اخر الاخبار

معرض في «اللوفر» يقدم فنون المماليك لأول مرة في أوروبا


ما أكثر ما يجهله المواطن الأوروبي العادي عن حضارات بلاد الشرق الأوسط، هذا معرض يستضيفه «اللوفر» في باريس حالياً عن سلطنة المماليك (1250 – 1517) يعرض للطلبة والعمال وربات البيوت تحفاً يعاينونها للمرة الأولى وتعود للعصر الذهبي للشرق الأدنى الإسلامي بكل اتساعه وثرائه. يضع أشهر متحف في العالم تلك القطع الفريدة في منظور عابر للقارات.

والمماليك، كما يخبرنا دليل المعرض، كانوا عبيداً عسكريين من أصول تركية ثم قوقازية في الغالب، بنوا أسطورتهم على قوتهم المحاربة. وفي فترة تقع بين القرنين الثالث عشر والسادس عشر هزمت سلطنة المماليك آخر معاقل الصليبيين، وقاتلت وصدَّت تهديد المغول، كما نجت من غزوات تيمورلنك، وأبقت جيرانها التركمان والعثمانيين تحت التهديد قبل أن تستسلم لتوسُّع الأخيرين، فقد نشر المماليك سيطرتهم على مساحة واسعة تشمل مصر وبلاد الشام، وجزءاً من شرق الأناضول والحجاز في شبه الجزيرة العربية.

ولكن تاريخ سلطنة المماليك لا يمكن أن يقتصر على فتوحاتها ومآثرها العسكرية. إن ثقافتها، التي لا تقل تعقيداً وتنوعاً عن مجتمعها، هي جزء من عصر القرون الوسطى غير المعروف إلى حد كبير، الذي كان يتغير بشكل فريد. عالم يتقاطع فيه السلاطين والأمراء والنخب المدنية الثرية التي قربت الموالين لها. ويلاحظ أنه كان مجتمعاً تعددياً تمتعت فيه المرأة بمكانة طيبة. وكذلك الأقليات من مسيحيين ويهود. كانت سلطنة المماليك «مملكة وسطى» تلتقي فيها أوروبا وأفريقيا وآسيا، يتحرك داخلها الأفراد والأفكار بقدر ما تتنقل السلع والذخائر الفنية.

اقراء ايضا  الرئيس التنفيذي للغطاء النباتي: المملكة قادة جهودًا وطنية لمواكبة العالمية نحو تحييد تدهور الأراضي من خلال مبادرة السعودية الخضراء

تم تصميم المعرض بحيث يدور حول 5 أقسام: المماليك، مجتمعهم، ثقافاتهم، اتصالاتهم بالعالم وفنهم. وهو يقدم للزائر ما يقرب من 260 عملاً، ثلثها يأتي من مجموعات «اللوفر» ومتحف الفنون الزخرفية، إلى جانب استعارات من مراكز محلية ودولية مرموقة.

وتتعدد المعروضات ما بين المنسوجات والأواني النحاسية والمخطوطات واللوحات والعاج والحجر والمشكاوات الزجاجية ومنابر الواعظين والزخارف الخشبية؛ حيث تكشف كلها عن عالم فني وأدبي وديني وعلمي يزخر بالتنوع. حاولت سلطنة المماليك، في زمنها، أن تكون القلب الثقافي للعالم العربي ووريثة التقاليد الرفيعة. وبهذا سيكون للثقافة البصرية المملوكية تأثير دائم على تاريخ العمارة والفنون.

من خلال المشاهد والمساحات المصوَّرة التي أعيد بناؤها، يدعو المعرض الزوار إلى تجربة عالم المماليك بطريقة حية. فقد أعيد مثلاً تشييد مجسم لشارع المعز لدين الله الفاطمي، وهو من أبرز ما يقصده زائر حي الحسين في القاهرة حالياً. كما تتضمن الجولة لقاءات مُتخيَّلة مع شخصيات تاريخية تمثل المجتمع المملوكي، وتحكي قصصاً فريدة من نوعها ضمن التاريخ الأشمل. وهي فرصة فريدة لاكتشاف تلك الحقبة التي لا يعرفها الكثيرون من خلال روائع تم تجميعها من أنحاء العالم، تقدم منظوراً آخر لمصر في العصور الوسطى التي كانت آنذاك في قلب التجارة بين القارات القديمة الثلاث.


معرض في «اللوفر» يقدم فنون المماليك لأول مرة في أوروبا المصدر:

زر الذهاب إلى الأعلى
إنضم لقناتنا على تيليجرام