اخر الاخبار

«العمال الكردستاني»… من التأسيس إلى الحلّ في نصف قرن

خاض «حزب العمال الكردستاني»، الذي حل نفسه رسمياً، وفقاً لتقرير نشرته وكالة أنباء قريبة من الجماعة، اليوم الاثنين، معارك ضد الدولة التركية لنحو 5 عقود.

ودعا مؤسس وزعيم «حزب العمال الكردستاني» المسجون عبد الله أوجلان، في فبراير (شباط) الماضي، الجماعة إلى إلقاء السلاح وحل نفسها. ويفتح القرار الباب لإنهاء الصراع الذي اجتاح جنوب شرقي تركيا، وستكون له أيضاً تداعيات كبيرة على المنطقة الأوسع نطاقاً، خصوصاً سوريا والعراق المجاورَين.

زعيم «حزب العمال الكردستاني» عبد الله أوجلان بمعسكر تدريب في البقاع بلبنان خلال مايو 1992 (أ.ف.ب)

وفيما يلي تفاصيل عن «حزب العمال الكردستاني»، وفقاً لوكالة «رويترز»:

ما «حزب العمال الكردستاني»؟

«حزب العمال الكردستاني» جماعة مسلحة أسسها أوجلان في جنوب شرقي تركيا عام 1978 على أساس آيديولوجية مستقاة من الأفكار الماركسية اللينينية.

ماذا تريد الجماعة؟

بدأ «حزب العمال الكردستاني» تمرده على تركيا في عام 1984 مستهدفاً إنشاء دولة كردية مستقلة، ثم عدل أهدافه فيما بعد إلى السعي للحصول على مزيد من الحقوق للأكراد والحكم الذاتي في جنوب شرقي تركيا.

عناصر مسلحة من «حزب العمال الكردستاني» بشمال العراق يوم 14 مايو 2013 (أ.ب)

وقُتل أكثر من 40 ألف شخص في هذا الصراع، معظمهم من المسلحين. وتركز القتال في المناطق الريفية جنوب شرقي تركيا حيث يشكل الأكراد الغالبية العظمى من السكان، لكن الجماعة نفذت أيضاً هجمات في مناطق حضرية؛ بينها أنقرة وإسطنبول.

جانب من تدريبات لمقاتلي «حزب العمال الكردستاني»… (أ.ف.ب – أرشيفية)

وصنفت أنقرة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وبعض الدول الأخرى الجماعة «منظمة إرهابية».

اقراء ايضا  مستشفيات الرياض الخاصة مميزاتها وأهم الخدمات التي تقدمها

ما تاريخ الجماعة؟

نشط «حزب العمال الكردستاني» في سوريا حتى عام 1998 حين اضطر أوجلان إلى الفرار وسط ضغوط تركية متصاعدة، وألقت قوات خاصة تركية القبض عليه بعد بضعة أشهر في كينيا.

شابة كردية تضع عصابة رأس عليها صورة أوجلان ابتهاجاً بدعوته إلى حل «العمال الكردستاني»… (أ.ب)

وأصدرت محكمة تركية حكماً بإعدامه في عام 1999، وخُفف الحكم إلى السجن المؤبد في أكتوبر (تشرين الأول) 2002 بعد أن ألغت تركيا عقوبة الإعدام، وما زال أوجلان مسجوناً في جزيرة بالقرب من إسطنبول.

وتراجعت حدة القتال بعد القبض على أوجلان، وانسحب مقاتلون متمردون من تركيا.

أكراد يعبّرون عن فرحتهم بنداء زعيم «حزب العمال الكردستاني» عبد الله أوجلان لحل «الحزب» ويطالبون بإطلاق سراحه (أ.ف.ب)

وبعد فورة من أعمال العنف، انخرطت تركيا و«حزب العمال الكردستاني» في محادثات سلام منذ أواخر عام 2012. وانهارت هذه العملية في يوليو (تموز) 2015؛ مما أطلق العنان للمرحلة الأشد دموية في الصراع، التي أسفرت عن دمار واسع النطاق ببعض المناطق الحضرية في جنوب شرقي تركيا.

مروحيتان حربيتان تركيتان تشاركان في قصف مواقع لـ«العمال الكردستاني» شمال العراق (أرشيفية – وزارة الدفاع التركية)

وفي أكتوبر 2024 فاجأ دولت بهشلي، زعيم «حزب الحركة القومية» والحليف السياسي للرئيس التركي رجب طيب إردوغان، أنقرة باقتراحه إطلاق سراح أوجلان إذا أعلن انتهاء تمرد الجماعة التي يتزعمها.

الجيش التركي يواصل عملياته ضد مواقع «العمال الكردستاني» في شمال العراق (وزارة الدفاع التركية)

وأيّد حزب «العدالة والتنمية» الحاكم الذي يتزعمه إردوغان الاقتراح، وأجرى زعماء حزب «المساواة والديمقراطية للشعوب» المؤيد للأكراد، الذي يسعى إلى مزيد من الحقوق والحكم الذاتي للأكراد، محادثات مع أوجلان في سجنه.

أين يتركز الصراع الآن؟

في السنوات القليلة الماضية، انتقل الصراع إلى شمال العراق المجاور حيث توجد لـ«حزب العمال الكردستاني» قواعد بمناطق جبلية، ولدى تركيا عشرات المواقع العسكرية.

طفلة كردية سورية في الحسكة ترتدي طوقاً يحمل صورة أوجلان خلال مظاهرة لدعم دعوته إلى حل «العمال الكردستاني»… (رويترز)

وشنت أنقرة عمليات ضد المسلحين هناك، تضمنت ضربات جوية بطائرات حربية وبطائرات مسيّرة قتالية، وقالت بغداد إن العمليات تنتهك سيادة العراق.

لكن العراق وتركيا اتفقا على تعزيز التعاون في مواجهة «حزب العمال الكردستاني» الذي صنفته بغداد لأول مرة تنظيماً محظوراً.

مظاهرة حاشدة في القامشلي شمال شرقي سوريا ابتهاجاً بدعوة أوجلان إلى حل «العمال الكردستاني»… (أ.ف.ب)

وتستهدف تركيا أيضاً تنظيم «وحدات حماية الشعب» الكردية في سوريا، وتعدّه تابعاً لـ«حزب العمال الكردستاني»، ونفذت عمليات عبر الحدود إلى جانب القوات السورية المتحالفة معها لإبعاد التنظيم عن حدودها.

اقراء ايضا  كيف يمكن تحسين دقة الترجمة التلقائية؟

لكن «وحدات حماية الشعب» تقود «قوات سوريا الديمقراطية (قسد)» المدعومة من الولايات المتحدة والشريك الأساسي في التحالف ضد تنظيم «داعش». ويشكل دعم واشنطن «قوات سوريا الديمقراطية» مصدراً للتوتر بين الولايات المتحدة وتركيا منذ سنوات.

زعيم «حزب العمال الكردستاني» السجين في تركيا عبد الله أوجلان (أرشيفية)

وتعزز موقف تركيا وتأثيرها في سوريا بعد إطاحة الرئيس السوري السابق بشار الأسد، في ديسمبر (كانون الأول) 2024، الذي اتخذت أنقرة موقفاً ضده لمدة طويلة ودعمت قوات المعارضة السورية في مواجهته.

عناصر من «حزب العمال الكردستاني» في شمال العراق (أرشيفية – رويترز)

وطالبت تركيا بحل «وحدات حماية الشعب» وطرد قادة التنظيم من سوريا، وهددت بعملية عسكرية تركية لـ«سحق» التنظيم حال عدم تلبية مطالبها.

وسعى مسؤولون أتراك وأميركيون وسوريون وأكراد إلى التوصل لاتفاق بشأن مستقبل المقاتلين الأكراد السوريين.

وأفادت وكالة «فرات» للأنباء المقربة من «حزب العمال الكردستاني» في 12 مايو (أيار) 2025، بأن الجماعة قررت حل نفسها وإنهاء التمرد المسلح.

ومن المتوقع أن يؤدي قرار «العمال الكردستاني» إلى تعزيز الاستقرار السياسي والاقتصادي في تركيا، عضو حلف شمال الأطلسي، والتشجيع على اتخاذ خطوات لتخفيف حدة التوتر في العراق المجاور وكذلك في سوريا، حيث تتحالف القوات الكردية مع القوات الأميركية.


«العمال الكردستاني»… من التأسيس إلى الحلّ في نصف قرن المصدر:

زر الذهاب إلى الأعلى
إنضم لقناتنا على تيليجرام