسة فريق إزالة الألغام في أوكرانيا: “أشغل وظيفة لا يُنظر إليها باعتبارها عملا نسائيا”.

وهذا مهم بشكل خاص في أوكرانيا حيث تقدر دائرة الأمم المتحدة للإجراءات المتعلقة بالألغام (أونماس) أن ما لا يقل عن 20 في المائة من الأراضي ملوثة بذخائر غير منفجرة.

صوت جماعي

على الرغم من وجود دليل واضح على أن حصص التمثيل في الحكومة تعمل على ضمان المساواة، تظل النساء مستبعدات من العديد من محادثات صنع السياسات. وبسبب هذا الواقع، تعمل هيئة الأمم المتحدة للمرأة على دعم العمل الجماعي من قبل النساء ولصالحهن، حيث يتم الاستماع إلى أصواتهن بشكل أكبر عندما يتحدثن معا.

اقراء ايضا  تصدع التحالف.. هل تخلّت أمريكا عن أوروبا؟

في المحيط الهادئ، تشكل النساء غالبية البائعات في الأسواق، لكن الأسواق نفسها تدار وتُشغل من قبل مجالس بلدية يغلب عليها الرجال. في الماضي، كان هذا يعني أن مخاوف النساء – بما فيها سوء التهوية، والمخاوف الأمنية، والبنية التحتية للتبريد – تظل دون معالجة.

وبدعم من مشروع لهيئة الأمم المتحدة للمرأة أطلق عام 2014، شكلت أكثر من 50 ألف بائعة جمعيات تمكنهن من التفاوض بشكل جماعي وتحقيق تغييرات دائمة.

قالت جوي جانيت رامو، رئيسة جمعية البائعات في جزر سليمان: “لسنا نساء عاديات لا نملك شيئا؛ نحن نساء مهمات. لم نفكر في الأمر بهذه الطريقة في الماضي”.

نساء مزارعات في غواتيمالا

UNDP Guatemala/Caroline Trutmann

بحث عن الأمل في خضم اليأس

في أفغانستان، يوجد أكثر من 80 مرسوما يقيد الحقوق الأساسية للنساء والفتيات: 80 طريقة يتم بها تقييد إمكاناتهن، و80 سببا لفقدان الأمل.

قالت أنيتا، التي كانت فنانة ومعلمة: “لقد خفتت ألوان قوس قزح في حياتي، ولم أعد أرى أي ألوان لأرسم بها”.

لكن مع ذلك، ترفض هؤلاء النساء فقدان الأمل، وبدلا من ذلك يشكلن منظمات مجتمعية محلية تعمل على تعزيز قيادة النساء وإعدادهن لوقت يمكنهن فيه مرة أخرى التمتع بالحقوق الأساسية.

حاليا، هناك فجوة تمويل سنوية تبلغ 420 مليار دولار للمساواة بين الجنسين عالميا، مما يجعل عمل هيئة الأمم المتحدة للمرأة غير مستدام بشكل متزايد. لكن مع ذلك، بعد 15 عاما، تؤكد الهيئة على أنها “تضاعف” التزامها بالمساواة.

قالت أنيتا: “يا زميلاتي النساء: لا تفقدن الأمل أبدا في تقلبات الحياة، في صعودها وهبوطها”.


هيئة الأمم المتحدة للمرأة: 15 عاما من النضال لتمكين النساء والفتيات المصدر:

زر الذهاب إلى الأعلى
إنضم لقناتنا على تيليجرام