وكالة الأونروا: استمرار القصف الإسرائيلي يقتل المدنيين ويفاقم الكارثة الإنسانية في غزة

وأوضحت الوكالة الأممية، في آخر تحديث عن الوضع، أن السكان يعيشون ظروفا غير إنسانية، ويبحثون عن مأوى في أي مكان يمكنهم الوصول إليه، بما في ذلك المباني المتضررة أو المدمرة ومواقع الإيواء المكتظة والمناطق المفتوحة. “ولا يزال يتم الإبلاغ عن غارات على الأشخاص الذين يحتمون في المدارس والخيام وعلى الأشخاص الذين يحاولون الوصول إلى الغذاء أو غيره من أشكال المساعدة الإنسانية، ما أدى إلى وقوع إصابات جماعية، بما في ذلك بين الأطفال”.
وأفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، نقلا عن وزارة الصحة في غزة، بمقتل ما لا يقل عن 61,158 فلسطينيا في غزة وإصابة 151,442 آخرين بجروح، منذ بداية الحرب وحتى تاريخ 6 آب/أغسطس.
وفقا لتقرير أصدرته المفوضية السامية لحقوق الإنسان، “قتل ما يقرب من 1,400 شخص وأصيب أكثر من أربعة آلاف آخرين أثناء بحثهم عن الطعام. فيما قتل ما لا يقل عن 859 شخصا حول مواقع مؤسسة غزة الإنسانية منذ بدء عمليات المؤسسة في أواخر أيار/مايو 2025”.
وأكدت الأونروا مقتل ما يقرب من 350 من موظفيها منذ بدء الحرب.
عمليات الإنزال الجوي مستمرة
وأفادت وكالة الأونروا باستمرار عمليات الإنزال الجوي من عدة دول أعضاء، على الرغم من تحذيرات عدة هيئات دولية من أنها مكلفة للغاية وغير فعالة.
وقال المفوض العام للأونروا إن “عمليات الإنزال الجوي تكلف ما لا يقل عن 100 ضعف تكلفة الشاحنات التي تحمل ضعف كمية المساعدات التي تحملها الطائرات”. وأوضح أن الأونروا، أكبر وكالة تابعة للأمم المتحدة على الأرض، لديها ستة آلاف شاحنة محملة بالمساعدات عالقة خارج غزة في انتظار الضوء الأخضر للدخول.
وقال إن الأمم المتحدة، بما في ذلك الأونروا وشركاؤها، تمكنوا من إدخال 500 إلى 600 شاحنة يوميا خلال وقف إطلاق النار في وقت سابق من هذا العام، “حيث وصلت المساعدات إلى جميع سكان غزة بأمان وكرامة”.

انعدام الأمن الغذائي
وذكرت الأمم المتحدة أنها تملك مع شركائها ما يكفي من الغذاء خارج قطاع غزة لتوفير الغذاء لجميع سكان غزة البالغ عددهم 2,1 مليون نسمة لمدة ثلاثة أشهر على الأقل.
ولكن بسبب القيود الحالية التي تمنع دخول الإمدادات عن طريق البر، تم جمع 14 ألف طن متري من المساعدات الغذائية التي تم شراؤها من خلال آلية المساعدة التي تنسقها الأمم المتحدة من المعابر في شهر تموز/يوليو، في حين أن 62 ألف طن متري مطلوبة كل شهر لتغطية الاحتياجات الأساسية للمساعدة الغذائية الإنسانية.
وأفاد مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، نقلا عن وزارة الصحة في غزة، بتسجيل 193 حالة وفاة مرتبطة بسوء التغذية حتى 6 آب/أغسطس، من بينها 96 طفلا.
وفي شهر تموز/يوليو، من بين 136 ألف طفل تتراوح أعمارهم بين ستة أشهر وحتى 59 شهرا تم فحصهم، تم تحديد 11,877 طفلا على أنهم يعانون من سوء التغذية الحاد، وهو أعلى رقم شهري مسجل حتى الآن.
الاستجابة الصحية تواجه تحديات تشغيلية
وفقا لوكالة الاونروا، لا تزال الاستجابة الصحية في غزة تواجه تحديات تشغيلية شديدة، بما في ذلك الأضرار الجسيمة التي لحقت بالمرافق الصحية، ومقتل العاملين في المجال الطبي، والعقبات التي تحول دون التنقل الآمن داخل قطاع غزة، والقيود المفروضة على دخول الإمدادات الطبية والوقود الضروري.
ويجبر هذا الأمر المستشفيات القليلة المتبقية على ترشيد الموارد و/أو تعليق الخدمات الحيوية. وتعاني الخدمات الطبية التي تقدمها الأونروا من نقص حاد في الموارد.

أوامر النزوح
وذكرت وكالة الأونروا أن أكثر من 87 بالمئة من قطاع غزة يقع داخل المنطقة الخاضعة للسيطرة العسكرية الإسرائيلية أو تحت أوامر النزوح أو حيثما تداخلت هذه الأوامر وذلك حتى يوم 30 تموز 2025.
بحسب تقرير صادر عن مجموعة إدارة المواقع حول حركة السكان، فقد نزح 767,800 شخص منذ انهيار وقف إطلاق النار في 18 آذار/مارس 2025. ووفقا للتقرير، فإن حوالي 80% من التحركات المسجلة حديثا نشأت من محافظة خان يونس أو حدثت داخلها. وفقا للأمم المتحدة، نزح ما لا يقل عن 1,9 مليون شخص – أي حوالي 90 بالمئة من السكان – في جميع أنحاء قطاع غزة خلال الحرب.
الضفة الغربية
أما بشأن الوضع في الضفة الغربية، فقد أفادت الأونروا بأن عشرات الآلاف من لاجئي فلسطين لا يزالون نازحين بشكل قسري في شمال الضفة الغربية. ووفقا لآخر تقييم أجرته الأونروا، فإن حوالي 30 ألفا من سكان مخيمات نور شمس وطولكرم وجنين للاجئين غير قادرين على العودة إلى بيوتهم نتيجة للعملية العسكرية الإسرائيلية واسعة النطاق “الجدار الحديدي” المستمرة منذ كانون الثاني 2025.
في أعقاب مقتل أحد أفراد المجتمع الفلسطيني على يد مستوطن إسرائيلي في 28 تموز/تموز، ظل مجتمع اللاجئين البدو في أم الخير خاضعا لقيود إسرائيلية مشددة على الحركة، بما في ذلك الاعتقال الإداري لعدد من أفراد المجتمع وحجز جثة القتيل حتى وقت كتابة هذا التقرير، الذي غطى الفترة الواقعة بين 31 تموز/يوليو وحتى 6 آب/أغسطس 2025.
وكالة الأونروا: استمرار القصف الإسرائيلي يقتل المدنيين ويفاقم الكارثة الإنسانية في غزة المصدر: