يوم الصحة العالمي: لماذا يجب أن تكون صحة المرأة والمواليد أولوية؟

الحملة – التي أطلقتها منظمة الصحة العالمية تزامنا مع اليوم العالمي للصحة الموافق 7 نيسان/أبريل – تحث الحكومات والمجتمع الصحي على تكثيف الجهود لإنهاء وفيات الأمهات والمواليد التي يمكن الوقاية منها، وإعطاء الأولوية لصحة المرأة ورفاهها على المدى الطويل.
وقالت المنظمة إن النساء والأسر في كل مكان تحتاج إلى رعاية عالية الجودة تدعمهن جسديا وعاطفيا، قبل الولادة وأثناءها وبعدها. وأكدت ضرورة أن تتطور النظم الصحية لإدارة العديد من المشاكل التي تؤثر على صحة الأم والوليد، والتي لا تقتصر على المضاعفات المتعلقة بالولادة مباشرة، بل تشمل أيضا حالات الصحة النفسية والأمراض غير السارية وتنظيم الأسرة.
النساء والصراعات
ارتفعت نسبة النساء والفتيات العالقات في مناطق النزاع بشكل كبير في العام الماضي، حيث تشكل النساء الآن 40 في المائة من جميع وفيات المدنيين في النزاعات المسلحة.
وتعيش أكثر من 600 مليون امرأة وفتاة في مناطق متضررة من العنف، وهي زيادة مقلقة بنسبة 50 في المائة منذ عام 2017.
كما تتحمل النساء والفتيات عبئا ثقيلا على الصحة العقلية في مناطق الصراعات، بما فيها غزة والسودان وأفغانستان وأوكرانيا، حيث يعاني ملايين الأشخاص من اضطراب ما بعد الصدمة، والقلق، والاكتئاب، والصدمات النفسية، مع محدودية فرص الحصول على الدعم والرعاية.
وفي غزة، تواجه النساء والفتيات، اللواتي يعشن تحت الحصار والتهديد المستمر بالعنف، مستويات شديدة من الخوف والصدمة والإرهاق.
وتُظهر بيانات هيئة الأمم المتحدة للمرأة أن 75 في المائة منهن يعانين من الاكتئاب المنتظم، و62 في المائة لا يستطعن النوم، و65 في المائة يعانين من الكوابيس والقلق، وتُترك معظمهن لمواجهة تلك الظروف بمفردهن.
وقالت أم حامل لثلاثة أطفال، تبلغ من العمر 27 عاما، من خان يونس: “صحتي العقلية والنفسية متدهورة. أحيانا أذهب إلى الحمام لأبكي، وأبكي حتى أشعر بتحسن”. وأضافت “لم أُعطِ صحتي الأولوية لأنني الراعي الرئيسي لأطفالي، وأتولى دور الأب والأم”.
تأثير نقص التمويل
المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أفادت بأن أزمة التمويل الإنساني الحالية، التي تفاقمت بسبب انخفاض الإنفاق الصحي في الدول المضيفة، تؤثر على نطاق وجودة برامج الصحة العامة والتغذية للاجئين والمجتمعات المضيفة.
ففي الأردن على سبيل المثال، تواجه 335,000 امرأة في سن الإنجاب خطر فقدان خدمات رعاية الأمومة الأساسية. وبدون تمويل كافٍ، ستختفي خدمات رعاية ما قبل الولادة والولادة الآمنة وصحة المواليد الجدد.
وفي بنغلاديش، يواجه حوالي مليون لاجئ من الروهينغا أزمة صحية حادة بسبب تجميد التمويل، مما يهدد حصولهم على الخدمات الطبية الأساسية. وفي البرامج التي تدعمها مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، قد تفقد أكثر من 40 ألف امرأة حامل إمكانية الحصول على رعاية ما قبل الولادة الأساسية، مع تعرض خمسة آلاف امرأة لخطر الولادة في ظروف غير آمنة.
وفاة كل دقيقتين
وأظهر تقرير أممي آخر صدر اليوم تحت عنوان “اتجاهات وفيات الأمهات”، انخفاضا عالميا بنسبة 40 في المائة في وفيات الأمهات بين عامي 2000 و2023، ويعزى ذلك إلى حد كبير إلى تحسن الوصول إلى الخدمات الصحية الأساسية.
ومع ذلك، يكشف التقرير – الذي أصدرته عدد من وكالات الأمم المتحدة – أن وتيرة التحسن قد تباطأت بشكل ملحوظ منذ عام 2016، وأن ما يُقدّر بنحو 260 ألف امرأة توفين في عام 2023 نتيجة مضاعفات الحمل أو الولادة، أي ما يُعادل تقريبا حالة وفاة واحدة بين الأمهات كل دقيقتين.
وقالت الوكالات الأممية إن هذا التقرير يأتي في الوقت الذي تُحدث فيه تخفيضات التمويل الإنساني آثارا شديدة على الرعاية الصحية الأساسية في أجزاء كثيرة من العالم، مما يُجبر البلدان على تقليص الخدمات الحيوية لصحة الأم والوليد والطفل.
وحذر التقرير من أنه إذا لم تُتخذ إجراءات عاجلة، فإن النساء الحوامل في العديد من البلدان سيواجهن عواقب وخيمة، لا سيما في البيئات الإنسانية حيث تكون وفيات الأمهات مرتفعة بالفعل بشكل مُقلق.

مستشارة للصحة العقلية والدعم النفسي الاجتماعي تابعة للمنظمة الدولية للهجرة تلتقي مجموعة من النساء في ولاية باكتيكا، أفغانستان.
ضرورة لا رفاهية
وشددت هيئة الأمم المتحدة للمرأة على أنه بالنسبة للنساء والفتيات في مناطق النزاع، تُعدّ رعاية الصحة النفسية حاجة ماسة، وليست ترفا. يعتمد التعافي والكرامة والبقاء على قيد الحياة على الوصول إلى رعاية الصدمات النفسية، والاستشارات النفسية، والخدمات المجتمعية.
وأضافت أنه مع استمرار الصراعات في تدمير المجتمعات، أصبحت الحاجة إلى دعم الصحة النفسية أكثر إلحاحا من أي وقت مضى.
وأكدت على ضرورة استثمار الدول في الصحة النفسية كجزء أساسي من الاستجابة الإنسانية، لا سيما في حالات النزاع، داعية الحكومات إلى الاستماع والتحرك.
يوم الصحة العالمي: لماذا يجب أن تكون صحة المرأة والمواليد أولوية؟ المصدر: