30 عاما على منهاج بيجين: تراجع مقلق في حقوق المرأة عالميا

التقرير الذي أطلقته هيئة الأمم المتحدة للمرأة اليوم الخميس حمل عنوان “مراجعة حقوق المرأة بعد 30 عاما من بيجين”، ونُشر قبيل اليوم الدولي للمرأة في 8 آذار/مارس.
وكانت الدول الأعضاء في الأمم المتحدة قد وافقت على مراجعة التقدم المحرز في تنفيذ منهاج عمل بيجين، وبناء على ذلك تمت دعوة هذه الدول لتقديم تقارير إلى هيئة الأمم المتحدة للمرأة. ونيابة عن الأمين العام، قامت الهيئة بتجميع هذه التقارير – الواردة من 159 حكومة – في موقف عالمي وتقييم عالمي لحالة المساواة بين الجنسين ووضع النساء والفتيات في جميع أنحاء العالم”.
ولحظة إطلاق التقرير تحدث إلى الصحفيين في نيويورك كل من سارة هندريكس، مديرة قسم السياسات والبرامج والدعم الحكومي الدولي في هيئة الأمم المتحدة للمرأة، وبابا سيك، رئيس قسم البحوث والبيانات في هيئة الأمم المتحدة للمرأة
مقتل امرأة كل 10 دقائق
وذكر التقرير أن ما يقرب من ربع الحكومات في جميع أنحاء العالم أبلغت عن هجمات ضد حقوق المرأة في عام 2024.
وأفاد التقرير بأن النساء لم يترأسن سوى 87 دولة، وتُقتل امرأة أو فتاة كل 10 دقائق على يد شريك أو فرد من عائلتها. وتنشر التكنولوجيا الرقمية والذكاء الاصطناعي صورا نمطية ضارة، بينما تحد الفجوة الرقمية بين الجنسين من فرص المرأة.

سياق عالمي صعب
وقال بابا سيك، رئيس قسم البحوث والبيانات في هيئة الأمم المتحدة للمرأة إن التقرير يسلط التقرير الضوء على السياق العالمي المتزايد الصعوبة. فقد أثرت الأزمات المعقدة، بما فيها جائحة كـوفيد-19 والصراعات وتغير المناخ، بشكل كبير على المساواة بين الجنسين. فقد أدت الجائحة إلى زيادة في العنف المنزلي وفقدان النساء لوظائفهن بشكل غير متناسب.
وزاد عدد النساء اللائي يعشن في مناطق الصراع بأكثر من 50% منذ عام 2010، مع زيادة بنسبة 50% في العنف الجنسي المرتبط بالصراع في عام 2022. يهدد تغير المناخ بدفع 256 مليون امرأة وفتاة إلى انعدام الأمن الغذائي بحلول عام 2050.

تقدم ينبغي الاعتراف به
من جانب آخر، يظهر التقرير تقدما منذ صدور إعلان بيجين سنة 1995. فقد تم تحقيق التكافؤ في تعليم الفتيات وانخفضت وفيات الأمهات بمقدار الثلث. وتضاعف تمثيل المرأة في البرلمانات، وتواصل البلدان إزالة القوانين التمييزية، مع 1531 إصلاحا قانونيا بين عامي 1995 و2024 في 189 دولة وإقليم.
ويثبت التقرير أنه عندما يتم دعم حقوق المرأة بشكل كامل في بلدانها وأسرها ومجتمعاتها واقتصاداتها، فإنها تزدهر.ومع ذلك، لا تزال هناك حاجة إلى جهود كبيرة لتحقيق المساواة بين الجنسين وتقريبنا من خطة التنمية المستدامة لعام 2030.

6 إجراءات لضمان النجاح
تحدثت سارة هندريكس عن “الهجمات العنيفة المتزايدة” ضد المساواة بين الجنسين، قائلة إن “جهات فاعلة مناهضين للحقوق، يتم تمويلها وتنسيقها بشكل جيد، تعمل بنشاط على تقويض الإجماع، طويل الأمد، حول قضايا حقوق المرأة”. مما يعيق التنفيذ القانوني والسياسي.
استجابة لذلك، تقترح هيئة الأمم المتحدة للمرأة “منهاج عمل بيجين + 30″، الذي يدعو إلى اتخاذ إجراءات ملموسة لتسريع التقدم نحو أهداف التنمية المستدامة. ودعا التقرير أيضا إلى التركيز على ستة إجراءات هي:
- ثورة رقمية لجميع النساء والفتيات،
- الحرية من الفقر.
- القضاء على العنف.
- سلطة كاملة ومتساوية في اتخاذ القرار.
- السلام والأمن.
- العدالة المناخية.
عام محوري للنساء
وأوضح التقرير أن وضع الشابات والفتيات في صميم جهودنا هو أفضل طريقة لضمان النجاح، اليوم وغدا، مشيرا إلى أن هذه الإجراءات لديها القدرة على إطلاق العنان للتقدم في حقوق المرأة وإعادتنا إلى المسار الصحيح لخطة 2030.
ووصفت سارة هندريكس عام 2025 بأنه محوري للنساء والفتيات، وهو أيضا عام يشهد تداعيات سلبية عنيفة وأزمات لا مثيل لها، داعية إلى أن ندفع بحقوق المرأة إلى الأمام لخلق عالم تتمتع فيه جميع النساء والفتيات بحقوق وفرص متساوية.
30 عاما على منهاج بيجين: تراجع مقلق في حقوق المرأة عالميا المصدر: