في يوم التضامن، شهادات فلسطينية في الأمم المتحدة تسلط الضوء على محنة غزة والضفة الغربية

مصعب أبو توهة شاعر وكاتب فلسطيني فائز بجائزة بوليتزر “للتعليق الصحفي” لعام 2025، عن سلسلة مقالات مؤثرة نُشرت في مجلة “نيويوركر” توثق بعمق المعاناة اليومية للفلسطينيين في قطاع غزة خلال الحرب.
شارك أبو توهة في الفعالية الأممية ممثلا للمجتمع المدني، مستعرضا تجربته الشخصية بوصفه لاجئا نجا من الأشهر الأولى مما وصفها بـ”إبادة جماعية مستمرة”. وقال إنه تعرض “للاختطاف والتعذيب والاعتداء الجنسي على يد القوات الإسرائيلية”.
وأكد أبو توهة أن الفلسطينيين ليسوا بحاجة إلى خطة سلام أخرى، بل إلى خطة عدالة تضمن المساءلة وتقرير المصير الحقيقي. وقرأ قصائد عبّر فيها عن صدمة الحرب، وتدمير المنازل، وفقدان الأحبة، وغياب الملاذ الآمن، وحث المجتمع الدولي على اتخاذ إجراءات جادة تتجاوز مجرد الخطابات.
أصوات الصحفيين الفلسطينيين
في الفعالية أيضا، وجّهت الصحفية الفلسطينية شروق العيلة – أرملة الصحفي رشدي السراج الذي قُتل في غزة – رسالة مسجلة من قطاع غزة تحدثت فيها عن معاناتها كصحفية وأم، وعن طفلتهما التي كانت في عمر 11 شهرا عند مقتل والدها، وكيف سحبتها من تحت الأنقاض مرتين.
وصفت الواقع القاسي في غزة، من القصف المستمر وانعدام الأمان واستهداف الصحفيين، إلى العيش في الخيام وفقدان المنازل.
وأكدت الحاجة الملحّة لدخول الصحفيين الأجانب إلى غزة لنقل الحقيقة، مشيرة إلى استمرار القيود رغم وقف إطلاق النار. وشددت على أن معاناة الفلسطينيين مستمرة، داعية إلى سماع صوتها باعتباره واحدا من ملايين الأصوات. تدير شروق العيلة شركة “عين ميديا” التي أسسها زوجها القتيل.
إقامة دولة للفلسطينيين حق أصيل
الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش قال إننا نجتمع اليوم لنؤكد على حقيقة بسيطة: للشعب الفلسطيني الحق في الكرامة والعدالة وتقرير المصير. ومع ذلك، على مدار العامين الماضيين، انتُهكت هذه الحقوق بشكل لا يُصدق.
وقال – في رسالة قرأها رئيس ديوانه كورتيناي راتراي – إن اتفاق وقف إطلاق النار يوفر بصيص أمل. ويُعد اعتماد مجلس الأمن للقرار بشأن غزة خطوة مهمة في ترسيخه. وقال إن من الضروري ترجمة هذا الزخم الدبلوماسي إلى تقدم ملموس وملحّ على الأرض.
وأكد أن الأونروا تظل شريان حياة لملايين الفلسطينيين، داعيا المجتمع الدولي إلى دعم الوكالة في الضفة الغربية المحتلة، وفي غزة، وفي عملها مع اللاجئين الفلسطينيين في جميع أنحاء المنطقة”.
وشدد على أن أن إقامة الدولة للفلسطينيين حق أصيل. وجدد دعوته لإنهاء الاحتلال غير القانوني للأرض الفلسطينية ولإحراز تقدم لا رجعة فيه نحو حل الدولتين، بما يتماشى مع القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة.
“لنساعد غرسة الزيتون على الازدهار من جديد”
الأمين العام تطرق إلى العديد من الاعتداءات التي تعرض لها الفلسطينيون أثناء قطفهم محاصيل الزيتون في الضفة الغربية المحتلة: “من الصعب ألا تلفت هذه المفارقة الانتباه: رمز السلام هذا – الشجرة الأصلية في الشرق الأوسط، والمشهورة عالميا، والتي تتوسط علم الأمم المتحدة – يتم تدنيسه. وهي مفارقة تجسد الكيفية التي اختبرت بها هذه المأساة المعايير التي أرشدت المجتمع الدولي لعقود طويلة. يمكن أن يتحقق الأمل. الأمل في أن يستيقظ الأطفال الفلسطينيون والإسرائيليون ذات يوم على عالم بلا خوف”.
ودعا بمناسبة هذا اليوم الدولي إلى أن “نحول هذا الأمل إلى فعل، ولنساعد غرسة الزيتون على الازدهار من جديد. من أجل العدالة، من أجل الإنسانية، ومن أجل السلام”.
تقرير المصير حق وليس امتيازا
اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني يتزامن هذا العام مع مرور 78 عاما على قرار الجمعية العامة 181، الذي أصبح يعرف باسم قرار التقسيم. وقالت رئيسة الجمعية العامة، أنالينا بيربوك: “بعد ثمانية وسبعين عاما، لم تُقبل فلسطين بعد في الأمم المتحدة كعضو كامل العضوية. ثمانية وسبعون عاما، حرمنا خلالها الشعب الفلسطيني من حقوقه غير القابلة للتصرف، ولا سيما حقه في تقرير المصير”.
وأكدت أن تقرير المصير ليس امتيازا يُكتسب، بل هو حق يجب الحفاظ عليه – “فلا خيار آخر سوى إعمال هذا الحق للشعب الفلسطيني”. وقالت إن الإسرائيليين والفلسطينيين لن يتمكنوا من العيش في سلام وأمن وكرامة دائمة إلا عندما يعيشون جنبا إلى جنب في دولتين مستقلتين تتمتعان بالسيادة، بحدود معترف بها من الطرفين، وتكامل إقليمي كامل.
وشددت المسؤولة الأممية على ضرورة تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار بجميع مراحله، بما يؤدي إلى إنهاء دائم للأعمال العدائية، بما في ذلك وضع خطة سياسية؛ وتسليم حماس لسلاحها؛ وانسحاب الجيش الإسرائيلي بالكامل؛ ووقف توسيع المستوطنات وهدمها في الضفة الغربية، وتوحيد الضفة الغربية وغزة. “لا يمكننا تجاهل الحقائق على الأرض، حيث يُقتل المدنيون مرة أخرى في غزة الآن”.
رئيسة الجمعية العامة تطرقت إلى زيارتها الأخيرة إلى مجمع الثمامة في الدوحة حيث التقت بأطفال تم إجلاؤهم من غزة وهم يتلقون العلاج الآن في الدوحة: “أطفال فقدوا أذرعهم وأرجلهم وآباءهم وأشقاءهم، لقد فقدوا كل شيء وما زالوا يحاولون الابتسام. يحاولون تجاوز محنتهم بطريقة ما”.
رسالة شكر للدول الأعضاء
الرئيس الفلسطيني محمود عباس (في رسالة قرأها السفير رياض منصور): أكد أن يوم التضامن يأتي والشعب الفلسطيني يواجه “تبعات حرب الإبادة الجماعية التي تشنها إسرائيل”، موجها الشكر للدول التي اتخذت “إجراءات سياسية وقانونية وعملية لوقف هذه الحرب”.
“صوت هند رجب”
يشار إلى أن الفعالية نظمتها لجنة الأمم المتحدة المعنية بممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف، برئاسة السفير كولي سيك الممثل الدائم للسنغال لدى الأمم المتحدة.
ومن المقرر أن تُختتم فعاليات إحياء الذكرى في 4 كانون الأول/ديسمبر بعرض الفيلم الوثائقي “صوت هند رجب” في مقر الأمم المتحدة. ويليه نقاش مع المخرجة المرشحة لجائزة الأوسكار كوثر بن هنية.
أدناه، يمكنكم متابعة تفاصيل الفعالية عبر موقع البث الشبكي للأمم المتحدة – بالترجمة الفورية إلى العربية.
في يوم التضامن، شهادات فلسطينية في الأمم المتحدة تسلط الضوء على محنة غزة والضفة الغربية المصدر:











