وزير الخارجية المصري: السلام خيارنا الاستراتيجي ولن نكون شركاء في نكبة جديدة لفلسطين

وأشار في كلمته في المناقشة العامة للجمعية العامة للأمم المتحدة، اليوم السبت إلى أن الشرق الأوسط يقف على شفير الانفجار، قائلا إن الفلسطينيين “يقعون ضحية أبشع الممارسات الإسرائيلية المتمثلة في حرب ضروس وغاشمة وغير عادلة على مدنيين عزل لذنب لم يقترفوه”.
وأضاف أن هذه الممارسات “مدفوعة بأيدولوجية متطرفة لا ترى سوى القتل والدمار والتجويع الممنهج، وخطاب مسموم للتحريض على العنف والكراهية. وامتدت أيادي العدوان في سكرة من القوة وانعدام المساءلة إلى دول المنطقة الواحدة تلو الأخرى، وآخر حلقاته العدوان الغادر على قطر الشقيقة”.
ترحيب بالإعلان الأمريكي
وأعرب وزير الخارجية المصري عن امتنانه وتقديره لما أعلنه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من التزام كامل واستعداد للعمل مع قادة المنطقة لإنهاء “الحرب الظالمة على قطاع غزة”.
وأبدى استعداد مصر الكامل والتزامها بالبناء على رؤية الرئيس ترامب لاستعادة الاستقرار وإنهاء الحرب وفتح أفق سياسي يقود نحو تجسيد الدولة الفلسطينية وإطلاق سراح الرهائن والأسرى “وتضميد جراح اليتامى والأسرى والجرحى والجوعى في قطاع غزة، ووضع حد لغطرسة القوة ووضعها جانبا ورفع رايات الاستقرار والعمران والأمل في الغد”.
وأوضح أن مصر كرست، منذ اندلاع الأزمة، كافة جهودها للتوصل إلى وقف لإطلاق نار مستدام في قطاع غزة – بالاشتراك مع قطر الشقيقة والولايات المتحدة – واستئناف إدخال المساعدات دون عوائق لمواجهة المجاعة الحالية “التي هي من صنع إسرائيل”.
مصر ترفض تهجير الفلسطينيين
وجدد السيد بدر عبد العاطي التأكيد على رفض مصر القاطع لأي سيناريوهات لتهجير الشعب الفلسطيني “باعتبار أن ذلك جريمة للتطهير العرقي”.
ومضى قائلا: “نقولها بوضوح شديد: مصر لم ولن تكون بوابة لتصفية القضية الفلسطينية، وسنستمر في دعم صمود الشعب الفلسطيني الأبي المتشبث بترابه الوطني ولن نكون أبدا شركاء في نكبة جديدة”.
وأكد دعم مصر الكامل لمؤتمر حل الدولتين الذي قادته فرنسا والسعودية، مشيدا بـ “القرارات الشجاعة” للدول التي أعلنت مؤخرا اعترافها بدولة فلسطين المستقلة والحرة.
واقتبس كلمات للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قال فيها: “إن السلام لا يولد بالقصف ولا بالقوة ولا بتطبيع ترفضه الشعوب وأن السلام الحق يبنى فقط على أسس العدل والإنصاف والتفاهم”.
قضية سد النهضة
الوزير المصري أكد أن بلاده تؤمن إيمانا راسخا بأن التعاون وفقا للقانون الدولي يشكل ركيزة الاحترام المتبادل والسبيل الأوحد لتحقيق المنفعة المشتركة، مشيرا إلى أن الإجراءات الأحادية تعمق الأزمات وتزيد الفجوات.
وقال إن “إثيوبيا ارتأت مخالفة القانون الدولي وفرض الأمر الواقع ضمن سياستها الأحادية المزعزعة للاستقرار في القرن الأفريقي وحوض النيل الشرقي، وأعلنت عن انتهاء سدها، وأن ما مضى قد مضى حالمة، أو بالأصح متوهمة، أن مصر ستنسى حقوقها ومصالحها الوجودية في النيل”.
وقال إن مصر على أتم الاستعداد لتناول الأمر في آليات القضاء والتحكيم الدولي “ذلك إن صدقت نية الاحتكام لهذه الآليات القانونية الأمر الذي لم ولن يتوفر”.
وتابع قائلا: “أما وإن ركنوا للمماطلة وتهديد حياة ملايين البشر في دولتي المصب، فإننا لن نتهاون في ضمان حقوقنا، وإننا لقادرون على ذلك. ويكفل لنا مـيثاق الأمم المتحدة ومبادئ القانون الدولي حماية مصالحنا الوجودية في نهر النيل”.
السودان
وزير الخارجية المصري أكد “الأهمية البالغة لدعم السودان الذي يمر “بمرحلة دقيقة ومفصلية من تاريخه تحتاج إلى تكاتف كل الجهود”.
وأكد دعم مصر القوي للحفاظ على مؤسسات الدولة السودانية بما فيها الجيش السوداني الوطني. وأوضح أن الحكومة المصرية تعمل بالتعاون مع مجلس السيادة السوداني والشركاء الدوليين في إطار الرباعية الدولية من أجل استعادة الأمن والاستقرار والسلام في السودان “استنادا للملكية السودانية الوطنية لتحقيق تطلعات الشعب السوداني الشقيق”.
تقاسم المسؤوليات بشأن اللاجئين
من ناحية أخرى، قال بدر عبد العاطي إن مصر “تقوم بدور إنساني بارز” من أجل استضافة أكثر من عشرة ملايين لاجئ وتعاملهم معاملة المصريين وتوفر بيئة تحترم حقوقهم وكرامتهم وتضمن حصولهم على الخدمات الأساسية دون تمييز.
ورغم الأعباء المتزايدة، يقول وزير الخارجية المصري إن بلاده تواصل التزامها الأخلاقي والإنساني. وأكد على ضرورة تفعيل مبدأ تقاسم الأعباء والمسؤوليات المنصوص عليها في العهد الدولي للاجئين.
وزير الخارجية المصري: السلام خيارنا الاستراتيجي ولن نكون شركاء في نكبة جديدة لفلسطين المصدر: