منتدى الشباب: دعوة لمشاركة “قادة اليوم وليس الغد” من أجل مستقبل أكثر استدامة

وقالت الشابة المغربية التي مثلت “المجموعة الرئيسية للأطفال والشباب” إن موضوع منتدى هذا العام وهو “الشباب في الطليعة: تسخير العلوم والإدماج الاجتماعي لتحقيق التنمية المستدامة”، “ليس شعارا. بل رسالة، ودعوة إلى العمل”.
والمجموعة الرئيسية للأطفال والشباب هي آلية معتمدة من الجمعية العامة للأمم المتحدة، “وهي ذاتية التنظيم لتمكين الشباب من المشاركة بشكل هادف في عمليات محددة بالأمم المتحدة”. وتقول المجموعة إنها “جسر بين الشباب ومنظومة الأمم المتحدة” لضمان حقهم في المشاركة المجدية في مختلف الأنشطة.
استهلت أميمة مخلوك كلمتها بالحديث عن تجربة ولادة ابنها آدم والتي أُتيحت بفضل جراحة قيصرية أنقذت حياتها وطفلها، مضيفة “مع ذلك، لا تتاح لجميع الأمهات نفس الفرصة”، مُشاركة قصة علا، وهي أم شابة في غزة أنجبت تحت القصف.
وقالت مخلوك: “الولادة الآمنة لا يُمكن أن تكون امتيازا. يجب أن تكون حقا للجميع”. ودعت إلى الاستثمار في قوة الشباب بدلا من الحرب.
واقترحت أربع خطوات بهذا الشأن منها الاستمرار في تقوية المنتدى كمنصة لعمل الشباب، وإنشاء منصة للمشاريع التي يقودها الشباب، ومساءلة الحكومات، وعقد مزيد من المنتديات المماثلة للدفع نحو التغيير.
وقالت في ختام كلمتها: “هذا المنتدى ليس مجرد تجمع، بل هو منصة انطلاق. وما سنفعله لاحقا سيخلده التاريخ”.
وعد متجدد
يوفر المنتدى الذي يختتم في 17 نيسان/أبريل منصة للشباب من جميع أنحاء العالم للتواصل مع الدول الأعضاء ومشاركة خبراتهم الفريدة وأفكارهم المبتكرة وحلولهم الملموسة لتسريع تنفيذ أهداف التنمية المستدامة لعام 2030، مع المساهمة في عمليات الأمم المتحدة الرئيسية الأخرى.
فيليبي بولييه، مساعد الأمين العام للأمم المتحدة لشؤون الشباب قال في الكلمة التي ألقاها نيابة عن الأمين العام إن المستقبل أمام الشباب في الوقت الراهن يكتنفه الغموض الشديد، مشيرا إلى أن المؤسسات فشلت على جبهات عديدة.
لكنه أضاف: “رغم ذلك، أنتم هنا. لم تستسلموا. اخترتم الحضور. اخترتم استثمار وقتكم وصوتكم وطاقتكم في التعددية. جئتم للمطالبة بالمساءلة. جئتم لبناء التضامن”.
وحث الحكومات على الوفاء بوعود مـيثاق المستقبل قائلا: “إنه وعد متجدد بأن المشاركة الفعّالة للشباب ستكون في صميم عمليات صنع القرار. يجب ألا نسمح لهذه الالتزامات بأن تتلاشى في صمت”.
“لا نطيق الانتظار للغد”
هذا الوعد وأهمية دور الشباب، أمر أكد عليه رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي بوب راي في كلمته لدى افتتاحه المنتدى حيث قال موجها كلمته للشباب: “لستم قادة الغد، أنتم قادة اليوم. لا نطيق الانتظار للغد”.
وحث راي المشاركين على مواجهة التحديات العالمية الملحة، كالصراع وعدم المساواة وتغير المناخ، مضيفا أنه “لم تكن الحاجة الملحة إلى بناء مستقبل أكثر استدامة وشمولا وعدلا للجميع أوضح من أي وقت مضى”.
وقال راي إن الشباب في الصفوف الأمامية، مستخدمين أدوات كالذكاء الاصطناعي لدفع عجلة التغيير.
لكنه أشار إلى أن “كثيرا من الشباب، لا سيما في البلدان منخفضة الدخل والمجتمعات المهمشة، لا تتاح لهم إمكانية الوصول إلى التكنولوجيا والبنية التحتية الرقمية التي من شأنها مساعدتهم على إطلاق العنان لإمكاناتهم الكاملة”.
ووصف راي أهداف التنمية المستدامة بأنها تعبير عن الكرامة الإنسانية المشتركة، مشددا على ضرورة سد الفجوات الرقمية وإشراك الشباب في صنع القرار.
فوائد مستدامة
دور الشباب في التغيير هو ما أشار إليه أيضا رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة فيليمون يانغ في كلمته أمام المنتدى، قائلا: “أنتم، يا 1.2 مليار شاب في العالم، في طليعة التغيير الإيجابي”.
وأشاد بدور الشباب في قيادة العمل المناخي، ومناصرة الإدماج الاجتماعي والمساواة والعدالة، وتطوير حلول للعديد من تحديات عصرنا.
وحث على “تيسير الوصول المتساوي إلى الأدوات الرقمية للجميع”، داعيا إلى الاستثمار في التعليم والبنية التحتية وفرص العمل لسد الفجوة الرقمية. وأضاف أن “تمكين شبابنا استثمار يُحقق فوائد مستدامة في جميع أنحاء المجتمع”.
وأعلن رئيس الجمعية العامة عن عقد اجتماع رفيع المستوى في أيلول/سبتمبر للاحتفال بالذكرى الثلاثين لبرنامج العمل العالمي للشباب.
ويتضمن المنتدى جلسات مواضيعية حول أهداف التنمية المستدامة قيد المراجعة في المنتدى السياسي رفيع المستوى لعام 2025، بما في ذلك الصحة الجيدة والرفاه (الهدف 3)، والمساواة بين الجنسين (الهدف 5)، والعمل اللائق ونمو الاقتصاد (الهدف 8)، والحياة تحت الماء (الهدف 14)، وعقد الشراكات لتحقيق الأهداف (الهدف 17).
منتدى الشباب: دعوة لمشاركة “قادة اليوم وليس الغد” من أجل مستقبل أكثر استدامة المصدر: