“إنهاء العنصرية” و”ذكاء اصطناعي يعزز المساواة”، رسالة المنتدى المعني بالمنحدرين من أصل أفريقي

رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة فيليمون يانغ كان أول المتحدثين في الجلسة الافتتاحية للمنتدى الذي بدأ اليوم الاثنين ويستمر حتى 17 نيسان/أبريل، حيث قال “إنه لأمر مُشجع أن نرى هذا التجمع القوي. إنه لأمر مُناسب بالفعل لواحدة من أبرز منصات الأمم المتحدة المُكرسة لأصوات وحقوق المنحدرين من أصل أفريقي”.
وأكد يانغ على أهمية هذا المنتدى في إثراء المداولات الحاسمة، التي تفرض التأمل في الندوب العميقة التي خلفتها العبودية والاستعمار وتجارة الرقيق عبر المحيط الأطلسي، وفي إرث العنصرية والتمييز العنصري وكراهية الأجانب وما يتصل بذلك من تعصب.
وأشار إلى إطلاق العقد الدولي الثاني للمنحدرين من أصل أفريقي باعتباره إنجازا مهما، مؤكدا على الالتزام العالمي بالعدالة والاعتراف بالحقوق والتنمية.
موضوع منتدى هذا العام هو “أفريقيا والمنحدرون من أصل أفريقي: متحدون من أجل العدالة التعويضية في عصر الذكاء الاصطناعي”. ويهدف إلى تناول العدالة التعويضية للإرث التاريخي للرق والاستعمار، مع التركيز على تأثيرها في العصر الرقمي الحالي، حيث قد تكرر التقنيات الناشئة أوجه عدم المساواة المنهجية.
وشدد رئيس الجمعية العامة على أهمية ضمان ألا تعزز التقنيات الناشئة، مثل الذكاء الاصطناعي، العنصرية أو الإقصاء المنهجي.
وأوضح أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يكون أداة للنهوض بالمساواة العرقية، ولكن فقط إذا طُوِر وأُدير بطرق تعزز حقوق الإنسان وتضمن تكافؤ الفرص.
ويلات العنصرية
وقال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش في كلمة ألقاها نيابة عنه رئيس ديوان مكتبه، إيرل كورتيناي راتراي: “لا نزال نشهد ويلات العنصرية، التي تفسد الحياة وتلطخ المجتمعات”، مؤكدا أن المنحدرين من أصل أفريقي لا يزالون يواجهون الظلم والاقصاء والتفرقة الممنهجة والعنف.
وأشار راتراي إلى أن المنتدى قد أُنشئ لإسماع أصوات المنحدرين من أصل أفريقي وتسريع التقدم نحو الكرامة والعدالة والمساواة. وقال إن الأهداف الأساسية تشمل الحاجة إلى أطر عدالة تعويضية تستند إلى القانون الدولي لحقوق الإنسان، وتُطوَر بمشاركة فعالة من المجتمعات المتضررة.
وحث على اتخاذ إجراءات دولية لضمان أن تعزز تقنيات الذكاء الاصطناعي المساواة والشمول والعدالة الرقمية، داعيا أيضا إلى الاستثمار في تنمية القدرات لتمكين المنحدرين من أصل أفريقي من صياغة تقنيات الذكاء الاصطناعي وإدارتها.
وشدد على أهمية مواصلة الجهود لمكافحة العنصرية بجميع أشكالها، لا سيما تلك المتجذرة في القوانين والسياسات والمؤسسات، داعيا الدول على الوفاء بالتزاماتها بموجب إعلان وبرنامج عمل ديربان الذي يعد خطة أممية لمكافحة العنصرية والتمييز العنصري وكراهية الأجانب وما يتصل بذلك من تعصب على الصعيد العالمي.
الوعد بإنهاء التمييز العنصري
مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك وجه رسالة فيديو مسجلة للمنتدى تطرق فيها إلى مرور ستين عاما على اعتماد الاتفاقية الدولية للقضاء على جميع أشكال التمييز العنصري، مشيرا إلى التقدم المحرز منذ ذلك الوقت. لكنه أكد أن “الوعد بإنهاء التمييز العنصري لم يتحقق بعد”.
وأشار إلى الانتهاكات المستمرة لحقوق الإنسان المتجذرة في العنصرية المنهجية التي تؤثر على جميع مناحي حياة المنحدرين من أصل أفريقي.
وأشار تورك إلى “مساهمة التقنيات الرقمية في ترسيخ هذه المظالم”. وشدد على أنه يجب على الدول والشركات والجامعات والجماعات الدينية وغيرها الاعتراف بما فعلته لترسيخ الاستعباد والاستعمار والاستفادة منهما.
وأكد أن “العدالة التعويضية تتعلق بكشف حقيقة تاريخنا المشترك والتصالح معها”. وحث على اتخاذ إجراءات من خلال الاعتراف والاعتذار والتعويضات والإصلاحات التعليمية.
وكشف عن أن تقريره الذي سيقدمه إلى مجلس حقوق الإنسان في أيلول/سبتمبر سيركز على العدالة التعويضية، مضيفا: “آمل أن يساعد (التقرير) الدول والجهات الأخرى في جهودها الرامية إلى إحراز تقدم في هذه القضية”.
دور في معالجة عدم المساواة
وتحدثت المديرة التنفيذية لصندوق الأمم المتحدة للسكان، الدكتورة ناتاليا كانيم عن دور الصندوق في معالجة أوجه عدم المساواة، حيث يساعد البلدان على تصنيف بيانات السكان حسب العرق والانتماء العرقي “لرفع غطاء الإخفاء عن الفئات التي غالبا ما يتم إهمالها”.
وأشارت إلى أنه بدعم من الصندوق تدرج 22 دولة في أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي التعريف الذاتي للهوية في تعداداتها السكانية.
وأضافت كذلك أن الصندوق يتخذ إجراءات لمعالجة التفاوتات في الصحة الإنجابية، منبهة إلى أن النساء والفتيات المراهقات من أصل أفريقي هن الأكثر عرضة لخطر وفيات الأمهات والحمل في سن المراهقة.
“إنهاء العنصرية” و”ذكاء اصطناعي يعزز المساواة”، رسالة المنتدى المعني بالمنحدرين من أصل أفريقي المصدر: