عباس يزور بيروت وسط سعي السلطات لنزع سلاح المخيمات الفلسطينية في لبنان

إسرائيل تعزز انتقامها من الحوثيين بتدمير مطار صنعاء ومنشآت حيوية
عززت إسرائيل نزعتها الانتقامية من الحوثيين في اليمن، الثلاثاء، بتدمير مطار صنعاء الدولي، ومصنع أسمنت عمران، ومحطتين للكهرباء غداة تدميرها ميناء الحديدة ومصنعاً للأسمنت (غرب)، وذلك في سياق ردها على صاروخ حوثي انفجر، الأحد، في محيط مطار بن غوريون.
وتزامن الانتقام الإسرائيلي في موجته السابعة منذ بدء التصعيد الحوثي الإقليمي والبحري مع استمرار غارات أميركية ليلية استهدفت صنعاء والجوف وميناء رأس عيسى في الأسبوع الثامن من حملة ترمب ضد الجماعة المدعومة من إيران.
وقبل الضربات بنحو ساعة، وجَّه الجيش الإسرائيلي إنذاراً إلى سكان المنطقة المحيطة بمطار صنعاء الدولي في اليمن بالإخلاء بشكل فوري.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي: «ندعوكم إلى إخلاء منطقة المطار بشكل فوري، وتحذير كل من يوجد بجواركم بضرورة إخلاء هذه المنطقة فوراً».
#عاجل ‼️ إلى جميع المتواجدين في منطقة مطار صنعاء الدولي وحفاظًا على سلامتكم⭕️ندعوكم إلى اخلاء منطقة المطار – مطار صنعاء الدولي – بشكل فوري وتحذير كل من يتواجد بجواركم عن ضرورة اخلاء هذه المنطقة فورًا⭕️عدم الاخلاء والابتعاد عن المكان يعرضكم للخطر pic.twitter.com/CNv0GWIvjs
— افيخاي ادرعي (@AvichayAdraee) May 6, 2025
وبحسب مصادر محلية في صنعاء، خرج المطار من الخدمة بعد أن استهدفت نحو 15 غارة المدرج والصالات والطائرات التي تحتجزها الجماعة، إضافة إلى قاعدة الديلمي المجاورة، وسط هلع السكان الذين غادروا المنطقة.
وامتدت الضربات الإسرائيلية – بحسب شهود – إلى مصنع أسمنت عمران (50 كيلومتراً شمال صنعاء) ومحطتي توليد الكهرباء في منطقة ذهبان ومنطقة شميلة في شمال صنعاء وجنوبها، كما ضربت منطقة فج عطان وسط تقديرات بحدوث دمار واسع.
وفي حين سبق أن استهدفت إسرائيل هذه المواقع في موجات سابقة، إلا أنها لم تدمرها كلياً. بينما تحمِّل الحكومة اليمنية الجماعة المسؤولية عن استدعاء هذه الهجمات على البنى التحتية.
ويشغل الحوثيون رحلة يومية وحيدة من مطار صنعاء إلى العاصمة الأردنية عمان، في سياق تخفيف القيود على سفر المدنيين من قبل الحكومة الشرعية، كما يسيطرون على 4 طائرات قاموا باحتجازها من أسطول شركة الخطوط الجوية اليمنية.
#عاجل للمرة الثانية خلال يوم واحد: سلاح الجو يهاجم أهدافًا إرهابية لنظام #الحوثي الارهابي في اليمن⭕️هاجم سلاح الجو قبل قليل ودمر بنى تحتية تابعة لنظام الحوثي الإرهابي في المطار المركزي في صنعاء والذي سبّب في تعطيل عمل المطار بشكل كامل وذلك في أعقاب قيام تنظيم الحوثي الارهابي…
— افيخاي ادرعي (@AvichayAdraee) May 6, 2025
وعلى وقع التحذير الإسرائيلي، أخلى الحوثيون المطار، بينما تدافع السكان للهروب من المنطقة، كما فرضت الجماعة طوقاً أمنياً، ومنعت الدخول والخروج من شارع المطار.
وفي حين لم تتوافر على الفور إحصائيات تفصيلية عن حجم الخسائر المادية والبشرية، أدت الغارات الانتقامية الإسرائيلية، الاثنين، إلى مقتل 4 أشخاص، وإصابة 39 آخرين، وفق إعلام الحوثيين.
