اخر الاخبار

90% من سكان غزة أصبحوا مشردين وإسرائيل ترفض الدولة الفلسطينية

بينما تتسارع الجهود الدولية لإحياء مسار حل الدولتين، جدد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، معارضته الشديدة لإقامة دولة فلسطينية، معتبرًا أنها «مكافأة للإرهاب»، وتهديد لأمن إسرائيل، وتصريح نتنياهو جاء خلال مكالمة هاتفية مع الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، الذي أكد في المقابل سعي بلاده للاعتراف الرسمي بدولة فلسطينية بحلول يونيو المقبل، بالتزامن مع مؤتمر دولي ترعاه باريس والرياض.

وبينما تتباعد المواقف السياسية على طاولة الدبلوماسية، تواصل آلة الحرب الإسرائيلية حصد الأرواح في قطاع غزة، واستهداف المستشفيات، وبحسب آخر حصيلة أصدرتها وزارة الصحة في غزة، تجاوز عدد القتلى الفلسطينيين منذ بداية الحرب أكثر من 51 ألفًا، غالبيتهم من النساء والأطفال، وتشير التقديرات إلى أن نحو %90 من سكان القطاع أصبحوا مشردين.

ماكرون يدفع نحو الاعتراف

وفي ظل هذه التطورات الدامية، تستمر المساعي الأوروبية لإعادة إحياء عملية السلام، فقد شدد ماكرون خلال الاتصال مع نتنياهو على ضرورة التوصل إلى وقف لإطلاق النار، وإطلاق سراح الرهائن، واستئناف تدفق المساعدات الإنسانية إلى غزة، دون أن يتراجع عن موقفه بشأن الاعتراف الوشيك بدولة فلسطينية، لكن نتنياهو، الذي يواجه ضغوطًا داخلية متصاعدة، جدّد موقفه المتشدد، محذرًا من أن إقامة دولة فلسطينية سيعني وجود «كيان إرهابي على بُعد كيلومترات من تل أبيب والقدس»، وفق وصفه.

اقراء ايضا  المسجد الحرام.. مراكز وخدمات صحية وإسعافية لخدمة ضيوف الرحمن

انهيار شامل

واستهدفت غارة جوية، صباح اليوم، المستشفى الكويتي الميداني في منطقة المواصي غرب خان يونس، ما أسفر عن مقتل مسعف وإصابة تسعة آخرين، بينهم حالتان وُصفتا بالحرجتين، وفقًا لما أفاد به المتحدث باسم المستشفى، صابر محمد، والمستشفى يقع في منطقة مكتظة بالنازحين الذين فرّوا من القصف في شمال القطاع، ويعد أحد المرافق القليلة التي ما زالت تقدم خدمات طبية للمدنيين وسط الانهيار الشامل للقطاع الصحي.

ويأتي القصف الجديد بعد يومين فقط من هجوم مماثل طال مستشفى الأهلي شمال غزة، آخر المراكز الطبية المتخصصة بالرعاية الحرجة في المنطقة، حيث أُجبر الطاقم الطبي والمرضى على الإخلاء تحت القصف، ما أدى إلى وفاة مريض وتدمير أقسام حيوية، بينها الطوارئ والصيدلية.

ورغم تأكيدات الجيش الإسرائيلي المتكررة بأن تلك المنشآت تُستخدم من قبل حركة حماس لأغراض عسكرية، إلا أن الأطباء والعاملين في القطاع الصحي ينفون تلك المزاعم، ويؤكدون أن إسرائيل تنتهك القانون الدولي الإنساني عبر استهداف المدنيين والمنشآت الصحية.

استهداف متكرر

والهجوم على المستشفى الكويتي يأتي بعد يومين فقط من غارة مماثلة شنّتها القوات الإسرائيلية على مستشفى الأهلي في شمال القطاع، وهو آخر منشأة تقدم رعاية حرجة في المنطقة، وأسفر ذلك القصف عن وفاة مريض أثناء الإخلاء، وتدمير قسم الطوارئ والصيدلية ومبانٍ مجاورة، وفقًا لإدارة المستشفى.

وأدانت أبرشية القدس الأسقفية، التي تشرف على مستشفى الأهلي، الاستهداف واعتبرته انتهاكًا واضحًا للقانون الدولي الإنساني.

وتزعم إسرائيل أن بعض المستشفيات تُستخدم من قبل حماس كمراكز قيادة وتحكّم، إلا أن العاملين في القطاع الصحي ينفون هذه الاتهامات، ويؤكدون أن تلك المزاعم لا تبرر القصف المتكرر الذي دمّر جزءًا كبيرًا من النظام الصحي في غزة.

جبهة لبنان

وعلى جبهة أخرى، أعلنت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، أن 71 مدنيًا لبنانيًا -بينهم 14 امرأة وتسعة أطفال- قُتلوا في غارات إسرائيلية منذ بدء سريان وقف إطلاق النار في 27 نوفمبر الماضي، في الحرب الدائرة بين إسرائيل وحزب الله.

اقراء ايضا  "معرض الشرق الأوسط للتعليم والتدريب" ينطلق في دورته الخامسة

وأشار المتحدث باسم المفوضية، ثمين الخيطان، إلى أن الضربات الإسرائيلية أصابت البنية التحتية المدنية، من منازل ومستشفيات وطرق ومرافق عامة، متهمًا إسرائيل بخرق اتفاق وقف النار واحتلال خمس نقاط إستراتيجية جنوب لبنان.

وتزامن ذلك مع إطلاق محدود من الجانب اللبناني، شمل صواريخ وقذائف هاون وطائرات مسيرة، دون تسجيل إصابات إسرائيلية حتى الآن.

معارضة بنيامين نتنياهو لقيام دولة فلسطينية

1 – اعتبار الدولة الفلسطينية «مكافأة للإرهاب»:

يرى نتنياهو أن إنشاء دولة فلسطينية بعد هجمات 7 أكتوبر يعد بمثابة مكافأة لما يصفه بـ«الإرهاب»، ويعتقد أن ذلك سيشجع الجماعات المسلحة.

2 – مخاوف أمنية إستراتيجية:

يعتبر أن قيام دولة فلسطينية سيؤدي إلى إقامة «كيان معادٍ» على مقربة من المدن الإسرائيلية الكبرى، مثل تل أبيب والقدس، ما يشكل خطرًا مباشرًا على أمن إسرائيل.

3 – رفض الضغوط الدولية:

يرفض نتنياهو التوجه الأوروبي والدولي المتزايد نحو الاعتراف الأحادي بالدولة الفلسطينية، ويصفه بأنه لا يخدم السلام بل يعقّد المفاوضات.

4 – غياب الثقة بالقيادة الفلسطينية:

يشكك في قدرة أو نية السلطة الفلسطينية، أو أي جهة فلسطينية، في ضمان نزع سلاح الجماعات المسلحة أو الالتزام باتفاقات سلام مستدامة.

5 – رؤية أمنية تقود الدبلوماسية:

يؤكد أن الأولوية بالنسبة لإسرائيل هي «القضاء على البنية العسكرية لحماس»، وليس التفاوض على حلول دائمة في الوقت الراهن.

6 – رفض حل الدولتين:

على الرغم من الدعم الدولي الواسع لهذا الحل، يعارضه نتنياهو علنًا، ويكرر أنه سيؤدي إلى تفكيك إسرائيل تدريجيًا من الداخل.


90% من سكان غزة أصبحوا مشردين وإسرائيل ترفض الدولة الفلسطينية المصدر:

زر الذهاب إلى الأعلى
إنضم لقناتنا على تيليجرام