الأمم المتحدة تسلط الضوء على الفجوات التنموية المتسعة بين الدول في عصر الذكاء الاصطناعي


في تقرير صدر اليوم الثلاثاء، أشار البرنامج إلى أنه في حين يفتح الذكاء الاصطناعي آفاقا جديدة ومهمة للتنمية، فإن الدول تبدأ هذا التحول من مواقع شديدة التفاوت مما يخلق تباينا شاسعا في قدرتها على جني الفوائد وإدارة المخاطر. ودعا إلى اتخاذ إجراءات سياسية قوية لإنشاء مسار للتقدم المشترك مع تسارع تطور تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي.
وحذر التقرير من أنه بدون خيارات سياسية مدروسة وشاملة، قد يتسبب الذكاء الاصطناعي في تآكل المكاسب التي حققتها العديد من البلدان منخفضة الدخل في العقود الأخيرة في مجالات الصحة والتعليم والدخل.
مثال منطقة آسيا والمحيط الهادئ
يركز التقرير على منطقة آسيا والمحيط الهادئ، التي هي في قلب التحول العالمي نحو الذكاء الاصطناعي. ووفقا لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، المنطقة موطن لأكثر من نصف مستخدمي الذكاء الاصطناعي حول العالم، وهي توسع نطاق ابتكاراتها بسرعة. فالصين وحدها تمتلك ما يقرب من 70 في المائة من براءات اختراع الذكاء الاصطناعي العالمية، بينما تستضيف ست دول أكثر من 3100 شركة ذكاء اصطناعي ممولة حديثا.
وقالت كاني ويغناراجا، المديرة الإقليمية لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في آسيا والمحيط الهادئ: “يتقدم الذكاء الاصطناعي بسرعة، ولا تزال العديد من الدول في خط البداية. تسلط تجربة آسيا والمحيط الهادئ الضوء على مدى سرعة ظهور الفجوات بين أولئك الذين يشكلون الذكاء الاصطناعي وأولئك الذين يشكلهم”.
أشار البرنامج أن ملايين الوظائف، وخاصة تلك التي تشغلها النساء والشباب، تواجه خطرا كبيرا للأتمتة، إذا لم تتم مراعاة المبادئ الأساسية للحوكمة الأخلاقية والشاملة للذكاء الاصطناعي.
ووجد التقرير أن الوظائف التي تشغلها النساء معرضة للأتمتة أكثر بمرتين تقريبا من وظائف الرجال، وأن توظيف الشباب آخذ في الانخفاض بالفعل في الأدوار ذات التعرض العالي للذكاء الاصطناعي، وخاصة لمن تتراوح أعمارهم بين 22 و25 عاما، مما يهدد المسارات المهنية المبكرة.
الجاهزية الرقمية
وأكد البرنامج أن الجاهزية الرقمية تتفاوت بشكل كبير في أنحاء المنطقة، حيث تقوم دول مثل سنغافورة وكوريا الجنوبية والصين باستثمارات كبيرة في البنية التحتية ومهارات الذكاء الاصطناعي، بينما لا تزال دول أخرى تعمل على تعزيز الوصول الرقمي الأساسي ومحو الأمية الرقمية.
وشدد التقرير على أن بناء هذه القدرات الرقمية سيكون حاسما لضمان استفادة جميع البلدان من الفرص التي يتيحها الذكاء الاصطناعي.
وقال فيليب شيليكينز، كبير الاقتصاديين في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ: “إن نقطة الضعف الرئيسية في عصر الذكاء الاصطناعي هي القدرة. فالدول التي تستثمر في المهارات والقدرات الحاسوبية وأنظمة الحوكمة الرشيدة ستستفيد، بينما تواجه دول أخرى خطر التخلف عن الركب”.
الأمم المتحدة تسلط الضوء على الفجوات التنموية المتسعة بين الدول في عصر الذكاء الاصطناعي المصدر:











