اخر الاخبار

سائق جرافة في غزة: كنا نبني الطرقات واليوم نستخرج الجثث من تحت الأنقاض

يعمل عاطف نصر بلا كلل لإزالة أنقاض المنازل المنهارة بينما ينتظر الأهالي جثث المفقودين أملا في طي صفحة مؤلمة. كاميرا أخبار الأمم المتحدة رافقت عاطف نصر في مهمته الشاقة لمساعدة الأهالي على استخراج جثث مفقوديهم.

بينما تحاول فرق الإنقاذ وعائلات الضحايا اليائسة البحث عن أكثر من 11,000 شخص ما زالوا في عداد المفقودين، يواجهون نقصا حادا في المعدات الثقيلة اللازمة لإزالة جبال الركام التي تقدر بنحو 50 مليون طن، وهو ما قد يستغرق عقودا لإزالته بالموارد الحالية.

عاطف نصر، سائق جرافة في غزة. يعمل بلا كلل لإزالة أنقاض المنازل المنهارة كي يتمكن الأهالي من استعادة جثث مفقوديهم.

مأساة عائلة دحدوح

مؤخرا، تمكنت عائلة دحدوح من استخراج رفات ابنها عمر من تحت أنقاض منزلهم بعد أكثر من عام على مقتله في غارة جوية إسرائيلية دمرت مبنى من سبعة طوابق. 

يقول شقيقه مؤيد بينما يتفقد الموقع: “ظل جثمان أخي تحت الأنقاض قرابة عام. بعد الحرب، حاولنا استعادته، ولكن بما أن المبنى كان مكونا من سبعة طوابق، لم نتمكن من إخراجه بدون آليات ثقيلة. بحثنا عن جرافة أو معدات ثقيلة لإزالة الأنقاض والوصول إلى الطابق الأرضي، لأن أخي كان في الطابق الأرضي، لكننا لم نتمكن من التواصل مع أي شخص خلال الحرب. قام الاحتلال بحرق وتدمير جميع المعدات الثقيلة – الجرافات والحفارات – التي كان يمكن أن تساعد في استعادة جثث أولئك المحاصرين تحت الأنقاض”.

أهالي غزة لحظة استخراج رفات أحد المفقودين تحت الأنقاض.

“حرمة الميت”

وفي خان يونس جنوب القطاع، تعيش عائلة الدجاني في منزلها المدمر، حيث لا تزال جثث ثلاثة من أطفالهم مدفونة تحت الأنقاض. 

اقراء ايضا  «دوران» يسرق الأضواء

يروي مالك المنزل علي الدجاني لأخبار الأمم المتحدة مأساته بالقول: “نزحنا بالقرب من شاطئ البحر، وعندما عدنا، وجدنا المنزل مدمرا، والجثث مدفونة تحت الأنقاض. اضطررنا للعيش في هذا المنزل، لكن هذه ليست حياة، إنها صعبة للغاية. نعاني من نقص المياه والغذاء وكل شيء. لا نعرف ماذا نفعل – الله هو سندنا الوحيد. كل ما نريده هو استخراج الجثث من تحت الأنقاض، لأن حرمة الميت في دفنه. هذا ما نأمله – استعادة الجثث، التي تحللت الآن”.

ووفقا لتقديرات الأمم المتحدة، تضرر أو دمر حوالي 92% من المنازل في قطاع غزة، أي ما يقارب 436,000 منزل. وتحذر المنظمات الإنسانية من أن التأخير في إزالة الأنقاض واستعادة الجثث لا يتسبب فقط في معاناة نفسية هائلة للعائلات المنكوبة، بل ينذر أيضا بكارثة صحية وبيئية وشيكة في قطاع غزة، الذي يعد من بين أكثر المناطق اكتظاظا بالسكان في العالم.


سائق جرافة في غزة: كنا نبني الطرقات واليوم نستخرج الجثث من تحت الأنقاض المصدر:

زر الذهاب إلى الأعلى
إنضم لقناتنا على تيليجرام