اخر الاخبار

غروسي يشيد بأجواء المفاوضات الأمريكية الإيرانية

في لحظة اعتُبرت حرجة لمسار العلاقات المتوترة بين الولايات المتحدة وإيران، خرج المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، بتصريحات إيجابية حملت مؤشرات إلى إمكانية حدوث انفراجة دبلوماسية قريبة.

وغروسي الذي حضر الجولة الأخيرة من المحادثات غير المباشرة بين الجانبين في العاصمة الإيطالية روما، وصف الأجواء التي سادت اللقاء بأنها «مشجعة» وتنطوي على «إمكانية حقيقية للتقدم».

أجواء مشجعة

في مقابلة مع صحيفة لا ريبوبليكا الإيطالية، أكد غروسي أن المباحثات بين الطرفين سارت في إطار من الجدية والانفتاح، مشيرًا إلى أن كلا الجانبين أعربا عن استعدادهما للدخول في نقاشات مفصلة حول القضايا العالقة. وأضاف: «اللقاء كشف عن مناخ مختلف عمّا كان يُخشى قبل انطلاق الجولة، حيث كانت هناك مخاوف من أن تنهار المفاوضات سريعًا، لكنها على العكس أظهرت نضجًا واستعدادًا للبحث الجاد».

ورأى مراقبون أن موقفه، الذي يُعرف بدقته وتردده في إطلاق الأحكام المتفائلة، يعكس تحوّلاً ملموسًا في المزاج التفاوضي، خاصة بعد أشهر من الجمود والتصعيد المتبادل بين واشنطن وطهران، على خلفية الملف النووي والعقوبات الأميركية الصارمة.

حضور غروسي

اللافت أن غروسي شارك في جلسة روما بشكل شخصي، دون تنسيق رسمي مسبق مع الأطراف المتفاوضة. وعلّق المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، خلال مؤتمره الصحافي الأسبوعي، على ذلك بالقول إن المدير العام للوكالة حضر بمبادرة شخصية، ولم يُعقد أي لقاء رسمي بينه وبين الوفد الإيراني الذي ترأسه كبير المفاوضين عباس عراقجي.

اقراء ايضا  القبض على مخالف لنظام البيئة اصطاد في "محمية الملك خالد"

وعلى الرغم من غياب اللقاءات الرسمية، فإن مجرد وجود غروسي في محيط المفاوضات فُسّر على أنه مؤشر إلى اهتمام الوكالة الدولية للطاقة الذرية بضمان مسار تفاوضي يحافظ على الشفافية والتزام الأطراف بشروط الرقابة النووية، خصوصًا في ظل الشكوك الدولية حول مدى التزام إيران بقيود البرنامج النووي بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي عام 2018.

رفع العقوبات

جدّدت طهران تأكيد موقفها الثابت بأن جوهر أي تفاوض مع واشنطن يجب أن يتركّز حول رفع العقوبات الاقتصادية وتقديم ضمانات بعدم التراجع عن الاتفاقات مستقبلاً، دون أن تكشف حتى الآن عن طبيعة هذه الضمانات أو آلياتها.

وبينما تتجه الأنظار إلى الجولة المرتقبة في مسقط، تسود أجواء من التفاؤل الحذر داخل الأوساط الدبلوماسية الغربية، في انتظار ترجمة التصريحات الإيجابية إلى خطوات عملية على طاولة التفاوض. ويرى مراقبون أن نجاح الجولة المقبلة قد يشكل نقطة انطلاق حقيقية لاستعادة بعض الثقة المفقودة بين واشنطن وطهران، بعد سنوات من القطيعة والتصعيد، لكنه يظل مرهونًا بمدى استعداد الطرفين لتقديم تنازلات حقيقية.

مفاوضات غير مباشرة

الجولة التي امتدت لأربع ساعات شهدت لقاء غير مباشر بين وفدين من الولايات المتحدة وإيران، جرى عبر وساطة عمانية نشطة. وقد وصفت وزارة الخارجية الإيرانية هذه الجولة بأنها «بناءة ومثمرة»، في حين أكد مسؤول أمريكي رفيع أن المحادثات «حققت تقدمًا جيدًا للغاية»، في مؤشر نادر إلى التوافق في التوصيف من الجانبين.

ومن المنتظر أن تُستأنف المفاوضات، السبت المقبل، في العاصمة العمانية مسقط، بينما يتولى خبراء الطرفين ابتداءً من الأربعاء المقبل، مهمة مناقشة التفاصيل الفنية المتعلقة بخطة الاتفاق المحتمل، والتي يُرجح أن تتركّز حول برنامج إيران النووي، والعقوبات الاقتصادية، وآليات التحقق.


غروسي يشيد بأجواء المفاوضات الأمريكية الإيرانية المصدر:

اقراء ايضا  ترجمة علامة تجارية ووصفها ترجمة معتمدة
زر الذهاب إلى الأعلى
إنضم لقناتنا على تيليجرام