وكانت الجماعة أطلقت صاروخاً، استهدف، الأحد، محيط مطار بن غوريون، وفشلت الدفاعات في اعتراضه، وتسبب انفجاره في حفرة ضخمة قرب المطار وإصابات طفيفة، مع إعلان شركات الطيران الدولية تعليق رحلاتها مؤقتاً.
ووفق ما أقرت به الجماعة الحوثية أدت الغارات التي استهدفت أرصفة ميناء الحديدة إلى تدميره وخروجه من الخدمة، كما تسببت في تدمير مصنع أسمنت باجل شرق المدينة.
وطبقاً للقطاع الصحي الخاضع للحوثيين، أسفرت الغارات الإسرائيلية عن مقتل شخص وإصابة 4 في ميناء الحديدة، ومقتل 3 وإصابة 35 آخرين في مصنع الأسمنت.
وعيد حوثي
توعد القادة الحوثيون في بيانات، الثلاثاء، باستمرار الهجمات على إسرائيل، وزعموا أن ضرباتها الانتقامية ستجعلهم يوسعون بنك أهدافهم في الهجمات المقبلة.
ومنذ أن استأنفت الجماعة الحوثية هجماتها في 17 مارس (آذار) الماضي، أطلقت 20 صاروخاً باليستياً وعدداً من المسيَّرات، اعترضتها إسرائيل جميعها باستثناء الصاروخ الأخير. ولم تتسبب في أي خسائر بشرية.
وكان الحوثيون قد أطلقوا منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 أكثر من 200 صاروخ وطائرة مسيرة باتجاه إسرائيل، لكنها لم تحقق أي نتائج مؤثرة باستثناء مقتل شخص بطائرة مسيرة ضربت شقة في تل أبيب في 19 يوليو (تموز) الماضي.
وتعد الضربات الإسرائيلية الجديدة هي الموجة السابعة من الغارات الانتقامية ضد الحوثيين، والثانية خلال حملة ترمب التي بدأت في 15 مارس الماضي.
حملة أميركية مستمرة
بالتزامن مع الضربات الانتقامية الإسرائيلية، استهدفت غارات أميركية، ليل الاثنين، مواقع مفترضة للجماعة الحوثية في صنعاء والجوف ورأس عيسى شمال الحديدة، وفق ما اعترفت به وسائل إعلام الجماعة.
وبحسب الجماعة ضربت 3 غارات ميناء رأس عيسى النفطي، كما ضربت 6 غارات منطقة السواد بمديرية سنحان جنوب صنعاء، و15 غارة مديرية الحزم في محافظة الجوف (شمال شرقي صنعاء).
ولم يتطرق الإعلام الحوثي إلى الخسائر جراء هذه الضربات، كما لم يعلق الجيش الأميركي على طبيعة هذه الأهداف المقصوفة، في حين يعتقد مراقبون أنها استهدفت مواقع محصنة لتخزين الأسلحة ومواقع لإطلاق الصواريخ وثكنات لعناصر الجماعة.
ومنذ منتصف مارس الماضي، أمر ترمب بحملة ضد الجماعة أُطلق عليها «عملية الفارس الخشن»، ومنذ ذلك الوقت استقبلت مواقع الحوثيين نحو 1200 ضربة جوية وبحرية، إلا أن ذلك لم يحل دون استمرار هجماتهم بالصواريخ والمسيرات باتجاه إسرائيل والقوات الأميركية في البحر الأحمر وخليج عدن.
ولم تغير واشنطن استراتيجية حملتها على الحوثيين، إذ باتت الضربات اليومية أمراً روتينياً، لكن لا يستبعد المراقبون أن تدعم واشنطن عملية برية يقودها الجيش اليمني.
وتتهم الحكومة اليمنية الشرعية الحوثيين بتنفيذ أجندة إيران في المنطقة، والهروب من استحقاقات السلام التي تقودها الأمم المتحدة لإنهاء الصراع الدامي المستمر منذ انقلاب الجماعة على التوافق الوطني في 2014.
وتقول الجماعة الحوثية إن هجماتها تأتي دعماً للفلسطينيين في غزة، في حين تهدف الولايات المتحدة إلى إرغام الجماعة على التوقف عن تهديد الملاحة ومهاجمة إسرائيل.
عباس يزور بيروت وسط سعي السلطات لنزع سلاح المخيمات الفلسطينية في لبنان المصدر: