اخر الاخبار

لماذا لن تتوصل طهران إلى اتفاق سريع مع واشنطن

أوضح تقرير حديث أن هناك عدة أسباب لعدم وصول إيران وأمريكا لاتفاق سريع، على الرغم من انخراط طهران في جولات تفاوضية مع واشنطن، إلا أن المؤشرات تشير إلى أن إيران لا تستعجل الوصول إلى اتفاق، بل توظف الوقت كأداة لتعظيم مكاسبها وتفادي إعادة فرض العقوبات الدولية، دون تقديم تنازلات جوهرية في ملفها النووي.

وعلى الرغم من تلويح الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بالخيار العسكري في حال تعثر المفاوضات، إلا أن طهران لا تبدو قلقة من جدية هذا التهديد. فالقيادة الإيرانية تعلم أن ترمب هو رابع رئيس أمريكي خلال ربع قرن يهدد باستخدام القوة ثم يختار التهدئة، مما منح طهران فرصة متكررة لتطوير برنامجها النووي وتعزيز قدراتها الصاروخية.


الغضب الداخلي

ومع تصاعد التململ الشعبي داخل إيران، تسعى طهران لتوظيف المفاوضات كوسيلة لامتصاص الغضب الداخلي وتخفيف الضغوط الاقتصادية، خاصة في ظل أزمة اقتصادية خانقة تشهد انهيارًا للعملة، وتضخمًا يقترب من 40%، ونقصًا حادًا في الطاقة والمياه، مع تفشي البطالة بين الشباب. وتفاقمت الأزمة مؤخرًا بعد انفجار مروع في ميناء بندر عباس أودى بحياة عشرات الأشخاص، ما عزز من مشاعر السخط الشعبي تجاه النظام.

اقراء ايضا  أفضل 8 مكاتب ترجمة معتمدة يمكنك الاختيار من بينها

وتعتقد إيران أن البيئة السياسية العالمية تمنحها هامش مناورة أوسع. فالعلاقات الأمريكية-الأوروبية تشهد توترًا متصاعدًا بفعل سياسات ترمب الجمركية ومقاربته المثيرة للجدل في ملف أوكرانيا، ما يضعف قدرة واشنطن على حشد موقف غربي موحد لإعادة فرض العقوبات بموجب القرار 2231، لا سيما بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي عام 2018.

قنوات تفاوض

ومن هذا المنطلق، تسعى طهران إلى فتح قنوات تفاوض منفصلة مع القوى الأوروبية الثلاث (بريطانيا، فرنسا، ألمانيا)، مستفيدة من الانقسامات الغربية لخلق هوامش ضغط على واشنطن، وربما لفصلها تدريجيًا عن شركائها الأوروبيين في هذا الملف.

أما في واشنطن، فلا تدار المفاوضات بمعزل عن الحسابات الداخلية. فشعبية ترمب تشهد تراجعًا، وثقة المستهلك الأمريكي في أدنى مستوياتها، والمؤشرات الاقتصادية تنذر بركود وشيك. كل ذلك قد يدفع الإدارة الأمريكية إلى السعي نحو إنجاز اتفاق، حتى لو جاء بصيغة هشة، بهدف تسجيل انتصار سياسي يعزز موقع الرئيس داخليًا مع اقتراب أكتوبر، الموعد المفصلي المرتبط بإعادة تفعيل العقوبات الدولية.

حصر النووي

وبينما يلوّح بعض مسؤولي إدارة ترمب بقبول استمرار إيران في تخصيب اليورانيوم بمستويات منخفضة، شدد آخرون، وعلى رأسهم وزير الخارجية ماركو روبيو، على ضرورة حصر البرنامج النووي الإيراني في الاستخدام المدني، عبر استيراد الوقود النووي فقط.

ومع استمرار المحادثات دون اختراق حقيقي بعد ثلاث جولات تفاوضية، فإن المفاوضين الأمريكيين يواجهون تحديًا بالغ الحساسية: إما فرض موعد نهائي واضح يمنع طهران من إطالة أمد التفاوض، أو المخاطرة بمنح النظام الإيراني مزيدًا من الوقت لتعزيز برنامجه النووي والهروب من شبح العقوبات.

وإن إدارة هذا الملف لا تتعلق فقط بإبرام اتفاق، بل تتطلب توازنًا دقيقًا بين حماية المصالح الأمريكية ومنع النظام الإيراني من استغلال المفاوضات لترسيخ نفوذه داخليًا وإقليميًا. وفي الوقت الراهن، تبدو طهران أكثر ميلًا للمناورة من التنازل، وهو ما يجعل التوصل إلى اتفاق سريع احتمالًا مستبعدًا في المدى المنظور.

1. إيران تسعى لكسب الوقت:

اقراء ايضا  ضمن ملتقى «الإعلام واقع ومسؤولية».. إطلاق أول بودكاست متخصص في المسؤولية الاجتماعية - أخبار السعودية

طهران لا تستعجل الاتفاق، بل توظف المفاوضات لتفادي العقوبات وتعزيز موقفها الداخلي.

2. تهديد ترمب غير مقنع لطهران:

سجل الرؤساء الأمريكيين السابقين في التهديد دون تنفيذ جعل إيران تشكك في جدية التهديدات العسكرية.

3. انقسامات غربية تخدم طهران:

توتر العلاقات الأمريكية-الأوروبية يضعف التنسيق بشأن إعادة فرض العقوبات، ويفتح المجال أمام إيران لفصل واشنطن عن حلفائها.

4. الضغوط الداخلية على الطرفين:

إيران تعاني من أزمة اقتصادية واضطرابات شعبية، بينما يواجه ترمب تراجعًا في شعبيته واحتمال ركود اقتصادي.

5. خطر اتفاق هش:

الإدارة الأمريكية قد تسعى لاتفاق سريع لأهداف داخلية، حتى لو كان غير كافٍ للحد من البرنامج النووي الإيراني.

6. توصية إستراتيجية:

ضرورة فرض موعد نهائي للمفاوضات لتجنب إطالة أمدها دون نتائج حقيقية.


لماذا لن تتوصل طهران إلى اتفاق سريع مع واشنطن المصدر:

زر الذهاب إلى الأعلى
إنضم لقناتنا على تيليجرام