“ننتظر منذ الصباح ولم نحصل على أي طعام”، أهالي غزة يشكون من الجوع في ظل إغلاق المعابر

مراسلنا في قطاع غزة وثق بعدسته مشاهد من وسط مدينة غزة لأطفال ونساء ورجال يصطفون في طوابير وهم يحملون أوان فارغة بانتظار الحصول على قليل من الأرز المطبوخ الذي كان يوزعه المطبخ المجتمعي.

السيدة وجدان أبو عودة، وهي نازحة من بلدة بيت حانون، لم تتمكن من الحصول على حصتها من الطعام بسبب الازدحام الشديد، وتشرح لأخبار الأمم المتحدة معاناتها بالقول: “عندما يأتون لتوزيع الطعام، يتهافت الناس من جميع المخيمات. إننا نعيش في مجاعة حقيقية. كل من في المخيمات يشعر بأحقيته في الحصول على قسط من هذا الطعام. الكمية التي تُوزّع لا تكفي العائلات ولا أطفالنا. اليوم تم توزيع الطعام المجاني، حصلت عليه بعض الخيام، ولم يحصل عليه البعض الآخر. حتى من حصل على الطعام، تلقى كمية الطعام قليلة لا تكفي. لا يوجد لدينا دقيق، ولا خضروات، ولا أي شيء آخر يسد رمقنا”.

بانتظار لقمة تسد الرمق

حمد أبو جراد، وهو نازح من بلدة جباليا ظل ينتظر مع أطفاله لساعات طويلة أمام شاحنة الطعام أملا في الحصول على قليل من الأرز يسد رمق أسرته. 

ويقول لأخبار الأمم المتحدة: “الأطفال، كما ترون، يصطفون في طوابير حاملين أوانيهم في انتظار الطعام، ونحن غير قادرين على توفير الماء أو الغذاء. هنا أعداد كبيرة لا تزال تنتظر، بالإضافة إلى مئات آخرين داخل المخيم وخارجه، كلهم ينتظرون كسرة خبز أو لقمة تسد رمقهم”.

وفي ظل هذه الظروف المعيشية الصعبة، ناشد عاطف معروف، وهو نازح من بلدة بيت لاهيا، فتح المعابر والسماح بدخول المساعدات: “وصلنا منذ الساعة السادسة صباحا، ونحن ننتظر الحصول على طبق من الطعام المجاني، وفي النهاية لم نحصل عليه. الأطفال هنا ينتظرون لقمة أكل وماء، والناس لا تملك أي وسيلة للعيش. لا دقيق، لا سكر، لا زيت، ولا شيء آخر. نطالب الأمم المتحدة بفتح المعابر لأهل غزة، لقد تعبنا ووصلنا إلى ما دون الصفر بسبب هذه المعاناة”.

طفل يحمل إناء مليئا بالأرز.

الوضع في غزة قاس

ويوم الثلاثاء، ذكرت الأمم المتحدة أن المساعدات المتاحة للتوزيع في غزة قد “نفدت” وأن العملية الإنسانية “مُختنقة” بسبب القيود الصارمة التي تفرضها إسرائيل على دخول الإمدادات. وأفاد العاملون في المجال الإنساني على الأرض بأن الناس “ينبشون القمامة، محاولين العثور على شيء صالح للأكل”.

وحذرت منظمة الصحة العالمية من تفاقم سوء التغذية لدى الأطفال في القطاع. وأفادت المتحدثة باسم المنظمة، مارغريت هاريس أن ما يقرب من 10,000 طفل في غزة يعانون من سوء تغذية حاد وخيم منذ بداية العام، من بينهم 1,397 في حالة حرجة.

وأشارت إلى أن واحدا من بين كل خمسة أطفال غير قادر على إكمال العلاج بسبب النزوح أو عدم القدرة على الوصول إلى مراكز الرعاية الصحية.