اخر الاخبار

“لسنا وحدنا”: الأمم المتحدة تستمع إلى نداء الشعوب الأصلية وتؤكد على حقوقها غير القابلة للتفاوض


وفقا لتقاليد الشعوب الأصلية، استقبل الزعيم التقليدي لأمة أونونداغا، تادوداهو سيد هيل، الحضور في قاعة الجمعية العامة للأمم المتحدة، بترحيب احتفالي تقليدي، مستهلا الجلسة بكلمات بسيطة: “أولا، نحيي بعضنا البعض. نشكر أمنا الأرض”. 

وصاحب الكلمة عرض موسيقي قصير على آلات الكمان قدمته شابتان من الشعوب الأصلية.

في بداية الجلسة جرى انتخاب ألوكي كوتيارك، المنتمية لشعب أونونداغا من كندا، رئيسة للدورة الرابعة والعشرين للمنتدى بالتزكية. وبعد مراسم تسليم وجيزة من رئيسة الدورة الثالثة والعشرين، السيدة هندو أومارو إبراهيم (من تشاد)، تولت كوتيارك زمام الأمور في الدورة الجديدة.

تأكيد على هويتنا كشعوب أصلية

في كلمتها الافتتاحية، عبرت كوتيارك عن امتنانها العميق للثقة الغالية التي منحها إياها أعضاء المنتدى. وأكدت أهمية الاحتفاء بالهوية الفريدة للشعوب الأصلية في جميع أنحاء العالم. وقالت بوضوح: “ما يجمعنا جميعا هو رغبة عميقة في الاستمرار في التأكيد على هويتنا كشعوب أصلية. نريد أن نزدهر كشعوب أصلية، دون اعتذار”.

لم تغفل كوتيارك عن الدور المحوري الذي يلعبه المنتدى الدائم للأمم المتحدة بوصفه منصة حيوية تحتضن أصوات الشعوب الأصلية، وتنقل أولوياتها وحكمتها وشواغلها إلى قلب الحوار العالمي. وأكدت أن هذا المنبر لم يُمنح بسهولة، بل هو ثمرة عقود من النضال المرير من أجل الاعتراف والتمثيل وإسماع الصوت على الساحة الدولية.

اقراء ايضا  ميسي يؤجل عودة نيمار - أخبار السعودية

وأشارت الرئيسة الجديدة إلى أن التقدم في تنفيذ إعلان الأمم المتحدة بشأن حقوق الشعوب الأصلية، الذي اعتُمد عام 2007 كعلامة فارقة، لا يزال يشوبه التفاوت والرمزية في كثير من الأحيان.

وهذا الإعلان هو الصك الأكثر شمولا الذي يتناول بالتفصيل حقوق الشعوب الأصلية في القانون والسياسة الدوليين، ويحتوي على معايير للاعتراف بهذه الحقوق وحمايتها وتعزيزها. ويضع إطارا عالميا للمعايير الدنيا لبقاء الشعوب الأصلية في العالم وصون كرامتها ورفاهها وحقوقها.

الشعوب الأصلية مهمشة ومستبعدة

وشددت  كوتيارك على أن العديد من الشعوب الأصلية لا تزال مهمشة ومستبعدة من القرارات المصيرية التي تمس أقدس ما تملك: أراضيها، وأقاليمها، وثقافاتها، ومستقبل مجتمعاتها. وأوضحت أن هذه ليست مجرد مفاهيم مجردة، بل هي الركيزة الأساسية لهويتها وبقائها وحقها في تقرير المصير.

وفي دعوة قوية للعمل، حثت كوتيارك على تجاوز حدود الاعتراف الرمزي بالإعلان، ودمجه بشكل كامل في صلب القوانين والسياسات والمؤسسات الوطنية، وتوجيه جهود التنمية وحماية البيئة وبناء السلام بروح من الاحترام والشمولية. 

كما سلطت الضوء على التحديات الفريدة التي تواجه نساء الشعوب الأصلية، اللواتي يقعن تحت وطأة التمييز الجنسي والعنف الاستعماري والتهميش المنهجي، مشددة على دورهن الحيوي كحاميات للمعرفة، وحارسات للتنوع البيولوجي، وقائدات ثقافيات، وعوامل للتغيير، ومطالبة بالاعتراف بدورهن وتمكينهن بالموارد والاحترام اللازمين.

وفي ختام كلمتها، وجهت كوتيارك رسالة قوية إلى إخوتها وأخواتها من الشعوب الأصلية قائلة: “لسنا وحدنا. وحدتنا وحكمتنا وعزيمتنا تظل أعظم نقاط قوتنا. لنمضِ معا، عبر أجيال وأجيال”.

حقوق غير قابلة للتفاوض

الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش استهل كلمته بالتأكيد على أن حقوق الشعوب الأصلية غير قابلة للتفاوض، وأن الأمم المتحدة تقف معهم في جعل هذه الحقوق حقيقة واقعة في كل مكان.

اقراء ايضا  القنصلية السعودية في هيوستن تحذر المواطنين من الأوضاع الجوية

وأشاد بالتنوع الثقافي واللغوي والتاريخي والتقليدي للشعوب الأصلية، مع التأكيد على دورهم البارز باعتبارهم حراسا للتنوع البيولوجي والبيئة. وأشار إلى أن معرفتهم وممارساتهم التقليدية تقدم نماذج رائدة للحفظ والاستخدام المستدام، وأن العالم لديه الكثير ليتعلمه من حكمتهم ورؤاهم.

وعبر الأمين العام عن أسفه العميق للصعوبات التي تواجه الشعوب الأصلية في جميع أنحاء العالم، واصفا إياها بأنها “إهانة للكرامة والعدالة”. وسلط الضوء على التحديات الخاصة التي تواجه نساء الشعوب الأصلية، وتأثيرات تغير المناخ والتعدين غير القانوني على أراضيهم وحياتهم. 

وأكد أن الشعوب الأصلية تقف في الخطوط الأمامية لمواجهة تغير المناخ والتلوث وفقدان التنوع البيولوجي، على الرغم من أنها لم تتسبب في هذه الأزمات.

وحذر الأمين العام من التهديد المتزايد الناجم عن السباق على المعادن الحيوية للانتقال العالمي للطاقة، والتي تقع بكميات كبيرة في أراضي الشعوب الأصلية أو بالقرب منها، مشيرا إلى خطر التجريد من الملكية والاستبعاد وانتهاك الحقوق.

ودعا الأمين العام إلى تصحيح هذه الأخطاء من خلال التنفيذ الكامل لإعلان حقوق الشعوب الأصلية، الذي وصفه بأنه “مخطط لتأمين بقاء وكرامة ورفاهية الشعوب الأصلية في كل مكان”.

وشدد الأمين العام على الحاجة إلى مشاركة أكبر وأكثر جدوى للشعوب الأصلية في الأمم المتحدة، ودعا إلى تعزيز المنتدى الدائم من خلال تمثيل رفيع المستوى وتدعيم الصندوق الاستئماني لقضايا الشعوب الأصلية. كما حث الحكومات والمؤسسات على الاعتراف بقيادة وحقوق واحتياجات الشعوب الأصلية والعمل بموجبها، وإشراكهم في جميع أشكال صنع القرار، ودعم مشاركتهم السياسية.

ماذا تعرف عن المنتدى الدائم للشعوب الأصلية؟

المنتدى الدائم للأمم المتحدة المعني بقضايا الشعوب الأصلية هو هيئة استشارية رفيعة المستوى تابعة للمجلس الاقتصادي والاجتماعي. أنشئ المنتدى في 28 تموز/يوليو 2000 بهدف معالجة قضايا الشعوب الأصلية المتعلقة بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية، والثقافة، والبيئة، والتعليم، والصحة، وحقوق الإنسان.

اقراء ايضا  "التجارة" تضبط معملًا لغش المواد الغذائية ومستحضرات التجميل بالرياض

وبشكل أكثر تحديدا، يقوم المنتدى الدائم بما يلي:

  • تقديم مشورة وتوصيات الخبراء بشأن قضايا الشعوب الأصلية إلى المجلس، وكذلك إلى برامج الأمم المتحدة وصناديقها ووكالاتها، من خلال المجلس الاقتصادي والاجتماعي؛
  • زيادة الوعي وتعزيز دمج وتنسيق الأنشطة المتعلقة بقضايا الشعوب الأصلية داخل منظومة الأمم المتحدة؛
  • إعداد ونشر معلومات حول قضايا الشعوب الأصلية؛
  • تعزيز احترام وتطبيق أحكام إعلان الأمم المتحدة بشأن حقوق الشعوب الأصلية تطبيقا كاملا ومتابعة فعالية هذا الإعلان (المادة 42 من إعلان الأمم المتحدة بشأن حقوق الشعوب الأصلية).

“لسنا وحدنا”: الأمم المتحدة تستمع إلى نداء الشعوب الأصلية وتؤكد على حقوقها غير القابلة للتفاوض المصدر:

زر الذهاب إلى الأعلى
إنضم لقناتنا على تيليجرام